قد يكون الحديث عن الثورة والمبادرة واقتراب الحل أمر مفروغ منه بحسب تصريحات نائب وزير الإعلام اليمني السيد/ عبده الجندي قبل يومين، عندما نقل ما يدور في خلد موكله رأس النظام وبالحرف الواحد "اعتصموا عشرين سنة فقط لا تكسروا ولا تعتدوا على الممتلكات" وكأن من يخرج إلى الشارع في مظاهرة سلمية، بصدور عارية ولا يحملون سكيناً ولا فأساً ولا مسدساً ولا خنجراً ولا أي شيء من تلك الأدوات القاتلة كأنهم هم من يمارسون البلطجة والنهب والسلب والتقطع وليست عصابات مأجورة استقدمها النظام الحاكم وتحت مسمى أنصار الشرعية إلى العاصمة ويصرف عليهم من أموال الشعب لتقوم بتلك الأعمال الغوغائية، فتقتل من تشاء وتعتدي على من تشاء وتسفك دم من تشاء وفي وضح النهار وأمام كاميرات وعدسات الإعلام المحلي والخارجي وعلى عينك يا حاسد، لذلك لم يكن مخطئاً عبده الجندي عندما ينقل ما يجيش في نفس موكله رأس النظام.

وكما عهدناه لا تعني له شيئاً معاناة شعبه، فالطرقات مغلقة والاقتصاد الوطني ينهار والغاز يباع بأسعار مضاعفة والبنزين يباع بأعلى من السعر العالمي، وكذلك الديزل وخدمات المياه تكاد تكون معدومة تماماً، وكذلك الكهرباء والسلع الغذائية تباع بأسعار مضاعفة وكل شيء صار في حكم المعدوم وهلم جر.

أقول إذا كانت معاناة الشعب اليمني لا تعني لكم شيئاً، فعلى ماذا تحاورون؟! ولصالح من كل هذا العنت والصلف؟!

إذا كان الرهان على تركيع الشعب اليمني، فالأمر مفروغ منه، لأن الشعب الذي خرج إلى الشوارع لن يعود حتى لو قطعتم عليه الهواء، أما إذا كان رهانكم على شيء آخر، فالأفضل أن تكونوا على مستوى المسؤولية والشجاعة وتعلنوا ذلك صراحة وتقولوا نحن نراهن على الشعب في جزيرة "الواق واق"، أما الشعب اليمني الذي تقولون له اعتصم وتظاهر لعشرين عاماً، فلم يعد يثق بأحد منكم وقال كلمته الفاصلة: "ثورة سلمية حتى النصر شاء من شاء وأبى من أبى".

يا سادة من يختزل الوطن في شخوص وأفراد لا يستحق أن يمثل الشعب اليمني إطلاقاً، فبالأمس أضحكني مجلس "النوام" المبجل عندما قال في بيان له إنه سوف يشكل لجنة من المجلس للبحث والكشف عن معاناة أبناء تعز.. ياااااه تذكر مجلسنا الموقر أن هناك مدينة اسمها تعز تقصف بالأسلحة الثقيلة والخفيفة وتنتهك حرمات المواطن في تعز وبأيدي عصابات مسلحة استوردها السيد عبدالله قيران والبلطجي العوبلي ومن محافظات بعيدة جداً عن تعز.. وأنا هنا أتحدث عن تعز مدينتي التي زرتها وحزنت لما أصابها وربما أكثر ما آلمني وأحزنني أن بعض أولئك الأعضاء في البرلمان قد سلم منزله في تعز لبلاطجة ولقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي، لتقوم بقصف أحياء مدينة تعز!!.

نعم.. يحدث هذا في تعز أحد وكلاء المحافظة سلم منزله أيضاً لذات الغرض، لهذا لا أعتقد أن البرلمان الصوري المنحل أصلاً قادر على عمل شيء لمحافظة تعز، ومعلومة أضيفها للإخوة أعضاء مجلس النواب حتى لا يصطدموا بالواقع ويصابون بحالات نفسية يتعذر معها إسعافهم إلى أي دولة عربية لتلقي العلاج، لأن مستشفيات تعز قصفت ودمرت وبأيدي قوات الأمن التي كان يفترض أن تكون حامية ومدافعة عن تلك المستشفيات لا العكس، فمن النكت التي سمعتها أن محافظ تعز السيد/ حمود الصوفي ذهب قبل أيام يتوسل عبدالله قيران إيقاف قصف الأحياء السكنية في تعز، فما كان من قيران إلا أن أمر جنوده بسحب الأسلحة من مرافقي الصوفي.. 

يااااااه والمسؤولية، فاحذروا يا أعضاء البرلمان هناك في تعز قيران هو الحاكم الناهي بأمر الله، وأخشى عليكم أن تواجهوا مصيراً مخزياً كما حدث للمحافظ الهمام الصوفي.. وللحديث صلة.

abaSt66@HotmaiL.com