محافظة حجة بمديرياتها الواسعة وسكانها الطيبين ماذا جنت من نظام علي صالح خلال 33 عاماً؟ حجة مثلها مثل بقية محافظات الجمهورية لم تجن غير الإهمال والمعاناة والنسيان والحرمان، ولكن إخواني الأعزاء دعوني أصارحكم بأن حجة أشد عذاباً وفقراً ومعاناة، فهي تتفوق على أخواتها وتحتل الصدارة من حيث الثلاثي المرعب الفقر والجوع والمرض، حجة لم تعد حجة فقد أصبحت عجوزاً، حجة ليست فقيرة ولكن نظام صالح جعلها كذلك، حجة غنية بمواردها الطبيعية، حيث تشتهر بوجود العديد من مناجم الذهب والمعادن في مناطق أفلح والمفتاح وشرس وغيرها من المناطق وتشتهر بزراعتها للمانجو في عبس وحرض والمناطق الساحلية، يكفي حجة فقط الدخل اليومي لجمارك حرض، يكفي حجة ضريبة القات فهي المنتجة لأشهر أنواع القات "حرامي وشامي"، فأين تذهب خيرات هذه الموارد؟!
رغم هذا كله ورغم امتلاك حجة لموقع استراتيجي هام، فهي تربط اليمن بدول الخليج، رغم هذا وذاك فحجة ما زالت كما تركها الإمام مع وجود فارق بسيط وهي أنها كانت قبلا لجمهورية يحكمها إمام واحد والآن وفي ظل هذا النظام يحكمها أكثر من مائة إمام يلبسون الثوب الجمهوري ويحفظون الأهداف الستة للثورة ولكنهم أشد بطشاً وفساداً ونهباً من الإمام، إنهم الإماميون ماركة أبو كرفتة وهم يعرفون أنفسهم جيداً ولا داع لذكر أسمائهم.
وللإجابة على السؤال أعلاه وهو ماذا جنت محافظة حجة من نظام علي صالح خلال 33 سنة؟، الإجابة هي أن المحافظة المسكينة جنت من نظام صالح أن جعلها بيئة خصبة للفاسدين كي يمارسون أعمالهم الإفسادية وبكل أريحية وبدون أن يقول لهم أحد لا، وكذلك جعلها إقطاعية خاصة للمشائخ والإقطاعيين وكل واحد يتحكم في إقطاعيته كيفما يشاء، وفتحها لتجار المخدرات ومهربي الأسلحة وأصبح البعض منهم يتبوأ مناصب عليا بموافقة ورضا ومباركة السلطة وبقرار جمهوري من النظام الفاسد، وما كنا نشاهده في الأفلام المصرية من أن الذين يمارسون التهريب وتجارة المخدرات هم مسؤولون كبار في الدولة قد أصبح واقعاً معاشاً لدينا في حجة.
لذلك جنت حجة من نظام علي صالح أنها وعلى مدار سنوات حكمه لم يسع يوماً لإزالة الظلم عن كاهلها، بل إنه سعى لنشر الظلم فيها من خلال تعيينه لهؤلاء مدراء نواحي ومدراء أقسام وقضاة محاكم ليجيدون البطش والظلم بأهل حجة لدرجة أن قاضي المحكمة أو مدير المديرية أو مدير الأمن لا يخرج لمعاينة الخلاف على أرض ما إلا بمبلغ مائتين ألف ريال ومن غير كباش الغداء والقات وأتحدى أي شخص يكذب كلامي هذا، فهذا الظلم يمارس بحق أهلي في كافة مناطق محافظة حجة، بمديرياتها الجبلية والساحلية ومن يكذب ذلك أما أن يكون شاهد زور أو مطبل للحاكم.
وجنت حجة من نظام صالح أن الضمان الاجتماعي الذي هو مخصص للفقراء يذهب إلى جيوب المتنفذين من المشائخ ومسؤولي الحزب الحاكم وإذا حصل وتم تسجيل شخص فأما أن يكون من أقارب فئة المتنفذين أو يكون قادراً على دفع عشرين ألف ريال مقدماً لمندوب الضمان لكي يتم تسجيله.
كذلك جنت محافظتي الطيبة من نظام علي صالح أن أهلها وسكانها يشربون مياه ملوثة من الوديان والمستنقعات، فيصابون بالفيروسات والأوبئة، فأهل محافظة حجة لا يعرفون مشاريع المياه ولا يوجد بمناطقهم أي مشروع للمياه وإذا حصل ووجد فإنه سيكون ببعض القرى.
بالمناسبة وبما أن الثورة تجب ما قبلها أوجه رسالة شكر وعرفان لأول برلماني حر رفض الذل والخضوع ابن حجة البار/ عبدالملك الأسلمي الذي قدم استقالته من الحزب الحاكم وانضم إلى ثورة الأحرار، فتحية له، وأتمنى من البقية الصامتة أن يحذو حذوه.
حجة الآن ليست ذهبية، فقد خرج كل أبنائها إلى ساحات الحرية، مطالبين برحيل النظام، هذا النظام الذي جنت منه حجة كل ما ذكر أعلاه، لذلك ومن أجل مستقبل حجة وحتى تتحول حجة من عجوز إلى شابة يجب أن يرحل هذا النظام، ومن أجل أن يسود الخير والعدل والمساواة وينعم أهل حجة بالأمن والأمان يجب أن يرحل نظام الهبر والفساد.
حجة اليوم تضم صوتها إلى جانب أخواتها تعز وعدن وصنعاء والحديدة ولحج والضالع وصعدة والجوف وشبوة ومأرب وحضرموت وذمار والمهرة والبيضاء وأبين وجميع محافظات الجمهورية، رافعة صوتها ومطالبة بإسقاط النظام ورحيله.
أبناء محافظة حجة الأحرار يستنكرون مجازر النظام البشعة التي ارتكبها بمدينة تعز ويطالبون بمحاكمة القتلة.
أبناء حجة الشموخ قاهرة العز والكبرياء، شكراً لكم ولصمودكم، شكـراً لكل الأحرار المعتصمين بساحة الحرية بحجة، شكـراً لكل ثائر وثائرة وكونوا على ثقة بأن ثورتنا منتصرة بإذن الله، فلكل ظالم نهاية.
مسك الختام:
ومن يتهيب صعود الجبال × يعش أبد الدهر بين الحُفـر