وأخيراً صدرت الفتوى من قبل علماء السلطة والذين منعوا المسلمين من التظاهر وأجازوا لهم التظاهر والاعتصام في صحراء الربع الخالي أو وسط المحيط الهادئ، وبالطبع اعتبروا أن عسكر وبلاطجة بقايا النظام إذا قتلوا فهم شهداء والسبب أنهم سيقفون على باب أحد المرافق الحكومة، وبالتأكيد نسوا أن من قتل دون ماله أو عرضه فهو شهيد، وكل هذا تلبية لرغبة الغائب الحاضر اللي قالوا رجع وعادوا ما رضيش يظهر عشان خايف من العين ويا حجاب الله وياسين.
جنون:
لم أعد أدري إلى أين سيقودني عقلي يوماً من الأيام في ظل التفكير العميق والتخبط في عشوائيات الواقع الذي نعيشه بحثاً عن شيء مما يقبله العقل من أجل أن يظل الشخص مرتبط بعالم الإنسانية، ومابين الروتين اليومي الذي تعودت عليه منذ مدة ليست بقريبة على أن يبدأ يومي الحقيقي من صباح ما قبل الظهر ويكمل نهاري عند انتصاف الليل وتقتصر أعمالي وانشغالاتي ما بين نوم واستيقاظ ثم سوق القات ثم الغداء، ثم التخزين ثم الجلوس حتى ساعات الفجر الأولى، وهكذا كل يوم يتخلله بعض المشاوير المحدودة كالفرض اليومي في ساحة التغيير والاستمتاع بالاستماع لكل ما يطرأ من جديد وتصديق ما لا يزيد عن 1% فقط من كل ما أسمعه سواء هنا أو هناك، وبالتأكيد نفي وتكذيب كل ما يصدر عن الإعلام السلطوي الزائف في بلادنا والذي أصبح من مخالفات النظام البائد من وجهة نظري الشخصية والتي هي بالطبع لا تزال تتعلق بهذا الجنون المذكور، حتى وإن كان له علاقة بتسميات الأيام والتواريخ والشهور.
كذبة كبرى :
على خلاف ما يحدث في إبريل وكذباته الشهيرة، والمسلم لا يكون كذّاباً ونحاول في حياتنا قدر الإمكان تجنب الضحك على الذقون وحتى اللحى وحتى ما دون ذلك من نساء وأطفال أو ممن ليس لديهم لا شنب ولا لحية، وإذا كانت مسألة العودة وبالطبع لا أقصد بها عودة الفلسطينيين إلى أراضيهم وإعلان دولتهم الموحدّة على تراب وطنهم وعاصمته فلسطين والذي لاقى تهديداً أميركا صريحاً ومباشراً باستخدام حق النقض (الفيتو) في حال ما أصر عباس والذي أراد أن يكمل سيناريو الفشل العربي في كل موقف سياسي على طريقة العمل بقليل من الصدق من أجل أن لا تقوم ثورة ضد نظامه الغير معترف به إلا كسلطة وليس كنظام وتقتصر على سلطته لربما على بعض الحاشية فقط، وما بين حماس وفتح ظهرت ألف حكاية وحكاية، ليس هو المقصود بالطبع هذه العودة وإنما العودة التي لا زلت أتصور أنها كانت مجرد أضحوكة وقد أكون أخالف بها الكثير من مخلوقات الأرض التي تعيش على كوكب أكل ونوم وكلام في كلام، وتمثل السياسية بالنسبة لهم المهنة الرسمية بعيداً عن كون المجتمع زراعي أو صناعي أو ما دونهما كما هو الحال بمجتمعنا الذي أصبحت الصفة الشبه رسمية لتسميته بأنه مجتمع مغترب، ولا أدري هل أظل على قناعاتي بمسألة استحالة العودة وإن كانت بتلك الطريقة الكوميدية والمهزلة التي نعيشها وكأننا شعب شبيه بمن استخف بقومه فأطاعوه، وما بين العقل والمنطق والخبر والإعلام والروايات حكايات لا تنتهي.
كأنهم مجبرون :
لعلك تجد أن بعض الأشخاص والذين لا يزالون في منصب وزير في كثير المرافق في الحكومة المقالة منذ شهور والتي تدير شؤونها نيابة عن الدولة التي لم يعد فيها لا رئيس ورئيس وزراء كان غائب له شهور وبدون رئيس برلمان، لأنه يتعالج ونصف الممثلين للشعب أصبحوا ممثلين عليه وأصابتهم دعوة اللهم باعد بيننا وبين من انتخبونا، واكتفوا بالسفريات ما بين الشرق والغرب وحتى بلاد السواد قبل بلاد البيض، ويبدو أن الخوف من أن يصل إليهم الأنتربول هو الهم الأكبر، فإنك تجد بعضهم من خلال صمته منذ انطلاق الثورة الشبابية السلمية لم يتكلم إلا وقت الضرورة ومن أجل أن يصدق الناس عامة الناس هذا الشعب الذي أصاب الجنون من كانوا أصحاب العقول وكل واحد أصبح يهيم في وادي، فالكثير من هؤلاء الوزراء المقالين ظهروا فجأة على المنابر وتحدثوا وقالوا نشكر المنافقين وكأن أحدهم يتحدث وخلف ظهره أيادي خفية تحركه مثل قطعة شطرنج، والبعض الآخر تم فرض حراسة مشددة عليه لدرجة أنه لم يعد لديه سكرتير أو مدير أعمال وإنما تكتفي هذه الأيادي الخفية بوضع عدد من المرافقين الأمنيين له ويقومون بكل الأعمال الأخرى حتى الرد على الهاتف من أجل أن لا يظهر بقايا هذا النظام بمظهر المهزوم.
مرسى القلم :
وفي رحاب الغير للغـادي مرافـق
والحرام أضحى له المفتي يحيلـه
أشعلوا فيكـم غرائزكـم حرائـق
والدواء قالوا كمـا دمنـه وكليلـه
لين شفنا اليوم تاريـخ الطـوارق
تنشده بالصوت آهات(ن) عويلـه
كم تهاوى فـي مسالكنـا فيالـق
والكتائب مـا تساويهـا فصيلـه
يا حسافة..ضاعت أمجاد المشارق
وكلّ غاية..ما تبررهـا وسيلـه
a.mo.h@hotmail.com
على محمد الحزمي
فتوى آخر الزمان!! 2401