لم أستطع أن أحبس دموعي وأنا أشاهد بشاعة المجازر التي ترتكب بحق الشباب، مجازر حصدت الأرواح الطاهرة البريئة على أيدي القتلة والسفاحين من لا يخافون الله.. وقتلة سفكوا دماء الشباب دون وجه حق وبكل وحشية، مستخدمين كافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة ضدهم لماذا؟!! لأنهم طالبوا بالحرية وحلموا بتحقيقها!!
إن تلك الأعمال الإجرامية التي ارتكبها النظام بحق شبابنا في ساحات صنعاء وتعز لا يمكن السكوت عليها لأنها جريمة بحق الإنسان والإنسانية ولا بد أن يحاسب مرتكبيها ويعاقبوا على أفعالهم البشعة وبإذن الله سوف تطالهم يد العدالة عاجلاً أم آجلاً.
أما الشباب في الساحات (صنعاء وتعز وكل محافظات الجمهورية) عليهم أن يتأكدوا بأن إقدام النظام على تلك الخطوة الهستيرية المتمثلة بالقتل الإجرامي الشنيع ما هو إلا دليل على التخبط والخوف من قرب النهاية التي أصبحت وشيكة ولأنكم صامدون وعازمون على النصر وهذا أكثر ما يرعبهم ويقلقهم وما يزيد من رعبهم هو أنه مع سقوط كل شهيد يزداد حماسكم أكثر وأكثر، فالله معكم ويحفظكم والنصر حليفكم بإذن الله.
أما المبادرة الخليجية التي يتحدثون عنها ويصرون عليها أليست هي تلك المبادرة التي رفضها علي عبدالله صالح وظل يناور ويحاور ويخلق الأعذار تلو الأعذار حتى لا يوقعها، عموماً هذه المبادرة قد باتت من الماضي أو لنقل أن صلاحيتها قد انتهت ولا مجال للحديث عنها مجدداً في ظل الأوضاع الراهنة وفي ظل السكوت الخليجي الغير معروفة أسبابه، فالشعب اليمني يقتل ويهدر دمه بكل وحشية وتستخدم ضده أساليب وحشية كل ذلك والأخوة في الخليج لا يحركون ساكناً ولم نسمع عن أي وسيلة من وسائل الضغط على علي عبدالله صالح وأسرته من أجل وقف العنف الغير مبرر ضد الشعب اليمني.
وإذا لاحظت عزيزي القارئ أن المجازر التي ارتكبت كانت قبل أيام من الإعلان عن وصول علي عبدالله صالح وكأن أعوانه وعائلته يقولون قد حانت ساعة الانتقام، عموماً إن رجوع علي عبدالله صالح إلى اليمني لن يغير شيئاً من وجهة نظري، فالشعب على موقفهم والمعارضة على موقفها والإصرار على تخليص اليمن من الحكم العسكري العائلي لا زال هدف كل الشباب اليمنيين وقد أثبتت الأيام لنا بأن من يعيثون فساداً في البلاد هم عائلة علي عبدالله صالح لذلك فإن وجوده لا يقدم ولا يؤخر والآن وبعد أن عاد رمز الفساد سيعود الشباب لقول إرحل أنت وعائلتك وفي الأخير أجدها فرصة ثمينة لأناشد كافة الأحرار في اليمن من أبناء هذا الشعب الأبي سواء كانوا في القوات المسلحة أو الحرس الجمهوري أو الأمن المركزي نناشدهم أن يقفوا مع الحق وأن ينصروا إخوانهم والوقوف معهم في ثورتهم السلمية.
وأناشد منظمة حقوق الإنسان وكافة المنظمات الدولية وأصحاب الضمائر الحية من أجل نصرة اليمنيين، ولا أملك إلا أن أتقدم بأصدق التعازي القلبية لأسر الشهداء سائلة المولى القدير أن يتقبل الشهداء الأبرار بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان وأن يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
فالخلود للشهداء الأبرار والموت للقتلة الأنذال.
كروان عبد الهادي الشرجبي
الموت للقتلة ..... 2272