;
على محمد الحزمي
على محمد الحزمي

كان يا مكان 2948

2011-09-29 03:52:12


قصة :
كان يا مكان في سالف العصر والأوان كان هناك اختراع أسمه الكهرباء، وكان هذا الاختراع يكلف شعوب العالم في شتى البقاع القليل من المقابل وهو في كثير من الأحيان خدمة مجانية تقدمها الدول التي تعمل من أجل رفاهية الشعب وليس من أجل العيش من وراء ما يكتسبونه من كفاحهم مع الحياة، وفي يوم من الأيام ضاقت بالكهرباء الحياة ذرعاً، فقررت هجر الشعب المغضوب عليه من بقايا زمرة استطاعت ان تعتبر هذا الاختراع الكبير طريقة وأسلوباً من أساليب إذلال مواطني هذه القرية الصغيرة التي لم يعرف بها أغلب المناطق المجاورة في هذا الكون الممتد إلى مالا نهاية، وحينها قررت الكهرباء الذهاب بلا عودة.
لا زلنا نتحدث عن الكهرباء:
الشغل الشاغل والهم الأكبر سيظل إلى أن يقضي الله في أمرنا ويتغيّر النظام في بلادنا وطريقة الحياة وطريقة فكر من يحكمون هذا الشعب، لن يأتي الحل بضربة حظ ولن يكون على طريقة الأحمق الذي وجدني يوماً من الأيام مثقلاً بالديون وهو يعرف أنني لا أملك حينها أي مصدر للدخل والمهنة عاطل رسمي والشهادة ثانوية من أبو ريال إلا ربع في زمن العاطلين الجامعيين والأكاديميين الذين لا يعرفون ما يفعلونه بشهادتهم.
 وغيرهم ممن يجيدون النفاق الرسمي والغير رسمي تصل رواتبهم إلى ملايين الريالات بل ويمتلكون من الوقاحة ما تجعل أحدهم وهو دكتور جامعي يتحدث عن مغامراته التي تسمى في الشرع جرائم ويعاقب مقترفها بالجلد مائة جلدة وأمام جمع غفير من الناس للتشهير به، أو الرجم بالحجارة حتى الموت لأنه متزوج، فاستغرب هذا الأحمق وضعي الذي كان وتساءل هل تنتظر معجزة مثلا؟؟ فما كان جوابي سوى / أنتظر رحمة الرحمن الذي وسعة رحمته كل شيء، وبعد أقل من عام كانت أوضاعي مستقرة وهو لا يزال كما هو بملابسه المليئة بزيت السيارات المحروق وأساليبه لم تتغير إلى اليوم في النفاق من أجل تخزينة أو قارورة كندا أو حتى حبة سيجارة، وسبحان الله الغني الواسع المعطي.
كهرباء سوبر :
لا أستبعد أن يقترح أحد وجهاءنا الفطاحلة في التخطيط على طريقة الكهرباء النووية أن يكون هناك كهرباء سوبر كما هو الحال بالبترول السوبر والله اعلم أن كان سوبر أو مغوبر أو حتى صليط وقالوا بترول، فاغلب السيارات لا زالت تعاني من السعال المزمن والسكتة القلبية المفاجئة في الطرقات سواء السريعة أو الداخلية للمدن بسبب الآثار الصحية للبترول المباع في البراميل داخل دولة النظام والقارورة ـ أقصد القانون في زمن كان فيه قانون "هذيك" الأيام وكان هذا القانون لا يتجاوز أسوار الحبس وعلى الضعفاء لا غيرهم، وأما حماة القانون فهم منتهكوه بصورة قبيحة تجعل أفعالهم لا تمت إلى الإنسانية بشيء، وعليه فإن الكهرباء السوبر هي أنسب حلاً للجميع، حيث يتم استخدام آخر الاختراعات في عمل خطوط كهربائية بالليزر وعبر البلوتوث وكل التكنولوجيا الحديثة في نقل الكهرباء للمواطن وبحيث أنه يصبح حظر تجوال على مدى الزمن وإلا فان خطوط الكهرباء المتنقلة بالليزر سترديه قتيلاً في لحظات وبهذا سيتناقص التعداد السكني ويصبح العدد محدوداً وباستطاعته أن يعيش داخل المنازل وبهذا على الاقل سننسى حكاية الشعب يريد اسقاط النظام، وبنفس الوقت لن نحتاج إلى الكثير من الشغلات التي تربك حياتنا وتنغص مسراتها واحنا في سعد وهنا ومسعد وسعيد ومسعود وسعد وجيراننا آل سعود، وكلها حياتنا سعادة في سعادة، لذا سيكون دور النظام والحكومة كله متمثل في شخص واحد هو الوزير السوبر صاحب خدمة السوبر، وبما ان الكهرباء سوبر وعبر البلوتوث ومهما بلغت تكلفتها إلا أن فوائدها ستعود بالنفع المباشر على المواطن والذي لن يحتاج إلى الزواج ويكفيه الاستفادة من استقدام زوجة عبر التكنولوجيا الحديثة بالمواصفات المطلوبة وبالإبعاد الثلاثية وان يختار لها الهيئة والصورة المطلوبة وان كانت بجمال هيفاء عجرم أو حتى كرتون برتقال من حق العراق أبو تسع بريال وحبة دعاية، وصدقوني لا حل سوى الكهرباء السوبر بدلا من أن ينتظر أحدنا منذ اليوم الأول لليوم الثاني وهو يدعو الله أن يوفق جاره الذي ذهب قبل يومين من أجل أن يمسك سيرة أمام محطة البترول وان شاء الله ما تكون المحطة مغلقة وان شاء الله يكون معاهم كهرباء أو على الأقل مغطور احتياط وان شاء الله يكون ما فيش ناس كثير ماسكين سيرة وان شاء الله يكون البترول السوبر موجود ويكون لونه احمر ويشبه الديزل ما يتبخرش بسرعة لجل يشتري خمسة ليترات للمغطور حقه ولأنه شابك لي سلك للتلفزيون لجل أشوف أخبار الجزيرة وايش حاصل وقد الثورات وصلت جزر القمر وإلا عادهم في الصومال، وكل هذه الهموم التي نتحملها ألسنا في غنى عنها أحبتي؟؟
تخديرة عالمية:
سيعتقد البعض أن قات الأمس كان من صنف نادر وهو السبب الوجيه الذي دعاني لاختراع هذه الفكرة التي لم يطرقها أحد، ولكن ليس القات هو السبب ولا حتى حكاية الزعيم اللي راح ورجع في ليلة مافيهاش ضوء وما غير قذائف تسقط على الرؤوس كالقضاء المستعجل ورجمة الغيب وقدر ونصيب ولا تدري من تقاضي والموت يأتيك بصورة مفاجاة على يد سفاح لا تعلم ماذا يريد منك ولماذا اختار منزلك أو منزلا تقطن فيه أو حتى منزلا مجاورا، وبالطبع لا أريد أن يعتقد احد بأن السبب أيضاً هو قناعاتي وزيادة تأكيد قناعتي بان المخلوع لم يرجع وأنها كانت مجرد حكاية من حكايات ألف خرطة وخرطة او بالأصح مليار خرطة وخرطة في حياتنا، وبالذات حينما سمعت انه قال في خطابه الذي لم اسمعه ولم اراه لانه كان مابش كهرباء طبعا، حيث قالوا والعهدة تعود للراوي انه قال وتحدث عن عودته لإكمال العلاج وهذا ما يجعل شكوكي أكثر ملامسة للواقع وأكثر قرباً، وستخبرك الأيام ما لا كنت تعلم، ويا خبر اليوم بفلوس بكره يبقى ببلاش، ليست هذه الأسباب ما جعلني اخترع هذا الاختراع الذي أريد من ورائه براءة اختراع وإلا صدقوني فمحكمة الجنايات الدولية أو اعتقد محكمة الحقوق الفكرية المهم أي محكمة تهم مثل هذه الأمور ساتجه إليها وسأشتكي ولو اقضي بقية ما كتب الله لي من العمر وأنا أشارع على براءة اختراعي الكبير والمفيد لكل الإطراف ولكل الاتجاهات، وعلى الأقل الواحد لو يشتي واحد ليمون يقوم يعصر بساعته مش عادوا يجلس يصلي تراويح وقيام وهو يدعي أن جاره يحن عليه ويشبك له سلك صغير للعصارة بس وبخمسمائة باليوم وفوقها يمين بالحرام والطلاق ما يسرج لمبة أو يفكر حتى مجرد تفكير يولع التلفزيون وهذا يمين بالحرام والطلاق وبالتأكيد غير الأيمان التي يصرفها المقوت في السوق، وبالطبع لأننا شعب تعودنا على الصبر ولا عجب أن تبدأ ثورتنا الشامخة في 26سبتمبر شرارتها في عام 48 وتنتهي في 62، وعادي أهم شيء الغاية حتى لو طالت الثورة وجلست مثلا خمسة عشر سنة عادي وإلا أحنا ايش ورانا الواحد جالس بالخيمة ياكل ويشرب وينام ببلاش وخلاص والدنيا عوافي واللي ما يسبرش اليوم عايسبر غدوة ويا غدوة جر غدوة وعليها، وإذا كان اختراعي ما عجبكمش اليوم خلاص عيجي بكرة من كثر مالكهرباء طافية وتقولوا رحم الله ابن الحزمي قد اخترع لنا اختراعاً واحتا ما رضيناش، وإلا كان الشعب في نعمة وكان عددهم لا يصل الى مائة الف وكلهم موظفين في البيوت وما يشتوا لا أخبار ولا سياسية ولا أكل ولا شرب ولا حتى هرم نسوان وطلباتهم ولا كوافير ولا شوارع مثل شارع هايل كله نسوان طول السنة وبالآخر خلال أسبوع يصبح خالي كمدينة الأشباح، وصدقوني حينها ستسألون كم تكلفنا الكهرباء السوبر، ودمتم سالمين.
a.mo.h@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-11 23:50:03

"2-5" حقائق عن اليمن

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد