شهدت مدن يمنية احتفالات كرنفالية شعبية بمناسبة الذكرى الثامنة والأربعين لثورة "14" أكتوبر، التي حررت جنوب اليمن من الاستعمار البريطاني، فلم يسبق أن احتفل الشعب اليمنى بهذه البهجة وبهذه المساحة والانتشار، فلأول مرة توقد شعلة أكتوبر بالعاصمة صنعاء وفى تعز وكريتر عدن، لقد عاشت المدن والقرى اليمنية احتفالات وفرحاً حقيقياً بثورة أكتوبر كما كان الاحتفال قبل أيام بثورة "26".

فاحتفالات هذا العام جاءت مغايرة لاحتفالات الأعوام السابقة لأنها احتفالات شعبية، احتفل بها الشعب بعيداً عن النظام الحاكم, الذي كان يقيم الاحتفالات في ميدان مغلق ويصرف مئات الملايين ويتخذها فرصه للهبر والسرقة وتمجيد الفرد الصنم الذي حول كل شي كمنجز من منجزاته الشخصية، فلولاه ما كانت أكتوبر ولا سبتمبر ولا ديمقراطية, بل حول هذه المناسبات إلى مناسبات لتكريس العبودية وتمجيد الفرد وتقزيم الشعب وكأن الشهداء الذين سالت دماؤهم في الثورات اليمنية كانت من أجل أن يعيش هذا الحاكم الفرد وأسرته ويموت الشعب، بل عمل على طمس كل رموز الثورة وقيادتها وشهدائها الأبطال.

 احتفالات هذا العام بذكرى أكتوبر وسبتمبر، التي شهدتها كل المدن اليمنية من شمالها إلى جنوبها، من شرقها إلى غربها جاء ت والشعب اليمنى يخوص ثورة شعبية غير مسبوقة، أعادت له حريته وكرامته وأمجاده التي افتقدها منذ عقود من الزمن، لقد احتشد اليمنيون إلى الساحات ليحتفوا بذكرى الثورة لأنهم ذاقوا طعم الثورة وتذكروا تضحيات الثوار فأرادوها ثورة من جديد، تعيد للثورة السابقة بريقها الذي خفت، لكن هذه المرة بثورة شعبية بعد أن اقتصرت الثورات السابقة على النخبة و القادة وبعض الأفراد الذين ماتوا واستشهدوا ليختطفها اللصوص في ظل غياب الشعب الذي تمرن على التصفيق، وقد تمرن الآن على الفعل والتغيير والمراقبة وحماية حقه.