سبق وأن قلت أن نازحي محافظة أبين هم أفراد أجبروا على ترك كل ما لهم وكل ما يخصهم من أجل سلامة أرواحهم جراء القتال الغير معروفة أسبابه والقصف الذي يستهدف المدنيين الآمنين، وطبعاً الكل سمع عن قصف المستشفى والمسجد في أبين.
الذي دفعني إلى كتابة ذلك مجدداً هو أنني قد علمت بأن هؤلاء النازحين المرغمين على تحمل حياة الذل والمهانة سيتم إخراجهم من المدارس إلى مخيمات، هل هذا يعقل؟، مخيمات لعائلات؟! يا عالم يا خلق يا بشر هؤلاء أناس أجبرتهم الظروف القاهرة على ترك كل شيء وراءهم، لماذا ننسى أنهم بشر ويمنيون ولهم عزتهم وكرامتهم؟ لماذا الإصرار على إذلالهم فقد تحملوا البقاء في المدارس في ظل ظروف صعبة، فكيف هو الحال إذا ما تم إخراجهم إلى مخيمات؟!.
هل ستتوفر حمامات للعائلات؟ أم أنهم سيرمون هكذا؟ هذا الأمر لا يصح إطلاقاً ولا يمكن السكوت عليه، لأن ذلك سيزيد من معاناتهم.
لماذا لا يتم تسكينهم في مشروع الصالح السكني؟! وإذا كان هذا المشروع غير جاهز للسكن، فلماذا لا يتم تفريغ مدرسة من أجل النازحين؟ نعم يتم تفريغ مدرسة مثلما يحدث أثناء البناء، فعندما تم هدم مدرسة "22 مايو" -السكنية المنصورة- تم توزيع الطلبة على عدة مدارس وكذا مدرسة حاتم، فعلينا في هذه الظروف تفريغ مدرسة واعتبارها في حالة هدم وبحاجة للبناء، وأنا على يقين بأن الأسر اليمنية ستتفهم هذا الوضع ولن تمانع من أجل مساعدة النازحين التاركين منازلهم كرهاً.
فإذا لم نتحمل بعضنا ونساعد بعضنا في هذه الظروف الصعبة متى سنفعل ذلك؟.. إذاً هذا هو الوقت الذي ستظهر فيه سماحة أبناء عدن وطيبتهم وحبهم للخير، وأنا على يقين أن وزارة التربية والتعليم إذا ما عرضت الموضوع على أهالي الطلاب لن يجدوا أي مانع لديهم، لأن من سيقف إلى جانبهم أبناء عدن هم إخوانهم المنكوبون.
فهذه دعوة أوجهها إلى كافة المسؤولين للاهتمام بهذا الموضوع لما له من أهمية من الناحية الإنسانية، فالرجاء ثم الرجاء النظر إلى أمر النازحين بعين الرحمة.
وأخيراً.. لا أملك إلا أن أقول: ارحموا عزيز قوم ذل.
كروان عبد الهادي الشرجبي
لكم أتحدث.. ...... 2091