عيد العافية:
لم يتكلف الكثير من أرباب الأسر هذا العام مبالغ خيالية من أجل عيد الفطر المبارك كالملابس والمصروفات وغيرها وهذا بسبب أن الأوضاع كما تسمعها دائماً من قبل التجار أو الموظفين أو العاطلين أو الذين يكدون ويشتغلون طباعة متجولين أو من يفترشون أرصفة الشوارع – حسب قولهم – إن الدخل أو المردود لم يكن كالعام الذي سبقه وبالطبع هي عادة في الإنسان ومن النادر جداً أن تسمع أحدهم يتحدث ويبدأ كلامه بالحمد والشكر لله سبحانه وتعالى على نعمه ومنه وفضله ، فقط هو نفس الحديث وكأن الخوف من الحسد يطال بائع أدوات خردة أبو خمسين على الرصيف وهو يتحدث إلى مواطن ويقول إن الوضع مش تمام ومافيش شغل ولا دخل وأن العام الماضي كان وكان وينسى البعض أنه تعرض كثيراً للمهانة على أيدي أطقم البلدية وبعض موظفي أمانة العاصمة وعواصم المحافظات في بلادنا والتي لم تترك لهم فرصة العمل ولو بشيء من راحة البال وعدم الخوف على ما يملكونه من التلف والمصادرة وبدون أي مسوغ قانوني أو إنساني أو حتى تحت أي مسمى مشروع أو غير مباح ، ولكن قالوا العيد عيد العافية.
عيد الغدرة:
قد تكون الكهرباء هي الهم الأول والذي يكدر حياة المواطن ويخلق الهموم له حتى في يوم العيد ، ولعل يوم العيد هذا العام كان بخلاف بعض المحافظات أو بالتحديد عواصم المحافظات المحظوظة فقط والتي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ، كانت معدومة حتى في يوم العيد ، البعض بطريقة السخرية قال إنها نعمة وعلى الأقل لن يستطيع أحد معرفة مقدار العسب أو العيدية التي يعطيها لأقاربه من الأطفال والنساء والسبب الكهرباء طافية ، البعض اكتفى بلبس الملابس القديمة وبحجة أن الكهرباء طافية لن يتنبه أحد إن كانت هذه ملابس عيد أو ملابس العام الماضي، ولأن نعمة انعدام الكهرباء نعمة جلية وكبيرة وعظمى، فإن الكل أو الأغلبية يوم العيد تجده يعاني من التعب والإرهاق بسبب السهر ولهذا كانت القيمة الفعلية لانقطاع الكهرباء من أجل أن ينام مبكراً ولا يضطر إلى التعب والتخزين ولو من باب المجاملة لمن جاء زائراً وخلوا الزيارة ليوم ثاني أو بالنهار ياعباد الله مثل ما كانت في أيام الجاهلية وكل تلك الأيام التي كان المواطن ينام فيها من بعد صلاة العشاء مباشرة وكانوا عايشين، بالله عليكم إخواني هل هذا منطق يقبله عقل مخلوق سواء كان آدمياً أو بشرياً أو غيره ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين؟!.
أجمل عيد:
عن نفسي شخصياً كان عيداً رائعاً، بعيداً عن الكهرباء وضياعها في أيام وليالي العيد وحتى قبله وبعده في قريتنا الجميلة، ولعل جمال الطبيعة هو من هبات الرب ولا أريد أن يعتقد أحد أنني أتحدث هنا عن الطريق الإسفلتي الرائع والذي تم تقطيع بعض المناطق من أجل إصلاحه، وربما قبل عام 2022م وتقرير الفيفا إن كانت الاستضافة قطرية أم لا، ولا عن المياه التي تأتي فواتيرها بطريقة تجعلك تستنكر العدالة الاجتماعية التي لا توجد في أي وطن على وجه الأرض ومبدأ المساواة بين الجميع بقيمة الاستهلاك حتى وأن كان الاستهلاك لاشيء فلابد من دفع خدمات ورسوم مجلس محلي وبعيدا عن الحديث عن الديزل والالتزام الموقع من قبل الناهب والبائع وإيقاف المشروع بسبب أزمة الديزل وأيضاً بعيداً عن غياب قانون العدالة في قضية مقتل أمين حمود سيف –رحمه الله- والكثير الكثير من هذه القضايا التي بالفعل تنغص وتكدر الفكر وتجعل العيد لا يمت بأي صلة قريبة أو بعيدة للفرحة ، ولكنه كان أجمل بلقاء الكثير من مؤيدي بقايا النظام الأحبة والأصدقاء حتى وإن كانوا ينامون في العسل ويتحدثون عن التطور والتحسين والعمل الديمقراطي، والعالم في ثورة يا ناس.
عيد سياسي :
بالتأكيد كل مجلس لم يخلو من النقاش حول الوضع الراهن وليت الحديث اقتصر عن الواقع المعاش ، وإنما كان الحديث غالباً متركزاً حول ما مضى وكأننا نحتكم إلى الشرع في فصل مسألة معينة ولربما كانت قضية الطلاق في إحدى دول الجوار هي المحور الأساسي للحديث في إحدى الجلسات، ولكنني ابتعدت بطريقة جعلت صاحب الفكرة يتضايق كثيراً حتى وإن كان من الأحبة المقربين في الأسرة، فإن طريقة حديثي لم تعجبه كثيراً حول ترك مثل هذه المهاترات التي اعتبرها أنا استهلاكاً للوقت دون أي فائدة تذكر وإلا فبالله عليكم الوطن يعيش في ثورة تنوعت فيها الآراء والمشاكل والحديث لا يزال في العيد وبمجالس القات كله عن الثورة، ولكن الحمدلله كان من أجمل الأعياد بحكم أنني لم أحظى بتلك الفرصة منذ حوالي ثماني سنوات، ولهذا كان عيدي غيراً في مديريتي الرائعة .
مرسى القلم :
حنا عطانا الله عقلٍ وتفكير
سبحان من هو زاد خلقه عجايب
وما بين حلم وبين فكرٍ وتخيير
بيَّن دروبه بين خاطي وصايب
زان البرايا بين حسنٍ وتصوير
ياجود ربي صان كل الركايب
أجرى سحابٍ مجريات كما الطير
فوق البوادي جاد مزن السحايب
وأجلى صباح ٍ بالاماني على الخير
عقب الليالي اللي تواري النوايب
واعطى العوالم من فيوضه بتقدير
واخضوضرت افياء كانت خرايب
واحنا بني الإسلام نبقى على الغير
ما يوم نرضخ لو تزيد المصايب
واللي دروبه بين عذر ٍ وتبرير
يلقى زمانه في شرور الغياهب
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
عيد العافية والكهرباء طافية 2248