;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

النصر على القاعدة ثمرة طيبة لالتحام الشعب بجيشه الوطني الموالي للثورة الشبابية 2179

2011-09-13 03:58:28


تعرف الرجال بصلابة مواقفها، وتتميز جموع الأحرار بثباتها في أماكنها، وعلى رأي الأنشودة الوطنية: "شوف الشباب واقف ما هزته ريح"، فإذا كانت الجبال تصيبها عوامل التعرية، فإن الشباب الأحرار والشابات الحرائر لا تصيبهم تلك العوامل؛ لكونهم ملح العالم، وشموس الحياة التي لا تغيب، وفرسان الناس الذين يشعرون بالأمان بوجودهم، والاطمئنان بحضورهم، فهم ربيع الكون الذي لا يذوي، وورود الزمان التي لا تذبل.
إن مظاهر الثبات التي تميز بها شباب الثورة تتبدى في جوانب عدة لعل أهمها عدم الانسياق وراء الاستفزازات التي يستفزنا النظام من خلالها، ليدفعنا إلى الانزلاق للعنف، ويتأكد ثبات الشباب في صمودهم وهم يواجهون التحديات الجسيمة، وتراودهم الأماني العظيمة، بتحرير اليمن، فيأتي الثبات ليقول لهم: إنكم أبطال ولا شك، وأحرار ولا ريب، وأشجع الشجعان بلا نقاش، ولكن النصر أمر يفوق البطولة، وما البطولة إلا مكون واحد من مكونات النصر، والثبات والتحريات وإعداد العدد السلمية والخطط المحكمة بالأدوات السلمية لإحراز النصر مسألة لا بد من الصبر والثبات على إنجازها.
 ويجمع المتابعون للثورة الشبابية من الداخل والخارج على أن الشباب أسقطوا رهانات صالح في تفريق كلمتهم، وتمزق صفهم، وتشتيت شملهم، فقد تمكن الشباب والفضل لله عز وجل من الضرب بترهات علي صالح وخزعبلاته عرض الحائط، حين راهن على شمال الشمال وجنوب الجنوب والمثلث المتفكك، فأصابته الحسرة وهو يرى جمعكم، وهو الذي عمل بجهده على تفريقكم، وأصابه مرض النفس والجسد وهو ينظر إلى التئام كلمتكم، وتألقكم بالاعتصام بحبل الله، وتمسكم بالوحدة التي هي أمر الله سبحانه.
إن اليمن اصطف كله معكم صفاً واحداً، لأنكم خيار الحياة، وانفرد صالح بالبلاطجة يحكم بهم، لأنه وهم أعداء الحياة، وهو محصور في أوهامه فهاهو الشعب والجيش الموالي للثورة يسقط فزاعة القاعدة، ويحرر أبين الباسلة من خلال التحام أبناء المحافظة البطلة مع أبناء الجيش البطل، في حين أن القوات الخاصة والحرس العائلي وقوات مكافحة الإرهاب تقتل المواطنين في أرحب، وتسفك الدم اليمني في تعز، وتعتدي على النفس المحرمة في نهم وصنعاء والحصبة، وتطلق قناصاتها النار على المصلين في جمعة الكرامة، ويحرقون المعاقين في تعز، وتهدم طائراته وأسلحته الثقيلة بيوت المواطنين في أرحب، وتقصف آبار الماء وتدمر المزارع.
لقد أثبت الجيش الموالي للثورة صدق مقولة البطل المغوار/ محمد الصوملي حين قال في شجاعة القادة الكبار، واستبسال الشجعان الأحرار: أستشهد أو أنتصر، فانتصر بفضل الله، وأثبت القائد البطل/ فيصل رجب أن الولاء للوطن أكبر من أن تثنيه محاولة اغتيال أو يركعه عبث الصغار، فالرجال الكبار يعرفون كيف يصنعون التاريخ، ويعرفون كيف يضعون أسماءهم في الواجهة بأحرف من النور، من خلال الولاء للشعب والانتصار لثورته السلمية، وشبابها الأحرار.
       لقد أظهر شباب الثورة معدنهم الأصيل في نواحي عدة، ومن أهمها: الأخوة والتراحم، وتجلى بريق الشخصية اليمنية الأخاذ في جموع الشباب الذين يؤثر بعضهم بعضا شربة الماء، ولقمة الطعام، والمكان المريح، وتبين صفاء النفس اليمانية بشذاها الذي يملأ الوجود عبقاً يعطر الكون، وألقاً تقتدي به الأجيال في المستقبل القريب والبعيد، بقيامهم بواجبات الأخوة، وتلاحم الصف، وتشابك البنيان وليس ذلك منهم بعجيب، ولا عليهم بمستغرب، فهم يحققون قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً وشبك بين أصابعه"، متفق عليه.
هنيئاً لليمن شبابها المتآخي، وشاباتها المتآخيات، هنيئاً لليمن بكل من يشارك في الثورة الشعبية ويتألق بأخلاق الإخاء، ويزدان بصفات المتآخين المتراحمين، وليس ذلك إلا امتداداً لما كان عليه الأشعريون اليمانيون، حين يثني عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم" متفق عليه، ومعنى أرملوا: افتقروا، من الإرمال وهو فناء الزاد، وقلة الطعام، أصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل من القلة.
إن الثوار في ساحات التغيير وميادين الحرية يتقاسمون معاني الحب والمودة والأخوة بصورة أدهشت العالم، وأحرزت أهم مقتنيات الحياة الكريمة، التي تمثلها هذه المعاني الرائعة التي تعبر عن الجانب الإيماني عملاً بقول الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (10) سورة الحجرات، وقد امتن الله تعالى على عباده المؤمنين بالأخوة قال الله تعالى: {فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} (103) سورة آل عمران، وهو ما يحاول أن يتحقق به من في الساحة عملاً بأمر الله عز جل، وبقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" رواه مسلم.
ومن الناحية الإنسانية، فإن التخلق بمعاني الأخوة هو الدليل على رقي الإنسان، وتحققه بإنسانيته، وتمثل معاني الأخوة أيضاً التحقق بقيم الإنسان اليمني الذي يعتز بالإخاء والتآخي، فهو من اخترع المصافحة رمز السلام في العالم، وهو ما يمثل القيمة الحضارية التي تتمتع بها الشخصية اليمنية ذات الموروث الحضاري العظيم.
لقد أفرز الانتصار الوطني الكبير على فلول القاعدة حقيقتين أساسيتين الأولى: أن القاعدة صناعة النظام البائس، فما كانت القاعدة قادرة على أن تستولي على أبين الحرة، لولا الأوامر التي صدرت من النظام البائد بتسليم المحافظة للقاعدة، وهو ما رفضه بإباء وشمم البطل الكبير القائد/ محمد الصوملي، وغداً سيقرأ أبناؤنا وبناتنا في كتب التاريخ بطولات اللواء "25" ميكا وقائده الصوملي المغوار، والثانية: أن شعبنا العظيم رديف جيشه الوطني، والمساند له في كل المواقف البطولية لأجل اليمن، فالقاعدة نبت شيطاني من مؤامرات صالح ونظامه، وغداً إن شاء الله يكون الانتصار بالالتحام الكبير بين الشعب والثورة والجيش لصناعة فجر اليمن الجديد.
ومن الحقيقة الأولى تنبثق مؤامرة النظام على اليمن وأبنائها، وعلى أبين تحديداً، حيث أصبحت أبين مثل الجرح المفتوح، أو كالجسد المصنوع للتشريح، وهدف النظام من خلال صناعته للقاعدة إرهاب اليمنيين وابتزاز العالم، وإهانة الشخصية اليمنية التي صورها فقاسة بيض للإرهاب والإرهابيين.
 وأما الحقيقة الثانية المتعلقة بجيشنا البطل وشعبنا العظيم وثورة الشباب المباركة، فقد أثبتت أن عزائم أبطال قواتنا المسلحة أكبر من المؤامرة، وقامتها أعلى وأرفع من الخطط الماكرة، وأن الشعب اليمني أذكى بكثير ممن يستغفله، إنه شعب الثورة الشبابية السلمية، شعب الشباب الأحرار الذين يواجهون قوات الحرس العائلي والأمن المركزي والقوات الخاصة بصدورهم العارية، فيروون بدمهم الطاهر شجرة الحرة، ويبنون بجثامينهم الطاهرة صرح المجد ليمن لا صنم فيه، بل ترفع فيه عبارة الله جل جلاله على رؤوس المسؤولين في كل مكاتب الدولة، كما كانت في عهد الرئيس الشهيد: إبراهيم الحمدي –رحمه الله- كيف طاوعتكم أنفسكم أن تنزلوا اللوحات التي فيها عبارة الله جل جلاله، وترفعوا مكانها صورة؟ كيف؟.
إن أحرار اليمن وحرائرها يدركون أن النصر على فلول القاعدة هو نصر على بقايا النظام، وأن النصر القادم إن شاء الله تعالى هو اكتمال الفرحة بنصر الثورة، واليمن بحاجة لجهود كل أبنائها لصناعة نصر اليمن المجيد، وأنت سيدي القارئ الكريم في مقدمة من تحتاجه اليمن فلبي نداءها، وكن رقماً فاعلاً في صف الثوار، وبين جموع الثوار، فالثورة أنت، وكل فرد من اليمنيين مسؤول عنها، بادر الآن فمكانك في الساحة والمظاهرة والمسيرة ينتظرك، هيا ادع غيرك، فاليمن تنتظرك وتنظر إليك.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد