انتهت مرحلة التسخين, وبدأت مرحلة اللعب القذر من قبل منتخب النظام , ضد الشعب اليمني، مرحلة تفجير الوضع عسكرياً , وإنسانياً , وأخلاقياً , بعلانية , و وقاحة غير مسبوقة .
عسكرياً, بدأ النظام يتعامل مع الشعب كـ" عدو خارجي ", إرهابه, باستعراضات للجيش والدبابات والصواريخ , في العروض العسكرية بميدان السبعين , منذ عام 90 , أمر طبيعي في قنواته التلفزيونية , حتى يعلم الأعداء , أن جزاءهم هذه الأسلحة الروسية , إن لم يستغفروا آل صالح.
الإعلام الرسمي الرخيص , يبتهج بـ" تدمير " عربات للفرقة الأولى مدرع , و مصدر عسكري مسئول في النظام , يعلن انتصاراً ساحقاً, ويبشر " انه تم بحمد الله وتوفيقه في وقت مبكر من صباح الثلاثاء إخلاء التبة التي تسمى تبة "محمد علي محسن", معيداً للأذهان تألقه في حروب صعدة, وتحرير جبال حرف سفيان, في الاسبوع عشرات مرات.
النظام أعلنها حرباً من طرف واحد , وبدأ باستعادة أدواته العتيقة التي كان يستخدمها في حروب صعده الست , وإضحاك نفسه بانتصارات وهمية , على شعب.
عاد الخطاب البائس الملول ,و المثير للشفقة.. عاد المصدر العسكري الذي لا يخيف سوى جنود التوجيه المعنوي , ليعلن : " أنه تم بفضل من الله وعزيمة الرجال الأبطال في القوات المسلحة والأمن وتعاون المواطنين دحر العناصر والميليشيات المسلحة التي كانت تتمركز في جولة كنتاكي "..
ما هذا السخف ؟ . تدمير , تطهير , دحر , استعادة.. مصطلحات حرب , لم تستخدمها كتائب القذافي , رغم ضربات الناتو التي تتلقاها فوق رأسها, وهجمات ثوار مسلحين من الأرض, لكن النظام اليمني , لا يخجل من استخدامها ضد ثورة سلمية.
الطغاة لا يتورعون عن استخدام كل ما هو قذر من أجل الحفاظ على كراسيهم , والقذافي ومبارك, ليسا إلا قطرات, من بحر صالح الدامي.
تبكي القلوب لمشهد الشهيد " أنس ", فيرسل النظام قناصته إلى أسطح المستشفى الجمهوري من أجل هدف إنتاج مادة مضادة لقناة اليمن على مقتل الطفل أنس.
المستشفي ليس موقعاً عسكرياً هاماً, لكن إطلاق قناصة الرصاص من أسطحه, كفيل بأن يتم الرد عليهم, وسيكملون المهمة بضرب " قسم الحضّانات" , حتى يعلنون أن الثورة لم تستثن حتى " حضّانات الأطفال " . دناءة لن تشهد البشرية مثيلا لها على مدار التاريخ .
يخفق النظام في العاصمة صباحاً, ويطير ليلاً, كخفاش , لتفجير الحرب فوق تعز, والانتقام منها , في أسلوب يذكرنا بحكاية ذلك " النمر " , الذليل , الذي كان لا يجرؤ على قول كلمة للأسد , فيتحول صوب " القرد " ليوجه له "لطمتين ", دون مبرر , ويسأله " أين الكوفية " , رغم انه لا توجد هناك أي كوفيه مع القرد.
ليل الاثنين ,و فجر الثلاثاء , انتقم النظام من تعز , بطريقة بهيمية غير مسبوقة.. أكثر من 3 ساعات , والأحياء السكنية لتعز , تستقبل القذائف , دون مبرر، لم يسمع الناس, تلك الليلة , أي أصوات رصاص . القذائف وحدها من كانت تعزف سيمفونية إرهاب.
القصف الأخير على تعز , لم يكن مبرره ترويع الناس فحسب , بل بعث رسائل للرأي العام المحلي , انهم لا يهابون وجود أي مبعوث أممي أو خليجي ,وسيقصفون أي حي سكني ويرهبون الأطفال والناس , والوفود الدولية موجودن في صنعاء.
يستقوي النظام على الداخل , بالخارج, موجهاً لهم الشكر خمس مرات في اليوم والليلة على ما حظي به من رعاية , وسيوجه رشاشاته وقذائفه الى صدور الشباب والنساء , والمنازل المليئة بالسكان.
في هذه المحنة, اكتشف اليمنيون , حقيقة جديدة , انه لا وجود لمجتمع دولي , وعربي . جميعهم أصحاب مصالح , لا مبادئ إنسانية . قادة الدول العربية , مجرد " نعامات " , لا أمل فيهم , والغرب , مشهورون بالمواقف المزدوجة.
الحرية التي ينشدها اليمنيون , لن تكتمل ببيان غربي , عندما يتطرق للأوضاع في سوريا , يلوح بعقوبات صارمة , ويهدد بـ" المجازر الوحشية " , وعندما تحضر اليمن , يخرجون لنا ببيان خجول , يطالبون فيه بـ" ضبط النفس ".. النفس المحرمة تقتل , والغرب يطالب بضبط النفس . أي لؤم هذا الذي نشاهد ؟
حريتنا , بدأنها من الساحات , وسنحصدها من الساحات أيضاً, وليس من قاعات الاجتماعات الغربية والعربية.
سيراهن النظام على أساليبه القذرة , في محاولة تشتيت الثورة السلمية بجر البلد إلى مربع العنف , ومواقف المملكة , و روسيا الداعمة لـ " أمن واستقرار سقطرى " , التي وعدهم صالح بأن يمنحها لهم كـ"هبة" نظير مواقفهم المساندة في مجلس الأمن ,لكن عليه , إدراك أن مساعيه تلك ,حمقاء وفاشلة.
سيراهن على الإعلام الرسمي السيئ السمعة الذي لم يعد أحد يصدقه , وعلى "الاستظراف المقىء" لعبده الجندي", وتسليته الرخيصة , في مؤتمرات صحفية تتحدث فيها " زعفران " , وعليه أن يعي , أن الشعب أكبر من كل هؤلاء.
على النظام , وكل أعوانه في الداخل والخارج , أن يدركوا أن اليمن لا يمكن أن يعود إلى ما قبل فبراير, وأن الثورة ماضية قدماً في تحقيق أهدافها , لأنها ثورة حقيقية , و"عقارب الساحة لا تعود إلى الخلف "..
Alkamaliz@hotmail.com
زكريا الكمالي
عقارب "الساحة" لا تعود إلى الخلف 2337