لو انه تم التوقيع على المبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي في يوم 22 مايو الماضي لكانت المشاكل التي تعانى منها اليمن قد انتهت ولم وصل بنا الحل إلى ما وصل إليه، لكن للأسف الشديد فقد تم التحايل و المراوغة من قبل رأس النظام على التوقيع، لا تزال هذه المراوغة مستمرة حتى الآن.
صحيح أن هذه المبادرة لم تكن تلبي طموحات الثوار في الساحات و الميادين التي انتشرت في عموم محافظات الجمهورية وكان المستفيد منها هو النظام، لكنها كانت حلاً وسطاً و مخرج مناسباً يحفظ دماء اليمنيين ويمنع تفاقم الأوضاع الاقتصادية وتدهور الخدمات التي هي ـ أساساً ـ متدهورة، و من هذا المنطلق بادرت قيادة المعارضة على التوقيع قبل توقيع أعضاء حزب الحاكم رأس النظام نفسه،
لكن تابعنا كما تابع العالم كله كيف تم الضحك على الذقون ورفض التوقيع بحجة واهية معاذير سخيفة، لكن العتاب والوم يقع على الأشقاء في دول الخليج خصوصاً المملكة العربية السعودية الذين كان من المفترض أن يقفوا موقفاً حازماً، أن يقولوا كلمة الحق.
و أن يعملوا كما أمر الله في كتابة العزيز، الذي يفرض على المسلمين أن يقفوا جميعاً في وجه الفئة الباغية، فالله تعالى يقول في سورة الحجرات (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله).
فالرفض الصريح من قبل رأس النظام على التوقيع على المبادرة التي تقدمت بها دول الخليج من اجل الصلح بين اليمينين يدل بما لا يدع مجالاً للشك أنه يرفض هذا الصلح وبالتالي هو الباغي الذي يوجب على المسلمين أن يقفوا في وجه حتى يفي إلى أمر الله.
لكن للأسف لم نسمع من إخواننا في دول الخليج حتى بياناً واحداً يستنكر ما فعله النظام وكل ما فعلوه هو تعليق المبادرة،ثم الصمت الطويل الذي خرج به الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي يذكرنا أن المبادرة لا تزال قائمة، داعياً كل الأطراف إلى ضبط النفس.
دولة قطر هي الدولة الوحيدة التي كان لها موقف مغاير حيث أعلنت انسحابها من المبادرة في وقت مبكر, لأنها أدركت حيل النظام وعدم جديته في التفاعل الايجابي مع المبادرة التي عدلت خمس مرات حسب طلب رأس النظام نفسه هذا موقف يحسب لهذه الدولة, إضافة إلى مواقفها السابقة حيث هي الدولة الخليجية الوحيدة التي وقفت مع وحدة اليمن عام 1994.
نتمنى من إخواننا في دول الخليج أن يراجعوا عي مواقفهم وان يقفوا إلى جانب الشعب اليمني وأن يساعدوه من اجل أنجاح ثورته و إقامته دولته المدينة الحديثة و الخروج من الأزمات الاقتصادية التي يعانى منها, فالشعب هو الباقي والأنظمة مهما طال بها الزمن سوف ترحل.
تيسير السامعى
رسالة عتاب إلى الأشقاء في الخليج. 2094