;
عبدالهادي ناجي علي
عبدالهادي ناجي علي

إلى المشككين في الثورة السلمية..!! 2129

2011-11-08 04:39:06


أكثر من تسعة أشهر واليمن من أقصاها إلى أقصاها وهى رافعة شعار "السلمية" في ثورة لم تشهدها اليمن من قبل في وجه نظام علي عبد الله صالح بعد 33 سنة من حكم اتسم بكثير من المساوئ والفساد وأصبح يشكل نقطة سوداء لليمن ولليمنيين في الداخل والخارج، فترة الثورة طالت ولاشك أن في ذلك حكمة أرادها الله أن تكون لهذا النظام نهاية لا يعرف كنهها وشكلها وموعدها إلا الله تعالى وهى سنّةُ الله في الحياة، يمهل ولا يهمل حتى إذا كان موعد الظالمين أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، وهو لا يعجزه شيء في أن ينجز إرادة الشعوب في لحظة ولمح البصر، وهو الذي إذا قال للشيء كن فيكون، ولكنها إرادة الحكيم الخبير والمدبر لمقادير البشر في أن تتأخر نهاية الثورة عن الطموح الذي أمله الثوار في ساحات التغيير والحرية في ساحات اليمن.
هذا التأخير أعطى المناهضين والمعارضين للثورة السلمية وللمدافعين والمنافحين عن النظام ورئيسه ومن تشيع له وسار في فلكه ودار في فلكه في أن يظنوا في الثورة الظنون وأن يفرحوا أن الثورة التي بدأت قد انتهت بطول فترتها ولم يعد لها تأثيرها – حسب – تخرصاتهم في وسائلهم ومنابرهم الإعلامية الأكثر تضليلاً للعامة والأميين من الشعب حتى تمادوا في سوء ظنهم وقالوا أن الله قد نصر علي عبد الله صالح على من هم أعداؤه في الساحات ومن المشترك وبأن صبره عليهم تسعة أشهر هو نصر له، وليس للثوار إلا الزعيق وضياع الوقت والمال من أجل سراب يسيرون وراءه وأوهام زرعتها المعارضة ممثلة بالمشترك في عقول الشباب تحت يافطة "التغيير وإسقاط النظام" للوصول إلى السلطة.
تلك أراجيفهم التي يبثونها ويخسروا الكثير لإقناع الناس بها ولكنها أراجيف وزوابع لا فائدة منها لدى من لديه عقل وقلب يميز بين الحق والباطل ويميز بين الصح والخطأ ويعرف النور من الظلام ويرى بعيني قلبه وعقله قبل بصره.
الثورة السلمية اليوم صحيح أن أمدها طال لكن ذلك لم يصب الثوار والثائرات باليأس من نجاحها ونضوجها لأنهم يسيرون وفق سنة إلاهية ويعملون بالأسباب التي عليهم تقديمها والنتائج ليست بيدهم بل النتائج بيد الله تعالى والذي بدون شك له حكمة في تأخيرها، ما يدعونا لأن نعرض لهذا الأمر بعد تسعة أشهر هي حالة التيئيس والتثبيط التي أخذ الإعلام الرسمي بكل أبواقه "التقنية والبشرية" في بثها وسط الناس وزرع الشك في مصداقية الثورة السلمية وأهدافها التي من أبرزها إقامة الدولة المدنية الحديثة بعد إسقاط النظام ومحاكمته على مجازره التي يرتكبها ضد الثوار في الساحات وضرب المدن وفي مقدمتها أرحب وصنعاء وتعز، الإعلام الرسمي تمكن من إيجاد ثلة ممن يعانون قصر النظر وضيق في الأفق وعقم في الفهم وبلادة في التفكير فأخذوا يرددون كالببغاوات ما يقوله ويبثه الإعلام الرسمي من هذرفة وتشكيك ضد الثورة السلمية وضد مقاصد الثوار، فيعمل على خلخلة وزعزعة الثقة في نفوس البلهاء من العوام الذين مصدر تلقيهم للمعلومة "تلفاز وإذاعة" الإعلام الرسمي، ولتوضيح الحقيقة للمشككين أولئك الذين لازالوا يجنحون إلى صف النظام المتهالك والذي لم يعد له أثر في حياة الناس وفي حل قضاياهم وتلبية مطالبهم، نقول: لهم ماذا تريدون حتى تصدقوا وحتى تؤمنوا بأن الثورة السلمية حقيقة راسخة في نفوس الثوار ومن هم إلى صفهم من الشعب الذي خرج إلى الساحات والميادين رافعاً شعار التغيير ومطالباً بدولة مدنية حديثة يسودها العدل والحرية والمواطنة المتساوية؟
ألا ترون أنكم بعد 33 سنة كلها سنوات عجاف مازلتم تعانون من وجود الفساد والظلم والحقد والكراهية والبغضاء والثارات والفوضى الخلاقة التي زرعها النظام طوال حكمه للبلاد؟
ألا ترون أن الديمقراطية التي رفعها صالح كانت ثوب مفصل على مقاسه ومقاس من يشاركه في الحكم ولذلك كرسها في عقول الأجيال من خلال الإعلام الرسمي حتى صارت الديمقراطية التي نحلم بها غير متوفرة إلا على مقاسه ومن قال بديمقراطية غيرها أو رفض التصفيق في ذكرى الديمقراطية المزعوم تعرض للتجريح واتهم بتهم الخيانة للوطن وللثورة وللشعب والخ من المسميات التي ظللنا نسمعها طوال 33 سنة؟
ومن لازال في قلبه شك من مصداقية الثورة نسأله هل أنت مرتاح في حياتك، في عملك، في مسكنك، في معيشتك؟ هل تستطيع أن توفر من راتبك إن كنت موظفاً على الأقل عشرة آلاف ريال لمواجهة طوارئ الحياة؟ هل تستطيع أن تنال حقك الذي كفله لك الدستور في العيش الرغيد والحياة الكريمة دون مذلة أو مهانة من أصغر موظف حكومي؟ هل تجد الإنصاف من القضاء ضد المتنفذين في الدولة لو قدر لك وتنازعت مع أحدهم أمام القضاء؟
تلك تساؤلات متعلقة بالحياة العامة للمتشككين من الثورة، ونسألهم كذلك بعد عرض المبادرة الخليجية وطرحها وموافقة المشترك عليها كم مرة وعد صالح بتوقيعها وهو يخلف وعده وينكث عهده ويؤزم الموقف عليه وعلى حكومته أكثر؟
القصف والضرب للمدن وقتل الأبرياء في الساحات والمدن أليست دليل كاف على دخول نظام صالح مرحلة غير طبيعية حيث زاد كرهه وحقده على الشعب أكثر بعد عودته من الرياض فعزز من حكمه بالقوة والقتل وصار اليوم يحمي نفسه أكثر مما يحمي كرسيه خاصة بعد مقتل رفيقه الطاغية "القذافي" كل ذلك أليس دليل كاف للمتشككين في الرضوخ لصوت الحق ومنطق العقل واللحاق بركب الثوار؟
حادثة جامع النهدين يتهمون بها المشترك ويهددون بفضح المجرمين الذين استهدفوا صالح في جامع النهدين وإلى الآن ومن تاريخ وقوعها، لماذا لم يكشفوا الحقيقة لو كانت لديهم حقائق ودلائل على تورط المشترك فيها؟
عسكرة المدن وتحويل المرافق الحكومية والمدارس إلى ثكنات عسكرية وتخزين الأسلحة فيها وترويع المواطنين وإقلاقهم ما سببها؟ هل لحفظ النظام والأمن أم لحماية كرسي صالح وبقاياه؟
الانشقاقات في الوحدات العسكرية والجيش والأمن، أليست دليل على أنه قد طفح الكيل من نظام صالح وعدم قدرتهم على الصبر في مداراته وتمجيده أكثر مما مضى؟ وأنهم لم يعودوا راغبين في نظام قمعي ومتفرد بالمؤسسة العسكرية التي يستخدمها اليوم لضرب الشعب تأكيدا لتصريحاته التي قالها لقناة الجزيرة في إحدى المقابلات معه؟
هروب كثير من الكوادر الإعلامية في وسائل الإعلام الرسمي وتركهم العمل في شلة "يا لله طلبناك" وانضمامهم للثورة أليست علامة تؤكد أن النظام لم يعد معه إلا قلة مرتزقة؟
اختفاء كثير من عقلاء الحزب الحاكم وعدم ظهورهم في المشهد اليمني اليوم يؤكد أن القناعة لدى كثير من أعضاء المؤتمر بأنه لابد من التغيير ولابد من رحيل صالح اليوم في ظل الأوضاع التي وصلت إليها البلاد فهل بعد أن نرى أعضاء حزب المؤتمر أنفسهم يعلنون استقالاتهم من الحزب وانضمامهم إلى الثورة أو تأيدهم لها هل لازال هناك شك في مصداقية الثورة السلمية؟
يا ناس يا من لازال المرض في نفوسكم والخوف من بقايا النظام يسيطر عليكم تيقنوا أن الحياة والموت بيد الله وليست بيد علي صالح وبقاياه،وأنتم ترون بأم أعينكم ما تتعرض له المدن وخاصة تعز من قصف وضرب بمختلف الأسلحة علامة واضحة على أن صالح اليوم لازال يسعى لإبادة تعز واستباحتها وجعلها نهباً لبلاطجته ومرتزقته وممن يسيرون في دربه.
بل إن القصف والضرب الذي تتعرض له تعز اليوم من قبل بقايا نظام صالح لم يعد يفرق بين مؤتمري أو مشترك، فقد أصاب وقتل وجرح كثير ممن هم أعضاء في المؤتمر وممن هم مع بقاء صالح الذي لو كان حريص على سلامتهم لما سلك طريق الإبادة والقتل المتعمد ضد أعضاء حزبه ومناصريه.
إن الدلائل والمشاهد والعلامات كلها تجعل المتشكك من الثورة السلمية يراجع مواقفه وحساباته نحوها ويسرع لمناصرة الثورة السلمية واللحاق بصفها قبل فوات الأوان وقبل الندم على عدم المشاركة في صنع ملامح اليمن الجديد.
alhadi68@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-11 23:50:03

"2-5" حقائق عن اليمن

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد