;
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

الحسم الحسم الحسم 2522

2011-09-19 03:46:24


الحسم:
تحدثت في طرح سابق عن مفهوم الحسم وحاولت أن أضعه أمام القارئ العزيز لهذه الزاوية التي تحمل في حناياها حروف قلمي المتواضع، في حين أن المتحدثين نيابة عن الشعب الثائر والشعب الحائر الموهوم بشاشة اليمن الفاضية وأخواتها التي يقمن بكسر الفاعل وتهميش الفعل ويبقى الشعب هو المفعول به وتصبح نون النسوة ممنوعة من الصرف، بتظليل الفكر العام ليس بداعي النوايا السيئة فحسب بل هو قصور المعرفة، فتسمع صاحب الكرفتة والهندام الرسمي يقول بكل سخرية قالوا سيحسموها هيا كل واحد ينتبه على جيبه والآخر في الطرف الآخر يتحدث خلال ساعة ونصف على شاشة القناة الثورية الأولى كمن يعصد في بركة ماء فلا هو قادر على احتواء عصيدته ولا هو ملم بما تتطلبه البركة.
ضرورة الحسم:
أعتقد أن كل مواطن في بلادنا مطالب بحسم أمور نفسه أولاً لينظر إن كان يؤمن بواقع التغيير أم أنه لا يزال يعيش على أمل الوهم الذي ذهب ضحاياه الكثير من أصحاب الفكر وأصبحوا زمرة من الحمقى، وهذه هي البداية التي ستحسم الكثير من الأمور النفسية المتعلقة بكينونة الإنسان ومدى ثقافته من عدمها.
التسمية أيضاً تريد الحسم:
ما بين ثورة الشباب والواقع المر الذي يعيشه الوطن على كف عفريت وتسابق الإعلام للحديث عن النصر الموهوم وطريق شراء الذمم مقابل زرع الفتنة والفساد والعمل بحكمة اقتل القتيل وإمش بجنازته، فإن هذه الثورة العارمة التي قلبت النظام في بلادنا رأسا على عقب وخلّفت العاهات الفكرية والثقافية والجسدية ليست سوى في نظر الكثير من أصحاب القرار في دول الجوار مجرد أزمة، وحتى وإن أريقت دماء الشعب الطاهرة على تراب وطنه من أجل كرامته فهي أزمة، وكأن هذه الأزمة مجرد اختلاف على صندوق أو خلاف على نصيب كل من يتفيَّدون حق شعب بكاملة أو كأنها نزاع ديموقراطية على بعض النقاط الخاصة بحقوق الدجاج وحرية الأرانب ومستحقات الحمير، كأنهم يتحدثون عن ثورة الشباب بعدم الاعتراف بكونها ثورة وهذا ما استطاع الإعلام الزائف الموالي لبقايا النظام منذ بداية الثورة إيصاله للعالم وبالفعل نجح في ذلك واستطاع أن يوهم الجميع بأنها ليست أكثر من مجرد كونها أزمة، فهل ستبقى كذلك؟؟
حسم المواقف:

الكثير من السياسيين في بلادنا أو من نعتقد بأنهم سياسيين لا يزالون من خلف الستار ينتظرون انضمام بقايا الشعب إلى ثورة الشباب من أجل أن يعلنوا وقتها عزمهم ونيتهم اللحاق بركب الثورة، ولربما لم يفكروا إلى الآن أن هناك قضاء وعدل وحق وميزان وإنصاف بين الخلق ولأن غابت عدالة الأرض يوماً فعدالة السماء لا تغيب، هم يعتقدون أن بإمكانهم استغلال الوقت المناسب كما فعلوا طوال عقود من الزمن وهم مابين المناصب يتنقلون ويحسبون أنفسهم أذكياء وهم مجرد توابع لنظام يقودهم كيفما يشاء ولعل الفرصة الآن مواتية ليحسموا أمر مواقفهم وليقتربوا قليلاً من المستوى المأمول منهم في شعبهم ومن أعطاهم الثقة يوماً من الأيام وندموا كثيراً على هذه الثقة التي لم تنزع ويبدو أن المنصب سيظل إلى يوم القيامة لأنه يموت ويكتب فوق قبره الوزير السابق ويظل أولاده يستلمون كل الرواتب التي كان يستلمها ومع البدلات ويحظون بخمس وظائف مرموقة وحتى أطفالهم ونساؤهم قد يكون لهم حق معلوم في كل مسؤول مزعوم ومن كل حاكم ومحكوم، وعليه هل يصحو البعض من غفوته؟؟ فالوقت الآن مناسب جداً.
ختام الحسم:
أحبتي الأكارم، أعود وأكرر حديثي السابق حول مفهوم الحسم الثوري و لا أريد أن يعتقد البعض جزافاً بأني أدعي المعرفة أو أقول بما لا أفقه ولكن والله ثم والله ما كتبت حروفي هذه إلا بعد أن سمعت الكثير ممن يعتلون المنابر السياسية والإعلامية في بلادنا يتحدثون عن الحسم بطريقة تجعلنا نبكي على واقعنا الفكري والثقافي الأليم، وأتمنى أن يعي من يقرأ هذه السطور أن مسألة الحسم تحتاج إلى الكثير من توحيد المواقف الشعبية التي على ثرها سيكون للحسم الثوري مردوده الإيجابي السريع بما يجنب الوطن ويلات الدخول في معمعات الخلافات التي لا تنتهي وتعمل على نشر ثقافة الفوضى وهو ما يريده الكثير من الحمقى ومرضى النفوس وأصحاب الأهداف الشخصية، فالثورة ثورة الشباب لم تكن كما يعتقد البعض بحثاً عن وظيفة عسكرية في الفرقة الأولى مدرع أو الحصول على رقم عسكري في الأمن المركزي أو الحرس الجمهوري من جانب مؤيدي النظام السابق، والثورة لم تكن للفيد والغنيمة والبحث عن المصالح الفردية والثورة لم تكن يوماً من الأيام أزمة، فالثورة رسمت بسلميتها أسمى صور النضال الوطني الراقي والذي لم نعد حتى نسمع عنه، ثورة الشباب تحتاج إلى حسم أمور أنفسنا أولاً وحسم مواقفنا وعكس صورة ايجابية تتيح لمن لا يزالون يعيشون على قناة وإذاعة مسعد ومسعدة النظر في الواقع المعاش عن كثب وإقناعهم بأن الحسم ليس سوى توحيد كافة المواقف الشعبية من أجل الحفاظ على الوطن ومن أجل أن نخطو بثقة على درب التغيير السلمي والعمل من أجل مستقبل أفضل، وعليه فقد تم تشكيل مجلس انتقالي وبرغم الخلافات الدائرة حوله إلا أنه مع الأيام سيكون بإذن الله فيه كل ما يطمح الشعب اليمني ليجده فيه، وما على الجميع إلا بداية العمل على أن تكون مواقفنا موحدة وعلنية للجميع، وآمل أن تبدأ بعض المحافظات التي أعلنت استقلاليتها من النظام السابق وأصبحت بدون أي قيادة إلى الآن أن تعترف بشرعية المجلس الانتقالي وأن تعمل تحت إمرته وسننتظر وعود الكثير من محافظي بعض المحافظات الذين أعلنوا إما الحشود أن محافظتهم ستكون ثاني محافظة تعلن تأييدها للمجلس الانتقالي أو للنظام الجديد، فما علينا سوى إعلان الخطوة الأولى إما من محافظة الجوف أو صعدة أو أبين أو المهرة، وفتح الطريق أما باقي المحافظات من أجل الاعتراف بشرعية المجلس الانتقالي كي يتمتع بالدعم الشعبي المطلوب من أجل أن يحصل على الاعتراف الرسمي من دول الجوار وهيئات الأمم والشعوب ودمتم سالمين.
a.mo.h@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-11 23:50:03

"2-5" حقائق عن اليمن

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد