بداية: أيتها الشعوب..ليقتل كل " القذاذفة" العرب، حسم الثوار في ليبيا أمرهم بقتل " عميد الطغاة العرب"..و "ملك ملوك الاستبداد" لتطوى صفحة آمل أن تكون دمائه هي أخر الدماء التي ستسفك هناك..ولتقلب صفحة جديدة تزهر فيها أحلام الحرية والكرامة للشعب الليبي الذي ضحى بالكثير والكثير كغيره من شعوب الربيع العربي..يريد الله أن يتعظ من تبقى منهم, لكنهم صامدون ومستمرون في خيالاتهم وضلالاتهم. أثبت القذافي أنه كلما صمد الحاكم وطغى وبغى أكثر كلما كانت الأقدار البشعة والنهاية المأساوية نصيباً له.."فبن علي" فهم الدرس مبكراً فهرب..تأخر "مبارك" في فهم الدرس فدخل السجن، قذف "القذافي" نيرانه فأحرق البلاد وقتل العباد فصب عليه ربنا سوط العذاب..
فماذا عن " علي وبشار"؟؟ وأي النهايات ستكتب من نصيبهم وبأي السيناريوهات ستنتهي بها الثورات؟؟ عاش الحكام سنين طوال يعرفون مكامن الثروات فيستبيحونها ليل نهار, تلذذوا بقتل الشعوب..بإخراس الأصوات, بتكميم الأفواه, وتكسير الأقلام, ملأوا السجون أجساداً متكدسة فوق بعضها البعض..وملأوا المقابر من جثث الشرفاء, أضاعوا فلسطين والعراق ووجدونا صامتين دهوراً على غدرهم بنا، فاعتقدوا أن صمتنا رضا وأن خضوعنا استسلام, عرفوا التجبر منهجاً فأتبعوه..وعرفوا الدموية عقيدة فاعتنقوها..لكنهم ويا لغبائهم..لم يعرفوا أن تحت كراسيهم براكيين غضب تتفجر وحمم ثورية تسد الأفق. اعتقدوا معرفتهم بكل شيء لكنهم لم يعرفوا شعوبهم حق المعرفة.
أيها الثوار"أفرحوا وامرحوا..أرقصوا واستعدوا" فأنتم أحراراً بعد سنوات طويلة من العيش تحت خطوط الفقر والقهر, قد كتبت لكم الحرية منذ اليوم الأول الذي فجرتم به أصواتكم وصرختم عالياً من أجل أوطانكم. " كش ملك" سقطت كل القلاع..تفرق عنه الأصحاب..تساقطت الأوراق..تخلى عنه الرفاق ضحكت عليه أوجاعنا واشمأزت منه نفوسنا..سنوات طويلة سلبنا كل شيء ولم يبقي لنا سوى "اللاشيء" وحسرات كثيرة على أحلامنا الوردية الجميلة التي تحطمت سريعاً أحلامنا"بالوطن..بالحرية..بالحياة..بالعدالةوالمساواة..بالشراكةالحقيقة..بالعيش الكريم".. كلمات تمددت في خيالاتنا فانكمشنا بواقعها المخزي, وأحبطنا بسببها إلى مالا نهاية, ثم في حضرة الثورة ثرنا وفي حضرة الصمود صمدنا..وفي حضرة التضحية.. قدمنا الغالي والنفيس وضحينا بكل شيء وفي حضرة الدماء لا زلنا نملك المزيد وقد أسمعنا من به صمم، لكن "طاغية البلاد" ما يزال يعبث فيها فلا يعيبه الصمم وحسب بل هي الحماقة التي أعيت من يداويها, وما يزال الشعار" سلمية..سلمية" يستفزني كل لحظة..
هامش أخير: من وحي القذافي: " أنا لم أقتل..لم أقتل..أنا مت فقط..أيها الجرذان من أنتم؟؟ سأقتلكم جميعاً يوم القيامة..من أنتم؟؟ إلى الأمام..ثورة..ثورة..ثورة "..