تصعيد مطلوب:
بعد فترة الركود التي عشناها والتي وصلت لتطال قلمي المتواضع خلال الشهر الفضيل وكذا فترة إجازة عيد الفطر المبارك اللهم فيما ندر وبحضور خجول، كنت أتوقع أن تكون بعض تصريحات المعنيين في بلادنا تميل ولو الشيء اليسير إلى الجدية و الواقع الذي نعيشه في ظل ثورة الشباب، شباب أعلنوا اعتصاماتهم في ساحات التغيير ورفعوا شعار "سلمية" أمام كل المحاولات لتشوية مسيرة هذه الثورة الشبابية المثالية وفي ساحات التغيير والتي أعتبرها أنا ساحات التطهير لكل من أراد أن يلتحق بركب الثورة وترك الكلام والقيل والقال حول كانت الثورة ثورة شباب ويبدو أنها أصبحت ثورة أخرى من منظور بعض الإخوة الذين يتميزون بأنهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ولا حتى من الأعراف وقد لا يفقهون شيئاً عن الأعراف، فقط مجرد الزعيق والنهيق في كل مجلس ومقيل من أجل أن نعتقد أنهم على حق، ولهذا كان لابد من التصعيد في هذه المرحلة الحساسة.
مزيد من السلمية :
يبدو أن سلمية الثورة والتي كنت لا أتفق كثيراً مع هذه التسمية لأنه لا يوجد ثورة في العالم وعلى مدى التاريخ ثورة قامت بشباب أمة واعتمدت على سلميتها وتحمل شبابها كل ويلات ومكائد النظم البائدة والتي تهالكت في ظل صمود شباب أعلنوا أنهم يعملون من أجل أوطانهم ويبحثون عن كرامة شعوبهم والتي أفتقدها الكثير بل ويصر الكثير على ضياعها حتى وإن كانت بين يديه فرص مواتية من أجل الحصول ولو على قليل من الكرامة وهذا ما يجعلني أتساءل هل سيظل هذا الشعب يريد الموت لمن يريد له الحياة؟؟!!
مواقف مختلفة:
لست أدري لماذا يعتبر البعض أن هناك تأمراً خارجياً من قبل بعض دول الجوار؟ وهذا من وجهة نظري موقف غير موفق بتاتا، فالثورة حين تبدأ لا يستطيع أحد أن يقول أو يأمل من دول الجوار تأييدها في ظل بقاء نظام متهالك يستطيع عبر أحد أبواقه التصريح عبر شاشات الفضائيات أن الأمور تمام والنظام قائم والكثير من الشعب ممن تجاوزت أعمارهم الخمسين عاماً لا يعرفون سوى قناة جدتي سعيدة وإذاعة مسعد ومسعدة وقالوا مخربين، فكيف بالله عليكم تسمع أحد الشباب المتعلم الواعي يتحدث عن مواقف دول الجوار وهو لم يستطع أن يقنع أباه أو عمه أو جده بواقعية الأحداث وأهداف هذه الثورة بل ولم يستطع أن يرفع عن شباب الثورة تسميات مخربين وأنهم من يعملون على الخراب والتقطع وسرقة الخدمات العامة والتي يدفعها المواطن من جيبه الخاص وليست هبات حكومة بل وأيضاً يترك مبلغ "3" الآلاف ريال يمني وهي قيمة ما يستطيع المواطن شراءه مقابلها قطمة سكر أبو عشرة كيلو ناقصة نص كيلو حق الميزان والنظام والقانون في دولة مات القانون فيها عند الكبار ولم يطبق سوى على الصغار، وتلك "3" الآلاف ريال هي مبلغ الضمان الاجتماعي والذي تم تسجيل المشائخ والأعيان في القرى والأرياف على رأس قوائم المعنيين بالضمان الاجتماعي وهذا ما يجعلهم يعتبرونه مكرمة وهبة من صاحب الكرامة والذي لم يستطع توفير أكثر من هذا المبلغ واستغلال الدعايات الإعلامية في صالحه بكل الوسائل لدرجة أن تسمع بعض الإخوان المتصلين ويقول إنه من المغتربين في إحدى دول الذهب، يقول إن ما يراق من الدماء الطاهرة على ساحات الكرامة والتطهير هي مجرد طلاء أحمر أو قليل من الفيمتو أو دماء الأثوار والبقر التي يذبحونها للأكل ويقومون على رشها على الضحايا، وهذا ما يجعلنا نراجع حساباتناً كثيراً حول أهمية هذه الثورة وأهمية التوعية الاجتماعية ابتداءً من المنزل أو الأسرة وصدقوني إن كان البعض قد عجز في إقناع أباه أو عمه أو جاره في حقيقة هذه الثورة فكيف يأمل أن يجد موقف دول الجوار في صفه والجهل لا يزال يغطي على الكثير من العقول، والإعلام متركز فقط على بقايا من بقايا شرذمة النظام البائد وفوق هذا كله تجدهم يتكلمون عن قطع الخدمات العامة من قبل المعارضين أو بالأصح من قبل المعتصمين، وكأن مولدات الكهرباء أصبحت في الساحات وآبار النفط والمياه في الساحات والطرق والمنشئات كلها في الساحات، وكل هذا الجهل تجده هناك في الأرياف والأرياف أغلبها خارج نطاق التغطية الإنسانية منذ سنين ويكفي المواطن فيها نصف كيس قمح من تلك المنحة المعروفة للجميع ويتم صرفه في الشهر الفضيل منذ أكثر من سبعة أعوام على جماهير المؤيدة للكذب والدجل والنفاق من أجل استمرار الزيف والتظليل.
بالله عليكم كيف نتحدث عن تغيير وعن انتظار انضمام الكثير من المسؤولين ونحن لم نستطع أن نقنع أنفسنا ولا قيادات معارضتنا أن النظام سقط وتهاوى منذ أكثر من شهرين سقوطاً فعلياً وحقيقياً وأصبحنا نرى كل شخص لا يزال يتحدث عن النظام إنه شخص مهم وإنه يستطيع أن يتآمر علينا هو ودول الجوار ونحن لم نثبت شيئاً على أرض الواقع يفتح المجال هذه الدول أو المجتمع الدول الاعتراف بهذه الثورة والتي لا تزال تطلق عليها تسمية أزمة، فهل هي بالفعل أزمة؟؟!!
مرسى القلم :
حتى وإن طال ظلام الليل، فلا بد أن تشرق شمس الحرية.
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
سلمية الثورة وأهمية التصعيد 2605