سئمت العيش كلاجئ يفتش عن وطن ضائع ممزق بين أقدام أقزام يدعون زوراً ملكيته ويفرضون ظلماً الوصاية عليه، ومللت الحياة مشرداً في كل بقاع الأرض.
أبحث عن هوية تليق بإنسانيتي وتمنحني بعض الكرامة وأنا أتسول لقمة عيش يضيع لأجلها عمري.. أبحث عن وطن فيه أمن وأمان وكرامة وحرية ولا أطمع في ملك أو سلطان ولا يعنيني من يحكمني إن كان إنساناً أم شيطاناً.
أبحث عن وطن أنام فيه على ضوء نجمة وأصحو على تغريدة عصفور، فقد مللت أصوات الموت تدوي في كل الأرجاء منذرة بصبح مظلم.
أبحث عن وطن ترقص على شرفاته فراشات ملونة وفي سمائه تلعب حمائم السلام، لكنني لا أرى في الأفق غير رماد ودخان وروائح دم.
فيا أيها الكبار افتحوا قلوبكم لتسمعوا صراخ الصغار واصغوا لأنين أوجاعهم وأنصتوا جيداً حين تسمعونهم يهتفون لحرية وطن وانتبهوا فإن الجائع حين يتألم لن يموت جوعاً قبل أن يخنق من حرمه رغيف الخبز.
افتحوا نوافذ قلوبكم ليصل إليها نور الرحمة، ستدركون حينها أن من تسفك دماؤهم هم بشر من خلق الله، لهم الحق في الحياة، ربما ليسوا بنفس مستواكم، ولكن كل كنوز الأرض لا تساوي عند خالقهم قطرة دم من روح إنسان أو دمعة تذرفها عين ثكلى أرهقها ترقب قدوم غدٍ يحمل لها بين ثناياه فرحه وأمل.
يا من تبحثون ضمانات تحميكم من الموت وتنسون البحث عن ضمانات تحميكم من عدالة السماء حين تقفون بين يدي حاكم عادل لا يظل ولا ينسى.
* قطرات حبر:
حين ترفع سلاحك في وجه أخيك تروى قليلاً وانظر إلى السماء علّ نور الحق يصل قلبك ويمنعك من ارتكاب جريمة في حق إنسان يبحث فقط عن وطن..
امنحني وطناً أستقي فيه كأس العزة وأسقيه دمي، ستبقى أنت يا وطني مرفأ أحلامي وسكن مشاعري وملاذي الآمن، كلما شعرت بنوبات الخوف تخنق أنفاسي هرولت إليك بعيون طفلة حالمة وقلبٍ يعيش على نبض خافت.