خاطرة -1
في مؤتمر ما يسمى بجمعية علماء اليمن -الذي عقد الأسبوع الفائت والذي أصدر بيان يحرم المسيرات المظاهرات و الاعتصامات ويعتبرها خروج على ولى الأمر، رغم أن الدستور اليمنى يجيز ذلك.
هذا المؤتمر رغم ما قيل عنه إلا أنه لا يخلو من الايجابيات, وأهم ايجابية في نظري الشخصية المتواضعة أنه ولأول مرة في التاريخ يجتمع أصحاب التيار السلفي المتشدد جداً مع التيار الصوفي المتشدد في مكان واحد وتحت سقف واحد ويوقعون على بيان واحد, رغم ما بينهما من خلاف يصل إلى حد أن كل طرف يتهم الطرف الآخر بأنه مبتدع وضال، يحب هجره ولا يجوز حتى السلام عليه, لكن البركة في الشرعية الدستورية التي ألفت بين القلوب ولمت الشمل ووحدت الكلمة وصار السلفي والصوفي أخوة متحابين يجمعهم هدف واحد وقضية واحدة هي طاعة ولى الأمر وعدم الخروج عليه حتى وإن سفك الدماء وأزهق الأرواح ونهب أموال الأمة، تاركين الخلاف في المسائل الأخرى جانباً وبصراحة هذه بادرة طيبة يجب الإشادة والاهتمام بها من قبل الباحثين والمهتمين بشأن الحركات الإسلامية وعمل الدراسات البحثية عن كيفية تحقيق هذه التجربة الرائدة التي انفردت بها اليمن عن غيرها من دول العالم الإسلامي وتصديرها إلى دول الجوار من أجل الاستفادة منها حتى تنتهي الخلافات بين الفرق ويعم الوئام السلام في البلاد لإسلامية.
خاطرة- 2
(أنا ملتزم بالمبادرة الخليجية كما هي وقد فوضت نائب رئيس الجمهورية بالحوار مع المعارضة التوقيع عليها في أقرب وقت).. هذا ما قاله على عبدالله صالح في خطابه بمناسبة الذكرى 49 لثورة سبتمبر المجيدة, كلام ظاهره الرحمة وباطنه العذاب واستخفاف بالعقول وضحك على الذقون، خرط وتحايل على المجتمع الدولي الذي يبدو أنه، إما غبي لا يفهم أو أنه يتغابى, فقرار التفويض للنائب الذي صدر قبل أكثر من أسبوعين لم نرى له أثراً على الواقع, ولم تظهر له حتى الآن لا طعم ولا لون ولا رائحة رغم أن الأخبار المتداولة تقول إن المعارضة والنائب قد اتفقوا على الآلية التنفيذية للمبادرة ولم يبق إلا التوقيع وهذا ما لم يتم حتى اليوم.
يعنى بالعربي الفصيح القضية فيها سر محير لا يعلمه إلا الله و الراسخون في دنيا السياسة والحيل.
تيسير السامعى
تيسير السامعى 1739