;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

كلنا خونه! ..... 8746

2011-10-10 04:43:05


هناك خيط رفيع جداً بين الـ "كبت" و"كظم الغيظ" إنه العفو، لذلك نقول إن الكبت يولد الانفجار وربما أدى إلى إصابة الإنسان بأمراض عضوية ونفسيه كثيرة وأعتقد أن من قال قديماً "من كتم داءه قتله" كان مصيباً إلى حد كبير.
لكن كظم الغيظ يحدث معية العفو والتغاضي والنسيان ومن هنا ينشأ الفرق بين الكبت وكظم الغيظ بالرغم من أن معناهما اللغوي يكاد أن يكون واحداً وهو الصمت والكتمان وعدم اللجوء إلى المراء والمجادلة، إلا أن الكبت يحفظ لحظة الغيظ في ذاكرة القلب، مصحوبة بالرغبة في الانتقام ورد الإساءة بمثلها، لكن كظم الغيظ يموت وينساه القلب لأنه مكفنّ بالعفو وملحدٌ بالنسيان، ومن هنا كانت محبة الله للمحسين "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين".
 إن الإحسان من أعلى مراتب الإيمان ولهذا يكون صاحبه زاهداً في متاع الدنيا وكل مقومات البقاء فيها، راغباً عنها في اللحاق بركب الصالحين من أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.
 نحن اليوم بحاجة ماسة لنتعلم كظم الغيظ ودفن الحقد ووأد الضغينة لأننا في أكثر الأيام الوطنية حرجاً وخطورة، نحن اليوم بحاجة شديدة لمن ينشل هذا الشعب المغلوب على أمره من هاوية الموت والذل والانقسام والتشطير واللامبرر فأين هم الذين كنا نظنهم أعمدة الوطن؟! أين هم الذين كنا نظنهم أعمدة الوطن؟! أين ذهب الذين كنا نراهم رموزاً حية للحكمة والتعقل والروية؟! أين من بايع الله ورسوله على السمع والطاعة والذود عن حمى الأرض والعرض والمال والدم؟! إذا كان كل من هؤلاء يبحث عن ضالته ويغني على ليلاه وينشد مصلحته فمن لهذا الشعب؟َ! من له؟! هل كان الوطن مشروعاً استثمارياً؟! هل كان ملكاً لأحد من أطراف النزاع السياسي؟! هل كانت منازلنا وشوارعنا ومواطن أقدامنا مؤجرة لمن لا نعلم؟! إننا بحاجه فقط لتقديم بعض التنازلات من جميع الأطراف، والحكم دائماً للأغلبية ولا أعتقد أن أغلبية الكبار ستفوق أغلبية الشعب! ما الضرر في التحاور وتقسيم المهام وتوزيع المسؤوليات؟! وهل يظن الذين يرجحون كفة العنف أن الوطن سيستعيد عافيته بسرعة بعد أن فسدت صحته بأحداث الربيع الساخن وطالته حمى التشتت وأضعفت مناعته ميكروبات التبعية الخرقاء والذوبان المدمر في سيارات الآخرين لا تقولوا إن اليمن أوضاعه الخاصة وتركيبته الاجتماعية والأيديولوجية المتخلفة عن باقي بلدان العالم بل قولوا إن أبناء الوطن اليوم يدفعون فاتورة الصمت والتجهيل وخلط الأوراق التي أخطأ الكبار في تحليلها وعرضها وشرح محتوياتها على الملأ، يبقى صندوق السياسية دائماً مغلقاً إلى أن تهب رياح الأزمات وإذا بالذي كنا نظنه صديقاً وفياً يصبح عدواً لدوداً، وما اتفقنا عليه منذ زمن يصبح هو محل الخلاف بيننا، وما اعتبرناه مصدر قوتنا أضحى أكثر نقاط ضعفنا بروزاً، ومن كنا نراه رمزاً للأمن والأمان صار فزاعة الشعب ومصدراً للرعب، ما أسوأ السياسية لأن ظاهرها لا يشبه باطنها وباطنها يختلف عليه عن ظاهرها ولو أن تشبيهاً ما يمكن أن نطلقه عليها لقلنا أنها كرة الجليد التي تخفى في باطنها النار.
 يا الله حتى ذخيرة الوطن من السلاح التي كان من المفترض أن تطلق في وجه العدو أصبحنا نستخدمها لقتل الأخ والإبن والصديق، لكن من الخلف، كلنا خونة لهذا الوطن، كلٌ منا خان اليمن بطريقته وحتى تحين لحظة القصاص انصبوا لرقابكم اليوم قبل الغد حبال المشانق!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد