وصل الحال بنا إلى ذروة المعاناة والألم, وفاق احتمالنا أي احتمال وتجاوز حدود الصبر على أمل أن تنفرج الأزمة ونجد الحلول للواقع الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى كابوس يقلق سكينتنا ويقض مضاجعنا بفعل الأزمات التي أتت على كل شيء..وبتنا في حيرة من أمرنا تتقاذفنا التساؤلات دون أن نجد لها أي إجابات، تتعلق كلها بواقعنا ومن يعبث به؟؟ ويتلاعب بالشعب وبمصالحه التي اتخذ منها البعض وسيلة للانتقام ورد الاعتبار وإجهاد الشعب وإنهاك قواه وإثباطه وربما ردعه ووضعه أمام الأمر الواقع الذي كان البعض يتشدق به إن فكر الشعب يوماً في التحرر والتخلص من براثن الاستبداد والاستعباد والتوق إلى حياة فضلى ليثبت من بيده زمام الأمر أن ضريبة التغيير، التي طالب بها الشباب يجب أن تدفع أضعافاً مضاعفة، ثمناً لما قاموا به من تعد على النظام وركائزه التي كانت تسير البلاد والعباد والتي كانت تفرض ضرائبها وجرعاتها كلما أرادت ذلك، غير مكترثة بحياة المواطنين والذين لا يجدون بداً من قبولها.
لكن هذه المرة يبدوا ان هذه الضريبة تختلف في الشكل والمضمون عن سابقاتها وحتى في عملها إلا إنها أتت على كل شيء ولم تميز بين أحد ولم تستثن أحداً ولم تقتصر على المواد الغذائية بل تعدت ذلك إلى العبث بالوطن نفسه وخرابه ودماره والزج به في تلك المناكفات السياسية التي تتلاعب بأوراق الوطن كي تصل إلى غايتها وهدفها,وهو إما السيادة والريادة وإما طحن الشعب برحى الأزمات والنكبات وبث الرعب والذعر في النفوس وهذا فعلاً ما يحدث وما نعانيه في هذه الأيام, فالحرب هنا وهناك والاغتيالات هنا وهناك والأزمات حلت في ربوع الوطن وعلى أثرها تعطلت المصالح وتوقفت حركة الحياة كلياً ليتساءل الكل وبحرقة عن من هو الشخص الذي يعبث هكذا بالوطن؟؟وتلاعب بمصالحه وحياته؟ويخلق الأزمات ويؤجج الصراعات ويشعل فتيل الحرب هنا وهناك؟ من القوى والأيادي التي تعيث فساداً في ربوع الوطن؟والى ماذا تهدف؟ولمصلحة من كل هذا؟ فإن كان العابثون من الداخل فما هدفهم؟ثم أيرضون أن يجرعوا شعبهم المرارة والألم وماذا سيجنون من كل هذا؟ أم أنهم مجرد أدوات بأيدي غيرهم ينفذون مخططات إجرامية تهدف لإبادة الشعب بأكمله؟ دون أن يحركوا ساكناً ودون أن يكون بداخلهم مثقال ذرة من دم أو ضمير أو خوف من الله؟ أما إن كان العابثون من خارج الوطن وقوى خارجية فما الغاية من ذلك؟ وهل نسوا أن الأيام تداول بين الناس؟فاليوم في اليمن وغداً في غيرها, ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.. وكفاكم عبثاً بالوطن وبخيراته وكفاكم عبثاً بالشعب وزعزعة أمنه وأمانه وإخافته بالأزمات والنكبات التي فاعلها يريد من كل هذا أن يصل إلى غاية وهدف..
fahdalbarsha@hotmail.com