;
عبدالهادي ناجي علي
عبدالهادي ناجي علي

عزيزة الثورة ...... 2005

2011-10-23 04:45:32


لم يكن يدور في خلدها أنها سترحل وستودع زميلات درب النضال في يوم صحت فيه وهى منتشية مبتهجة فاتحة يومها بالدعاء والابتهال إلى ربها أن يحقق النصر للثورة وشبابها ، خرجت من منزلها يحدوها الأمل ككل يوم تشارك في المسيرات السلمية كي يوصلن رسالتهن للمجتمع أنهن خرجن للمطالبة بالتغيير وإنهاء الظلم والفساد ، تلك هي الشهيدة الثائرة/ عزيزة عبده عثمان غالب المهاجري التي راحت شهيدة بإذن الله تعالى برصاص قناص باع نفسه للشيطان مقابل قليل من المال وانبرى يدافع عن شخص الكل يقول له "إرحل"، هل يعتقد قاتل "عزيزة" أنه سيفلت من عقاب الله؟ وهل يظن أن من قتل من أجله سيدافع عنه وسيحميه من عقوبة الدنيا والآخرة؟ وهل يعرف أن أول من سيتخلى عنه هو من قتل من أجله؟.
لقد قتلت يا هذا "عزيزة "، ولكنك لم تقتل روحها، فهي لا تزال حية في قلوب اليمنيين، ترفرف في كل الساحات، فهي "عزيزة" الإنسانة الثائرة التي خرجت من منزلها لترسم ملامح اليمن الجديد وتضع أسس مستقبل اليمن القادم، فكانت أشد الثائرات عطشاً للتغيير .
إن قتلها وسام لها، لا يظن قاتلها أنه قد أسكت صوتاً أو أخاف الحرائر عن السير في طريق التغيير مع أشقائهن الثوار، بل إن قتل "عزيزة" سيزيد الكل إصراراً على مضي ثورتهم السلمية حتى وان قتلوا وقنصوا الآلاف .
عزيزة أنت عز الثورة وفخرها، أنت مجدها ونبراسها لقد كنت ببراءتك وفطرتك التي لم تغير منها المدينة شيئاً محط اهتمام اخواتك الثائرات، "عزيزة" لقد رسمتي صورتك في كل شارع من شوارع تعز التي كنت تمرين في التظاهرات وأنت تحمسين الشباب وتطمئني أخواتك الثائرات بأن لا يرعبهن رصاص البلاطجة أو العسكر.
"عزيزة" التي لم تتخلف عن مسيرة واحدة منذ انطلاق الثورة، فيما لازال الآلاف متخلفين عن اللحاق بركب الثورة ولازال الشوق للخناق قائماً ولم يتعظوا بعد من كل صور القتل والإبادة التي تتعرض لها الصدور العارية والأيادي المسالمة .
"عزيزة" عشتي عزيزة ورحلتي عزيزة عفيفة طاهرة إلى ربك بعد أن صدقت نيتك وأنت تخاطبين صويحباتك أنك ستكونين أول الشهيدات، فكل واحدة منهن كانت تتمنى أن تكون شهيدة قبل الأخرى، إلا أنك صدقتي الله فصدقك .
"عزيزة" أبشري في قبرك، فقاتلك لن يفلت ولن يرتاح في دنياه لابد أن يجد جزاءه وعقابه ولن ينفعه من قتل لأجله ولن يكون له شفيعاً يوم لقاء الله العدل والعادل من لا يضيع حقه عنده يوم يفصل بين الخلائق .
عزيزة لقد اهتزت اليمن رجالها ونساءها لما كان من استهداف جبان لك، فنامي قريرة العين في قبرك لقد أقسم الثوار والثائرات أن دمك لن يذهب هدراً مهما طال الزمن أو قصر، فلابد أن يكون القصاص لك، وليعلم من أطلق عليك الرصاص أن القصاص سيكون في الدنيا قبل الآخرة بدون شك "بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ."
"عزيزة" لن تغربي كما تغرب الشمس كل مساء.. فغروبك سيكون سطوعاً يقهر القتلة مصاصو الدماء .. إن شجرة الحرية ستنبت وتزهر بأغصانها الندية، وفي كل ورقة منها تحمل اسم "عزيزة"، أنتِ الثورة المتوهجة نوراً وناراً تحرق كل جبان.. فليعلم القاصي والداني أن كل دم أهرق سيكون وقود يحرق قلوب الجناة.. وأن ثورة سلمية لن يخرسها حقد وخسة كل متغطرس جبان. 
"عزيزة " ولدت عزيزة.. وعشتي عزيزة ..ومتي عزيزة .. فلن ينقص من شانك قنص أو رصاص باغي آثم.. "عزيزة" من لصويحباتك بعد اليوم، وغيابك يبعث في قلوبهن الحزن والأسى.. من سيشد عزمهن ويشحذ هممن، فقد كنت لهن شعلة تتوهج كل صباح.. 
عزيزة أيتها العذراء التي قالت للطاغي إرحل فقد كرهك العباد، إرحل فما عدت تنزل في قلوب الثكالى ولا تسكن شارع الحب ولن تجد من يقول لك أنت الزعيم الرمز، لأنك صرت رمز الظلم والقهر والسلب والنهب في كل البلاد .
"عزيزة" كانت صحوتك يوم قنصك كأنك على موعد مع السفاح ليأخذ روحك قهراً وسلباً، ولكنك لست مقهورة، فقد كنت فخورة أن تكوني ثالث امرأة يعتدى عليها من قبل الخائفين المرتجفين رعباً من زمجرة الثوار ورجع الصدى في كل الديار ..
"عزيزة" كنت عزيزة في حياتك ومماتك، فلن يكون موتك سوى لعنة لهم تلاحقهم وتطاردهم أينما ولو وحيثما اتجهوا فهم لهم عدة أوجه مصلحية وأنتِ أدرت بذلك رب السماء.
"عزيزة" كنت الثائرة والبنت البارة وستبقين كما كنت لهن مفخرة.. خيالك لن يبارح شوارع المدينة ومبانيها ولن يغيب عن ذاكرة أبناء المدينة الثائرة، صوتك لن يخفت ولن تخرسه رصاصات الجبناء، إنهم يبثون دعاياتهم المغرضة ليمحوا بها جريمتهم القذرة، لكن تلك أقاويلهم لن ينخدع بها من يعرف "عزيزة".
. alhadi68@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد