في البدء هل حان الوقت لنبدأ المرحلة التالية؟ صحيح هناك من يطالب باستكمال العمل الثوري وهذا حقه ولا يمكن لأحد من البشر أن يقول بغير ذلك لكن لحساسية الظرف الذي تمر به بلادنا من وضع اقتصادي متردٍ وحالة انفلات أمني غير مسبوق زد على ذلك تعطيل الحياة وفي كل الاتجاهات ولان اليمن وكما قال الأصدقاء والأشقاء تختلف عن مصر وعن تونس وعن ليبيا كانت المبادرة الخليجية حاضرة وضرورة، لكن هذا لا يمنع من البدء بتحديد أولويات المرحلة وبأسرع وقت ممكن وإذا كانت أحزاب اللقاء المشترك قد عقدت العزم على تشكيل حكومة وحدة وطنية تبدأ في إعادة الحياة والأوضاع إلى حالها الطبيعية في البلد ورغم صعوبة ذلك في ظل تمسك الحاكم ببقاء سياسات التفرقة ورفض الآخر واللعب على المتناقضات وان كنا نعول على القوى الوطنية الرشيدة في الشعبي العام ليكون لها حضوراً وتكون لها مواقفها الوطنية الرائدة في انتشال البلد من الحالة المتردية والمساهمة في بناء اليمن الجديد وطي صفحة الماضي المؤلم ليس من اجل احد بل من اجل اليمن واليمن فقط.
إن ضرورات المرحلة تستدعى من الجميع الوقوف على مكامن الألم ونبذ الفرقة والتشرذم وتطبيق مبدأ المواطنة المتساوية وتغليب مصالح الوطن على مصلحة الأفراد والأحزاب والأفراد وبمصداقية ووعي وحس وطني.
قد يقول قائل إن أهداف الثورة لم تكتمل بعد فليكن، ذلك، لكن لا ينبغي أن نبقى في ذات المربع ونقف عند هذه النقطة..
الحكومة الجديدة بكل تأكيد سوف تلتزم بتنفيذ حزمة من الإجراءات الاسعافية للانطلاق نحو المستقبل وعلى جميع الأطراف المساهمة في ذلك بعيداً عن لغة الكيد والمناكفات الحزبية لان عودة الحياة الطبيعية إلى ربوع الوطن مطلب وطني تجمع عليه كل القوى ولا يختلف عليه اثنان وما نود الإشارة إليه أن اليمن لم تعد بحاجة لمن يختبئ خلف الكرسي الوزاري أو الإداري او او..، بل الوطن بحاجة للعمل والحركة وحضور البرامج على سبيل المثال لا الحصر نريد وزيرا للزراعة مثلا لديه خطة وبرنامج عمل لزراعة مليون نخلة في وادي حضرموت ومليون نخلة أخرى في تهامة ويحدد الفترة الزمنية التي تتناسب معه لانجاز مهمته.كذلك الحال في وزارة الصحة والسكان نريد وزيراً على سبيل المثل يكون لديه مشروعاً لإنشاء خمسة مراكز للغسيل الكلوي في الجمهورية وخمسة مراكز لعلاج السرطان في الجمهورية ولديه فترة زمنية لانجاز مهمته هذه مجرد أمثلة لا اقل ولا أكثر وهى الأفكار التي نزعم أن يكون عليها وزراء المرحلة القادمة لا نريد وزراء لتبديد ميزانيات الوزارات وعلى أبواب وأقسام لا داعي لها صحيح، نحن بحاجة لكل شيء لكن هناك أولويات لابد من البدء بها، اليمن بحاجة للعمل والانتقال إلى مرحلة جديدة، فقط أحسنوا الظن بالله وان تتوفر الثقة بسواعد أبناء الوطن، حقيقة والله نحزن كثيراً عندما نرى دكاترة وكفاءات يمنية كبيرة تعمل في دول الجوار والوطن بحاجة لهم ويكفى أن لدينا ما يقرب من مائة دكتور جامعي من المتخصصين يعملون في دول الجوار والوطن بحاجة لخدماتهم ليس عيباً أن ينتقل المواطن اليمني إلى أية دولة للعمل وتحسين ظروف معيشته ولا ينبغي أن يقف احد في طريقه، لكن إذا كنا بحاجة لجهود وخدمات هذا الشخص أو ذاك، فما المانع أن نوفر له الحد المعقول من الدخل الذي يساعده على الإبداع ويستفيد الوطن من خدماته بدلا أن تذهب جهوده لبلد آخر.بكل تأكيد قد يبدو للبعض إننا نستبق الأحداث ونتحدث عن أمور ما يزال الحديث عنها مبكراً، لكن هي مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة والأمر لا يتعلق باصطفاف أو مناصرة لهذا التيار أو ذاك لكنه حب اليمن يجمعنا ولا شيء غيره! 
Abast66@hotmail.com