;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

ثورة لا مجال فيها إلا للانتصار 2068

2011-11-19 20:57:54


أيها المارون فوق الكلمات العابرة
منكم السيف ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز
ومنا المطر
وعلينا ما على سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
الشاعر الكبير: (محمود درويش)
هي ثورة لامجال فيها إلا للانتصار، لأنها إرادة جماهير، وتطلعات شعب إلى الحرية، وأي ظنون أخرى هي العبث الذي لا معنى له، لذلك نحن أمام مفترق طرق، بين ماض أرهق الحياة وقهر الحلم وأدمى الفرح، وبين مستقبل هو رأي العين، ولا يمكنه إلا أن يكون تعبيراً أميناً ودقيقاً عن معنى الوطن اتقاداً وطموحاً وتطلعات ومواطنة متساوية، ترفض الخنوع والاستسلام للفرد الذي أغراه الصمت طويلاً، فلم يعد قادراً أن يقرأ خبايا هذا الصمت، وهي آهات محرومين وأنين معذبين، وقهر مظلومين ضاقت بهم السبل، فلم يكن معهم غير الصمت وإرهاق السؤال الملح (ليل إلى متى)؟.. وهو سؤال بقدر ما فيه من الوحشة والكآبة، فيه أيضاً الرغبة للانعتاق من حياة المهانة والحرمان إلى حيث يجب أن يكون الإنسان حرية وإبداعاً.
ولعل هذا ما لم يدركه السلطوي الذي أخذته نشوة التفرد والتملك إلى مستوى الغياب التام عن الجماهير وحاجياتها، فتناسى التزاماته وعهوده التي قطعها للجماهير، ودخل في رغبة العيش منفرداً وجعل الوطن يصب إليه خيرات، ولا يهم بعدئذ الشعب ما يجري له من نصب ولغب وتعب ومظلومية كبيرة.. بهكذا علاقة بين السلطوي والشعب بزغت أحلام، واتسعت آمال وصار على كل مواطن تاعب أن يتغلب على هذا المصدر له سلطوياً، وأن ينتصر لحياته، فكانت الثورة الكتاب الذي يقرأ حقيقة.. وكانت الثورة هي الرد العملي الصحيح لمن رغب في التملك والتفرد والاستحواذ وأراد الوطن حصرياً له دون سواه.
كانت الثورة هي العنوان الصحيح لردم الهوة بين الحاضر والمستقبل، وجعل الوطن دروباً للتغيير والانطلاق والأيمان إنه أسمى من نياشينهم التي اخترعوا لها أسماء، ليظل المجد حكراً لهم وكأنهم الضوء والآخرين الظلام، هم من يحق لهم الفوز بكل ما يرغبون به مقابل حطام آمال الجماهير، وتحطيم رؤى وانتصارات حقيقية، وهو ما لم يكن ليستمر ولم يكن حتى يقبل التأجيل بعد أن طال ليل وزادت الآهة وحشرجة العذاب في الصدور وقتاً طويلاً، بعد أن استأثر بالسلطة نفر إلى درجة القطيعة التامة مع الشعب ومستقبله، وبين الإنسان وأحقية أن يكون ذا معنى، بين المواطن وحقوقه في المواطنة المتساوية، وأن يرتقي ويحقق ذاته كإنسان قادر على العطاء والتميز والإبداع، ووفق تكافؤ فرص وليس قرابة وعلاقة مصاهرة ودخول في مستويات لا تتقارب مع ما يريده الإنسان بكل المقاييس، سيما بعد أن أرهق الوطن سلطوية طال أمدها في مواقع قيادية ظلت حكراً على ذات المجاميع.. فالوزير هو ذاته "25" عاماً وكأن النساء قد عجزن أن يلدن غيره.. ومدير المصلحة أو المؤسسة هو ذاته برتابته وعنجهيته وغبائه.
عشرات السنين جمود وبؤس إداري وهيمنة وتداخل اختصاصات وازدواجية وتسفيه لرأي المثقف والاعتداد بمنطق متخلف غروراً، وجعل الجهل يحكم المعرفي مع سبق الإصرار والترصد، وينقاد وطن للعشوائية والارتجالية، فلا خطط ثلاثية ولا خماسية ولا عشرية للتنمية، لأن ثمة قائم بالأمر كله وهو من يتصدق بالمشاريع؟، ومن لا تدركه المشاريع عليه أن يلجأ إلى جمعية الصالح الخيرية.. هكذا يتحول شعب إلى متطلع لجمعية خيرية إشفاقاً بالفقراء الذين ما كان لهم أن يقعوا في الفقر لو أن عدالة التنمية وجدت ومنهجية التخطيط هي التي سارت عليها وفق خبرات وقدرات، وليس هبات على طريقة (وجهنا الحكومة ببناء جامعة.. ووجهنا الحكومة ببناء مستشفى).
وهكذا كلها ارتجالية وفوضى أصابت الوطن بالضرر والتخبط وصارت حالة المواطن على كف عفريت، يوم يجد قوت يومه وآخر يتوسل الجمعيات التي قيل إنها للخير، وما معنى الخير إن لم يعم الوطن كله ويحاسب الفاسدين من يسرقون لقمة الجوعى من أفواههم؟!.. غير أنه النظام يتوجه كما يريد برغبات مسبقة وتحولات يريدها له فقط مقصياً شعب بأسره من أجل ثلة ينافقونه ويذهبون إلى حد تقديسه وجعله الوطن كله، فهو الوحدة والتنمية والخير والعافية هو المطر والرعد والبرق وهو العلم والنشيد وهو الباقي وما الشعب إلا عارض زائل ولسان حال هؤلاء قول الشاعر: (فإذا صح فالزمان صحيح × وإذا اعتل فالزمان عليل).
بهكذا نفاق وتزلف زاغ عقل النظام وذهب إلى حيث اللاحكمة واللاتراجع.. وظل على حال أن يبقى الشعب مقهوراً مستلباً حقه وحقوقه، وبهكذا مفردات زادت واتسعت المعاناة من بقاء وزير 25 عاماً يدير مرفقاً وزارياً حسب رغبات وتوجهات النظام وليس القانون.. وهكذا نجد الفوضى أسير مجاميع يديرون وطناً خارج معايير العصر ويمارسون الغطرسة والغرور.. لأنهم كما يقول (ربهم) أصحاب خبرات طويلة وكفاءات مجربة ومدربة لعشرات السنين.. لنقع على نظام يلغي التنوع كسنة كونية ويشطب أجيالاً من حقها أن تجد ذاتها وتطلعاتها ممثلة في الدولة.. ونقع على نظام يلغي أحقية أن يكون الإنسان في مستوى ما هو مؤهل له، لصالح وزير أو مدير مصلحة أو مؤسسة بلغ من العمر عتياً وصار متكلساً لا يفقه شيء غير العقلية المتصلبة التي تكمن خبرتها وكفاءتها في التزلف والنفاق والمزايدة على وطن بأسره والتعبد للفرد للوصول به حد الطغيان. ومن هذا الطغيان ظهرت الثورة كضرورة لا مفر منها، وكحاجة للإنسان وقد وأدت أحلامه وقهر وفي طموحاته، ولأنه لم يعد من المقبول أن يظل أسير رغبات من تفردوا في الحكم، ولم يقبلوا بالتعايش والمواطنة المتساوية وبأحقية أن يكون حضورا وشراكة، وأن يكون التنوع وهو قانون سماوي هو المجال الذي يسير الجميع عليه.
بهذا التفرد والاستئثار والأنانية، تجيء الثورة اليوم وتهتز ميادين التغيير بالحرية وتشتعل رغبة الانتصار ويتعالى صوت الشعب، صوت الجماهير (هي اللي بتتكلم).
"مناشدة"
الأخت العزيزة/ سوسن جعفر شطارة - معدة برامج في قناة عدن- تعرضت لجلطة دماغية وشلل نصفي لتضاف إلى قائمة الزملاء المنكوبين بقيادة هذه القناة من ينهبون ويبطشون ولا يقدمون أدنى واجب إنساني نحو زملاء أرهقهم العمل والسعي للمطالبة بحقوقهم.. والأخت سوسن هي نزيلة مستشفى الرازي ونناشد قيادة المؤسسة بالعمل على سرعة إنقاذ حياتها لتعود لأطفالها وبيتها وعملها.. وللمسؤول الأول في قناة عدن نقول: ليكن لك قلب لترى.
mallawzy@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد