من أجل مدن خالية من السلاح أخرجوا منها، دعوها ترفل حياة وتعشق زهرة وتغرد في بساتينها العصافير، دعوا صنعاء وعدن وتعز للحب والوئام والتجانس والوحدة الوطنية، أذهبوا وعتادكم بعيداً عنا وعنها، لا نريد راجمات صواريخكم ولا مجنزراتكم بيننا. أتركو مدننا تجسد أنبل القيم واذهبوا بشيطنتكم وإرهاقكم بعيداً عنها، فهي لا تقوى على كل هذا الجهنمي المحيط بها من كل جانب، ولا تقدر على الحرية وثمة قناص يستعد لقتل البريء وما يعشق الفرح.
دعونا نتنفس النقاء ونولع بالجمال واتركوا ساحات معسكراتكم لنبني فيها حدائق أطفال ومنشآت مدنية، نقدر على التمتع بها بدلاً من تصدير الخوف وإنتاج الأزمات وحراسة الدم ليظل نزيفا يسيل في الطرقات والحارات والساحات، دعوا مدننا خالية من جيوشكم وطيشكم المنتصر على الإنسان، غادروا من بيننا بآليتكم ومجوقلاتكم واتركوا ساحات الحرية والتغيير تنبض بالمستقبل وتؤكد قوة الانتماء إلى ما هو إنساني خالص. لا نريد عتادكم بيننا أوفينا تحت أي مبرر تقدمونه، ولا مجال لمدجج بالقنابل والخوف ويرى إلى البشر الطيبين أنهم ينتهكون دستوراً وهو أول المنتهكين للحياة بكلها، من يريد أن يعدم الزهرة والقصيدة ويفعل في الوطن مالا طاقة لأهله به من اجل خاطر الجنرال في قصره والنظام يبقى متسيداً على كل شيء، ومن أجل أن يثق بالسلطة أنها مازالت قاهرة وقامعة وقادرة على العبثي وقت تشاء. وإذاً لا مستقبل لنا ولعدن وصنعاء ومدن أخرى والوطن، وثمة من يحفل بالقتل ويترصد الحرية باسم الشرعية الدستورية. ولا يريد مغادرة الساحات والفوضى، ورجماته وطائراته تصل إلى حلمنا وتقصف المخبوء في الذاكرة نشيدا وطنياً خالصاً من أجل الحرية، ولا مجال لنا في الحب وأسراره وثمة من يريد الوطن شضية وعنفاً وكراهية ويملئ الساحات بما هو مدمر.
لا مجال لأن نكون من حرية وهناك نقم متفجر وجبل حديد ممتلئ قهراً ووحشية وعدن وصنعاء وتعز ووطن بأسره يعيش الرعب بتفاصيله ساعة يفرد الظلام جناحيه وباسم الصندوق والشرعية يتقدم كثير من الديناميت والقنص التي لا يقدر عليها سوى شياطين القتل المزروعين في حارات الوطن وطرقاته من يملأون عدن وصنعاء وتعز ومدناً أخرى بكثير من الشيطنة والغلو في الإرهاق وإزهاق الأرواح، والترحم حين إذ على الوطن الذي خرج أهله يطالبون بحريتهم ليستحقوا قذائف متشابة انفجارها وقتلها، ولدرجة غدت أشبه بحلقات مسلسل مكسيكي لا تنتهي. غادروا عدن صنعاء تعز وغيرها بكل ما فيكم ومعكم من أوامر عسكرية لا ترحم إنسانا وتبطش بالديمقراطية باسم الديمقراطية. أخرجوا من إناء الزهور وجمال النغم، دعونا نحب ونحلم بضوء قادم على الوطن، ونلعنها سياسة إذا ما أدعى الكذب فيها النظام. اذهبوا وإرهابكم من أجل الوردة تتفتح والطفل يكركر والجمال يشع فرحا. دعوا ولائم القتل والاحتفاء بالقهر وفتوى النار والحديد وانصرفوا إلى مسافات لا نرى فيكم أحدا، ولا نجد بندقية وشاهد زور.
وأيها الخوف القادم من هناك من دار الزعيم المؤتمن دع الحمام يطير والعصافير تنسج أعشاشها والحبيب يغني محبوبة ولا تكن كمن مسه عطش الدم والمؤامرة لنجد قتلى دونما سبب.. ضاقت بنا أرض معسكراتكم وجيوشكم وقنصكم وقنابلكم وأنتم تحيلون معاني الانتماء إلى ما هو ماحق مدمر عاصف، ولا يرعوي عن غيه لنبقى على قلق من خطوكم وتفكيركم وهندستكم لقادم عنيف وكذبة أخرى بفتوى ظلمة. ويا أيها العبثي فينا لا نريدك فزعاً وروعاً تتمتع بجثث الأنقياء الأتقياء. فدع مدن الله في وطني خالية من رعونة وحقد ومن التربص بالمارة والمنشآت ليبقى حكمك شرعوياً دستورياً على الطريقة الجهنمية.. وليت معسكراتكم تتموضع حيث يجب أن تكون بدلاً من أن تظل على خارطة قلوبنا وعقولنا تقصف ما فينا من إنسانية وتزيد في الإرهاق والإمعان بكل أنواع السلاح البري والجوي الذي يريد أن يظل من ألم وخوف في قلوبنا.. غادروا بزيكم الذي نرى إليه أنه الوحش الكاسر الذي يبطش بالوطن ولا يحرسه. دعونا نتوحد بالأرض نغني لها ونقيم ولائم أفراحنا ولا تفزعوا الطير في أو كارها وتحرقوا الشجر والبشر وما استطعتم الوصول إليه. لا نريدكم فينا أو بيننا أو معنا إلا بشرا صالحين بلا رعونة وطيش وتحدي. أيها النظام لقد قهرتنا بمعسكراتك المجوقلة وأطفأت النور وجعلت الليل موحشاً كئيباً قابلاً للغزو على الساحات وأعلنت الحصار من فوهة مدفع وقذيفة عسكرية يطل منها غبار وأدخنة وموت زوئام وخطاب قائد ملهم يحدثنا عن اللاحقيقي ويريدنا باسم المدفع والصاروخ نصدقه ونمضي معه ندين حريتنا ونلقي باللوم والمسؤلية علينا. فنحن الذين نصنع الفوضى وليس الدبابة وهي قرب نافذتي تعلن القتل في كل لحظة في (هائل). وما بعد هائل وفي المستشفيات والطرقات والمياه والكهرباء وكل ذلك بات مسؤولاً عنه المواطن فيما القذيفة تحرسها عناية الشيطان، ليست مسؤولة عن آدمي خرج لصلاته وقتل، أو لعمله فسقط. المسؤولية كلها حصار وقتل وتشريد علينا هكذا يريد النظام نصدق قهرنا، أنه نحن ومعه أصحاب الفتاوى من لا يرقبون في مسلم إلاً ولا ذمة ويزدادون غياً.. ويا أيها المارون على جرحنا اخرجوا من حياة نريدها ولا تقبل بغير الزهرة وشمس الحرية تضيء وتغمر الأفق حياة. أخرجوا أو لا تمكثوا لحظة. نكره كل آلياتكم ومجنزراتكم التي لا تحمي وطناً وتسوم المواطنين سوء العذاب. لم يعد بمقدورنا رؤيتكم وأنتم تقهرون النبيل كما لم نعد نريد أن نفكر مرة واحدة بسؤال أين ستسقط القذيفة القادمة؟ ومن سيكون ضحيتها؟؟ نكره تفجيراتكم وعنفكم وشهود زوركم وقتلكم الأبرياء وقصفكم الساحات وفتوى علماء الذمم الغليظة ومجال الموت السريع، نكره رؤيتنا على تعب وقلق وخوف من قادم. خذوا كل ما تقدرون عليه وانصرفوا. دعونا نمارس طقوس فرحنا خاليا من دوي وزعزعة أمن وإعلام مرجف خبيث يحشد كل إمكانياته لكي يجعل السلطوي مهاباً ومخيفاً وصاحب شرعية وممتلك حلم له ما يشاء وللآخرين الظلام ويزين له الدكتاتورية يجعلها ضرورية المعنى ليظل السلطوي القابض الباسط الرافع الخافض. هكذا العسك