إن مهمتكم أيها الجيش والأمن واعني الأحرار منكم المغاوير أينما كنتم في المعسكرات أو الثكنات العسكرية المرابطة في مدينة تعز وصنعاء وبقية المحافظات اليمنية أو في النقاط العسكرية المستحدثة في وسط المدن ومداخلها بأوامر بقايا النظام العائلي هي حماية الشعب والثورة ويُحْظر تسخير القوات المسلحة والأمن والشرطة وأي قوة أخرى لصالح فرد أو حزب أو جماعة وذلك ضمانة لحيادها وقيامها بمهماتها الوطنية على الوجه الأمثل ويُحْظرَ الانتماء والنشاط الحزبي فيها وفقاً لنص المادة (40) من الدستور اليمني، أما الشرطة فهي هيئة مدنية نظامية تؤدي واجبها لخدمة الشعب وتكفل للمواطنين الطمأنينة والأمن وتعمل على حفظ النظام والأمن العام والآداب العامة وتنفيذ ما تُصدِر إليها السلطة القضائية من أوامر، فتلك هي مهمة رجال الأمن وفقاً لنص المادة (39) من الدستور وليس مهمتكم ما رد به صالح على صحفي الجزيرة احمد منصور بالقول: ((القوات المسلحة ثكنة عسكرية لا قيمة لها إلا لقمع الشعوب ولكي نَبقَى على رأس السلطة)) والرئيس برده ذلك لابد أن ننصفه القول بأنه صادق فيما رد به وهاهو اليوم يقمع الشعب ويُسَلّط عليه الجيش والأمن لكي يبقى على رأس السلطة. ومادام ذلك هو منطق الرئيس فهل سيظل من لم ينضم إلى الثورة الشبابية السلمية من الأمن والجيش الأبطال أداة في يد النظام العائلي الذي يوجه بقمع الثورة والاعتداء على ساحات وميادين الحرية، لاسيما بعد أن فقد النظام شرعيته الشعبية ومبررات بقائه في الحكم بعد أن خرج الشعب إلى الشارع وطلب منه التخلي عن السلطة وعلى الرغم من ذلك كله فلم يستجب الرئيس لمطلب شعبه وإنما صار يكافئه بالسعي إلى الزج به في اُتون حرب أهلية فماذا سيكون دوركم أيها الأبطال في الجيش والأمن إلاّ أن تقولوا له بكلمة واحدة وبصوت عالٍ مرتفع (لا سمع لك ولا طاعة)، فمهمتنا هي حماية الشعب والثورة والشباب لا حماية الفرد والأسرة والعائلة قفوا في وجه الأوامر الباطلة ثائرين ضدها أياً كان مُصدِرُها وعليكم أن تتذكروا قول أبي الأحرار الزبيري:
والشعب لو كان حياً ما استخف به فردٌ
ولا عَاثَ فيه الظالمَ النّهمُ
ومن أفضل الجهاد كلمة حق تقال في وجه سلطان جائر والنظام العائلي يراهن الآن على قتل الشعب بسلاحكم وآلاتكم القاتلة ولا يهمه إن قُتِلْتُم جميعاً، فسيجند بُدَلاءَ عنكم وإن بقيتم فستظلوا خدماً وحرساً له وطالما والحال كذلك فقولوا له كفاية بعد حكم لك طال ثلاثة وثلاثين عاما وأنتم وآباؤكم وأبناؤكم خدماً له خاض بكم حروباً أهلية خاسرة منها ستة حروب مع الحوثيين وحرب ضد الحراك الجنوبي وحرب ضد القاعدة وكلها حروبٌ يفتعلها هو ويديرها من قصر الرئاسة ويفتعل بموجبها الأزمات ويخوف عن طريقها دول الجوار والمصالح الأوروبية والأمريكية وذلك لجلب الأموال من هذه الدول له ولأسرته ويستلم الثمن بالعملة الصعبة. وكم من الضباط والأفراد والصف قُتِلُوا وهم عشرات الآلاف وثمن الفرد منهم في النهاية من نظام علي صالح قطمة رز وقطمة سكر وجلن زيت تُسلم لورثته بعد الوفاة، أما عن راتب القتيل منكم في سبيل كرسي حكم العائلة فلن يصل إليه ورثة الجندي ويتم تحويله إلى صندوق التأمينات أو البريد إلا إذا باعوا قصبتين أو ثلاث من مخلف الجندي من بعد والده أو والدته إذا كان له ميراث منهما وإلا فعليهم أن يبيعوا البقرة أو التبيع وما لم يملكوا هذا وذاك فسيظل راتبه في المعسكر يتقاسمه قائده مع أمين الصندوق أو قائد الكتيبة ولورثة الجندي الجوع والفقر المدقع ومَنْ ما زال حياً منكم كيف حاله وكيف تعيش أسرته وكم راتبه وانتم حماة الوطن وحراسه فرواتبكم زهيدة جداً وهي اقل الرواتب في الكادر الوظيفي اليمني وفي العالم أجمع، فراتب الجندي أو الضابط اليمني لا يكفي لأن يكون ثمن شوكولاته لطفل واحد من أبناء كِبَار المسئولين في اليمن وعلى الرغم من حقارة راتبك أيها الجندي وأنت المرابط تحت حر الشمس وبرد الليل فهل يصل إليك تعيونك الشهري من الحلوى والجبن والفاصوليا والفول والزيت والأرز والبدلات والبيادات العسكرية، أم أنها تباع من قبل قياداتك؟ اترك الإجابة عليك.
كما انه صار معلوماً في اليمن أن العسكر موصوفون بأنهم يعيشون تحت خط الفقر بسبب فساد النظام اليمني فزملاؤكم في دول الخليج والدول الأوروبية حتى الإفريقية يعيشون حياة العزة والكرامة برواتب مرتفعة وبيوت محترمة وسيارات فاخرة ومناصب عالية وعيشة سعيدة هنية وأنتم يكفيكم من النظام العائلي أن يزج بكم في الحروب المتوالية. أيها الأحرار ألم تعلموا أن الرئيس قد أعلن الحرب على الشعب بقوله ((سوف نواجههم بكل الوسائل الممكنة وفي مختلف الأماكن)) فهل انتم مصدقوه إن عليكم أن ترفضوا أوامره وأوامر نظامه العائلي وتُحَكّمُوا ضمائركم والعقل والمنطق وذلك ما أوجبه الإسلام عليكم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قالوا: يا رسول ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما قال: تمسك على يديه أو كما قال))، ونصركم لليمن وشعب اليمن أن تنضموا إلى ثورة الشباب وتعلنوا ذلك في وجه صالح وتقول له كفاك لقد كرهك شعبك واستغنى عنك وطلب منك الرحيل فارحل كفاية قتل الثوار والمعتصمين، ناهيك أن صالح قد أقدم أخيراً على منزلق خطير وذلك بجر مراكز القوى المنضمين إلى الثورة إلى الاقتتال لِيَحرِفَ الثورة عن مسارها السلمي وذلك كما فعل في القصف بالمدافع والصواريخ والمعدلات الثقيلة على أرحب والحصبة ومنازل أولاد الشيخ/ عبدالله الأحمر والفرقة الأولى مدرع والمنازل المجاورة وأيضا ما فعله في تعز الثورة والكرامة والشموخ لقد صب جم غضبه ونقمته وحقده وأنانيته عليها وانتقم من شبابها وشيوخها وتجارها ووجهائها ونسائها وأطفالها حيث استعان بكم أيها الجيش والأمن وبمختلف الأسلحة التي معكم على القتل والإبادة والخراب والتدمير كي يبقى هو وأسرته على كرسي الحكم.
وقد استشهد على أثر ذلك مئات الشهداء وأصيب الآلاف الجرحاء، فنسأل الله للشهداء المغفرة وللمصابين الشفاء العاجل ولعلّ قصد صالح من تلك الاعتداءات السافرة هو إخماد الثورة والقضاء على مشائخ اليمن ورموز المعارضة والجيش الوطني المؤيد للثورة الذين انضموا إليها من زملائكم الأحرار فهل يُجازَوْن بذلك وكأن لسان حاله يقول (مادمتم لم ترضوا ببقائي على كرسي الحكم وتطالبون برحيلي فالطوفان عليكم جميعاً وأنا الطوفان ) فماذا سيكون ردكم أيها الأبطال؟ إن عليكم أن ترفضوا أوامره وتخيبوا آماله والله مخيبها من السماء ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) صدق الله العظيم.
أحمد محمد نعمان
الجَيشُ والأمنُ.. حانَ دَورُكُم الآن (1) 2584