القوى الحية والفاعلة في الشعبي العام قيادات وكوادر سابقة جميعهم التحقوا بالثورة وفي ساحات التغيير، لم يعد أحد منهم يقبل بعبثية وطن، ولأنهم صادقون ومؤتمريون وكاتب هذه السطور واحد منهم، فقد تم إزاحتهم من وقت مبكر ليحتل المؤتمر هذا العبثي.. الذي لم يعد بمقدوره لا أن يلعب سياسة ولا أن يكون صادقاً، فهم أشبه بعلبة سردين مرصوصة تنتظر من يفتحها، وهم يتلقون توجيهات ولا يقررون ولا يمتلكون رأياً ينفعون به وطن أو نظاماً ينتسبون إليه، لذلك تراهم جميعاً وقلوبهم شتى، يتقنون فن اللعبة بما يهوى كبيرهم، وينتظرون المكافأة من هناك، وهذه القيادات في الشعبي العام المتزاحمة على قول الزور تحدثك عن المبادرة وفقاً لروموت كنترول وتتجه إلى قولة (لا)على الدوام لإدراكها أن المخرج يريد هكذا، الرفض من كل الجوانب ومن ثم إطلاق التصريحات، إن مبادرة الخليج قابلة للتنفيذ، والمبادرة تحتاج إلى حوار، وهكذا من التنفيذ إلى الحوار ومن الحوار إلى التنفيذ، في علاقة دائرية وأشهر ونحن على هذا الهذيان، لنجد أخيراً اجتماع اللجنة العامة مؤخراً مبادرة أخرى تماماً تطمئن الشعب اليمني بعدم ملاحقته نتاج انتمائه للثورة (وأن تلتزم كافة الأطراف بوقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة) النص من البيان الختامي وهو بمعنى ما تطمين للثوار بطريقة استغباء لا تدل على نضج سياسي مطلقاً قدر ما تعبر عن تفكير عقيم يذهب إلى البوليسي كما هو منطلق منه، وليس بمقدور ساحات التغيير أن تنتقم وليس هذا في قاموسها، إنها ثورة حب وسلام تغاير نهج النظام في العنف ولم تلاحق أحدا أو تتابعه، وكل هذا ديدن النظام، فهي رسالة تطمين تريد القول: تنتهي الاعتصامات والمرابطة في الساحات مقابل عدم الملاحقة، تفكير فيه من الخبالات ما يجعل المرء يندهش من إفلاس الشعبي العام الذي لا يرى إصرار وطن على الثورة واستكمالها ليبصر بنرجسية ذاته وكأنه قادر على المتابعة والملاحقة للملايين.
والمسألة أنه ليس حاكماً ولا يقدر على الحكم، وليس له من حظ في الوقوف أمام المرآة ليبصر نفسه جيداً كيف أصبح عاجزاً حتى عن التفكير، فبدلاً من أن يدخل بصدق إلى المبادرة الخليجية ويقف بمسؤولية في تنفيذها يغرق نفسه في كلام هزيل وتداعيات من أعماه التسلط وحب الكرسي عن فهم تحولات وطن قادم جديد ولم تدرك هذه القيادات ومن يقذف بها إلى سدة اعتلاء الكرسي على حساب جيل مؤسس للشعبي العام يرفض العنف، والتبلد السياسي، ويريد وطناً لا أسرة مالكة لم تدرك أنها مجرد عرائس مسرح، خيوط تحريكها بيد الملهم الرمز الفذ.. الذي هو من هو في اللعب بالأوراق وخلطها وتمييع مواقف ومسؤولية وتضييع وطن بأسره لا تدرك هذه القيادات التي جيء بمعظمها من خارج تكوينات الشعبي العام أن ما تقوم به من إعلان حضور أصبح نكتة، وأنها ديكور حزبي ليس إلا، يشرعن للنظام رغباته التسلطية باعتبار أن من أرادوا الشعبي العام حزباً غادروه وتم التآمر على البعض منهم..
وقد قيل لي ذات يوم إن الشعبي العام أشبه بنادي ريال مدريد الأسباني، قلت: كيف؟ قيل نادي ريال مدريد عمره يتجاوز 120عاماً ولا تجد فيه لاعب أسباني جميع لاعبيه من دول أخرى، والشعبي العام قياداته من خارجه جيء بها لتبقى الكوادر للهتاف فقط وليس التدرج وفق العطاء والتميز، ولم يحدث في تاريخ الشعبي العام إن أحداً صعد من القاعدة إلى القمة، حينها عرفت لماذا الشعبي العام غريب الوجه واليد واللسان؟ حظه من حياته حظه من مماته، لأن الذين اخلصوا له تم إقصائهم بطريقة فجة لا تدل على شعور بالمسؤولية ولا على وفاء.. وهو الآن يعاني من الترنح والتخبط وليس له من عمل سياسي غير المبادرة الخليجية قابلة للتنفيذ، قابلة للحوار( وحجر وسيري سايرة)، يومياً ونحن على هذه الحال نسمع تصريحات أو نتابع اجتماعات، فقر سياسي مدقع وتبادل ادوار في كواليسهم بين محاور ومناور ورافض، هذه باختصار قيادات الشعبي العام مرسوم لها أدوارا لا تحيد عنها وجميعها موزعة من قبل القائد الضرورة وبعد إذ تظن أنها بارعة سياسياً وهي أقرب إلى التعاسة ولم يفقه الجميع أن المبادرة تم التوقيع عليها من قبل أحزاب المشترك وانتهى الموضوع، وهي كرة في ملعب الشعبي العام يحاور أو يناور هذا شأنه، لكنها المخاتلة والرطانة السياسية الفجة، تثير لديك الاستغراب من قوم لا يفقهون قولاً، وكل مهامهم كيف يعكرون صفو الحياة؟ ويترجمون رغبات كبيرهم علينا وعلى وطن، ثم يحدثونك أنهم الحراس الأوفياء الأنقياء الأتقياء ويدخلون خلسة إلى غرف القبض لمزيد من الهبر على حساب شعب وتاريخ وثورة.
وللقارئ أن يمعن النظر ليتفحص من تبقى من كوادر الشعبي العام الصادقة المخلصة، لا أحد، جميعهم تم إزاحتهم ليخلو للدخلاء وجه أبيهم، ولا أبالغ إن قلت لكم: إنني كنت في صحيفة الميثاق أقوم بالرد على شخصيات هي الآن فعلاً من يقود الشعبي العام ولم يدر بخلدي أنهم سيكونون القادة مستقبلاً للشعبي العام لسبب واحد أن التنظيم تحول من حالة ديمقراطية إلى كسب وإغراء ومداهنة وحصول على درجات وصار للرشوة وليس للبناء الوطني، على حساب مخلصين ومنتمين له، لذلك هم من أبواق تصرخ بالويل والثبور لمن ينادي بالحرية والعدالة والمواطنة المتساوية.. لأنهم أساساً من اللاتساوي واللاعدل واللاتكافؤ جاءوا لمجرد أنهم يقبلون بدور الكومبارس وتحركهم خيوط لعبة بيد كبيرهم ولم يكونوا مع وطن أو حزب في تاريخهم.
والتحية مزجاة لمن هم في ساحات التغيير يقولون (لا) في وجه من قالوا (نعم).
محمد اللوزي
الشعبي العام علبة سردين تنتظر الفتح..! 2030