;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

إعلام الزعيم وراجمة الصواريخ تبا لهما!! 2114

2011-11-29 16:11:59


يجعل الإعلام السلطوي من توقيع رأس النظام على المبادرة الخليجية، أنه بمثابة تضحية كبيرة من أجل إنقاذ الوطن، ومكرمة منه للشعب باعتباره تنازلاً عن استحقاق دستوري له، وهو بهذا دخل التاريخ كفاتح عظيم، قدم الصورة المشرقة والنادرة في التاريخ الإنساني لكيفية التعامل مع القضايا الوطنية بروح المسؤولية والإيثار،وأن الشعب سيظل مديناً لهذا الأسطوري عبر الأزمنة، هكذا هو الإعلام الرسمي القميء الغير جدير بالاحترام، لا يكترث للوطن من أجل خاطر النظام لكي يظل متميزاً على الدوام، ولا يؤمن بالشعب ولا يتحدث عن جماهير عانت القهر والظلم والاستبداد وضحت على مدى 33عاماً، ودفعت أجيال من عمرها سنوات طوال من الحرمان والتهميش والإقصاء، مقابل أن يستأثر بالسلطة الأقرباء والصحب وأقرباء الأقرباء،ومن لهم علاقة بالنفاق والتزلف والتعبد، كما لا يتحدث الإعلام المسف عن حقوق وطن،وشعب أسرف في ضياعها النظام وتمادى في الغي لدرجة القهرية لكل ما هو جميل، لا يتحدث عن كل ذلك،بينما يخالف تماماً نصوص المبادرة الخليجية حين يظل يتغنى بالنظام ويمجد الفرد، ويطلق الزغاريد والألعاب النارية والزوامل والهيدات لنظام يريده غالباً ومنتصراً على الوطن،في حين أنه بعد التوقيع على المبادرة الخليجية، بات مسمى فقط ليس له أي حظ من السلطة،وصار مجرد رئيس شرفي وإن كان هذا يخالف نصوص الدستور، باعتبار أنه لا يوجد مادة تشير إلى مسألة الرئيس الفخري أو الشرفي. ذلك أن الوطن ليس نادياً رياضياً، ولا جمعية خيرية، وإنما هو دولة ودستور وقانون،ولو كان ثمة احترام ولو قليل لهذا الدستور لرفض النظام ما يسمى رئيس فخري، احتراماً للشرعية التي دوماً يخالفها متى ما يريد ويتشدق بها حين يشاء، ولمنع إعلامه التسلطي من التضليل والأكاذيب.وهو إعلام بغيض يستحق غضب الشعب باعتباره يخرق عهودا ومواثيق،ويخون الكلمة المبدأ، الكلمة الانتماء لأجل فرد يطلقون عليه وطناً وقانوناً، وذات الإعلام اليوم مازال يمجد من رحل من السلطة وترك موقعه وتجاوز عنه الوطن بمنحه موقع الرئيس الشرفي.
وإذاً فإن الذي ضحى وقدم تنازلات كبيرة ومن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه، ومن عبر عن التسامح،هو الشعب الذي يريد الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي، ويريد الحرية بأقل ثمن،بعد أن تمنطق النظام بالقوة والعتاد العسكري ومارس أبشع أنواع الظلم في حق المواطنين الأبرياء، ومع ذلك تسامى الوطن كله فوق الجراح والنزيف، ورأى إلى المبادرة الخليجية أنها تمثل حلاً يستحق الوقوف معها والعمل بها، وليس للنظام كما يصوره دهاليز الإعلام أي فخر في هذا أبداً، بعد أن ظل يسوف ويماطل عشرة أشهر بالتمام،سقط خلالها العديد من الشهداء وسالت دماء كثيرة وخربت بيوت وشردت أسر بسبب عدم توقيعه وإسرافه في أمره،وما كان أغناه من أن يقع في كل هذه المتواليات المؤلمة ويقدم نفسه تاريخيا نظاماً تسلطياً قمعياً بإعلامه الذي لا يعير الدماء الزكية الطاهرة معنى، بل ويحتفي بإراقتها ولا يهمه سوى أن يكون النظام ينعم بالاستبداد والقمع، على هذا الأساس يبقى هذا الوكر الإعلامي المداجي هو من يغضب الله والشعب،وهو ألد أعداء الوطن، بنزوعه إلى الحقد المتأصل في قياداته والرابض في نفسياتها ولا يتزحزح إلا باتجاه الدمار والقتل وغمس القلم من دماء الشهداء، ليسطر الكذب والتزلف وينال من الحرية،ويرفع النظام إلى مصاف الأولياء والصالحين، فهو وحده من يمنح الوطن بركاته وعفوه ومكرمة تنازلاته.
ولا عجب إذاً والحال كذلك أن تبقى الأبواق تنعم بالخيرات وتمارس الفساد طولاً وعرضاً، ولا أحد يشير إليهم أو يجرؤ على الكلام عن فسادهم وثرائهم الغير مشروع والذي وصلوا إليه كمرتزقة عن طريق الكذب،وجعل الفرد القائد الرمز حاضراً على مدار ساعات الإرسال الـ24 ساعة التي لا تنقطع، ولا تظهر صورة إلا وتتبعها أخرى تارة مبتسم وأخرى وهو يشير بيديه في حالة زهو وثالثة وهو لابس قبعة ورابعة وهو على سيارة أحدث موديل.....إلخ، وهكذا شاشات وقنوات فضائية خاصة بالزعيم المؤتمن من قوت الشعب وكدح الملايين، نجد فيها ما يشبه الهذيان تماماً بكلام رتيب مكرر، وصور صارت مملة، فكانت النتيجة غير ما يريده تنابلة الكلمة، فالمشاهد صار يلعن هذا الإعلام الضلالي ولا يعيره انتباهاً ولا مشاهدة وفقاً لاستطلاع للرأي العام الذي قامت به الإدارة العامة للبحوث والتخطيط في ذات المؤسسة وعلى إثر نتائج هذا الاستطلاع جرى تهميش تام لهذه الإدارة وتم منعها من القيام بالدراسات والبحوث في هذه الجوانب، وقد خلص البحث الذي تم قبل عام إلى أن من يتابع قناتي اليمن وعدن هم حوالي 7.4%من إجمالي المشاهدين الذين توزعوا على العديد من القنوات تأتي الجزيرة في المقدمة بنسبة 39.2%، ثم العربية بنسبة 31 %، يليها سهيل بقية النسبة وقناة mbc. بقية النسبة.والحال أن هذا الأعلام ظل يكذب لزمن غير قصير ومارس التعبد للفرد والتمجيد لدرجة مذلة وصار لا يجد نفسه إلا ملتحقاً ببؤس الكلمة وتعبد الفرد مقابل الحصول على المال ورضا الزعيم الملهم (علييه) الذي غض النظر عن سرقة قياداته وفسادها الكبير وفقاً لتقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والإدارة العامة للرقابة والتفتيش في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التي منعت نهائياً من ممارسة عملها الرقابي،ليكون الفساد هو المكافأة المجزية للقائمين على هذه القنوات،مقابل تنازلاتهم عن شرف الكلمة والضمير المهني والوطني، واليوم نجد الإعلام ما زال يتخندق ضد الوطن والشعب،يمارس نفس الألاعيب والانتهازية الأخلاقية على نظام لم يعد له وجوداً سلطوياً، ومع ذلك يقول عنه المهرجون أنه تبارك وتعالى الشرعية الدستورية التي تبقى الآمر الناهي والتي من الله على الشعب أن تنازلت عن سلطتها رحمة بالوطن والمواطن، وهكذا هي الشرعية لدى الإعلام الغلف ليست تطبيق دستور وقانون وعدالة، قدر ما هي تطبيق ما يراه النظام بمزاجه وراحة باله وما عداه خروج حتى عن الدين، وفقاً لأصحاب الفتاوى الملاح الذين جاء بهم الإعلام إلى الشاشة البغيضة يمارسون باسم الدين المروق عن الحق.. وإلا ماذا يعني منصب رئيس شرفي ـ أليس خروجاً عن الدستور والشرعية؟.! لكنه الإعلام التسلطي الغبي يستمد غيه من فوهة دبابة تحمي له استوديوهات التزلف، ومن راجمة صواريخ ليطلق ما يريد من قذائف كذب على الوطن،وهو لا يقل والحال كذلك سوءاً عن القصف على أهلنا في أرحب ونهم وتعز وكل ساحات التغيير.. إن هذا الإعلام والقذيفة الصاروخية من مشكاة واحدة كلاهما قاتلان مدمران ماحقان.. تباً لهما.
mallawzy@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد