من لطلاب العلم المحاصرين من قبل الحوثيين بصعدة في ظل انشغال الأطراف السياسية في اليمن بتقاسم الكعكة والظفر بالمناصب الوزارية التي ما جاءت إلا بعد شق الأنفس..؟

من للمظلومين الذين مُنِعَ عنهم المأكل والمشرب وأُمطروا في دورهم بوابل من الرصاص,بجميع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وكل ماله صلة بالقتل والدمار..؟

لقد تخلى عنهم النظام بطريقة مخزية جداً تؤكد قبح السياسة وتعري حقيقة تبنيه للفكر الرافضي الملغوم الذي ظل يخفيه ويداهن به كل تلك السنين الخوالي.. وقد قال الجندي عبده في مؤتمره الصحفي الأخير كلاماً يوحي بتقديمهم السلفيين قرباناً للحوثيين مقابل تحالفهم مع الأخير في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.. كما أن أحزاب اللقاء المشترك هي الأخرى وعلى لسان أحد مناصريها الأشاوس "إن صح الخبر" اشترط على السلفيين اعترافهم بالثورة أو بمعنى أصح انضمامهم إلى الثورة مقابل وقوفه في وجه الهجمة البربرية الشرسة التي يشنها الحوثيون عليهم, وهذا الخبر الذي يتداوله البعض إن صح على لسان ذلك القائد الذي نظنه عظيماً، فقد أرتكب خطأً فادحاً لم نكن ننتظره منه ولم نكن نتوقعه البتة، خصوصاً وأنه من علمنا مناصرة المظلوم وكيفية الوقوف الصلب في وجه الظالم وردعه, ثم أننا جميعاً ومعنا هذا القائد المشهود له بالإستقامة والإنصاف والإطلاع الواسع نعلم أن السلفيين وخصوصاً أصحاب دار الحديث بدماج لا يمتلكون سياسة المناورات ولا الكيل بمكيالين, وإنما هم يسيرون على منهج واضح وجلي مأخوذ من الكتاب والسنة ـ حسب معتقدهم ـ يرون فيه وجوب طاعة ولي الأمر وعدم الخروج عليه حتى وإن كان ظالماً إلا أن يظهر منه كفراً بواحاً لهم به من الله سلطاناًً, وحتى إن ظهر الكفر البواح من الوالي يجب قياس المصلحة والمفسدة قبل الخروج, ومع هذ أعتقد أنهم سيكونون أول من يبايع الرئيس القادم ويتعاملون معه بنفس الطريقة التي تعاملوا بها مع الرئيس صالح لأن هذا معتقدهم في الحاكمية الذي لا يحيدون عنه قيد انملة مهما كانت الظروف وكيفما كانت الأسباب ولذلك وبعيداً عن الخوض في نقاش هذه المسألة وتفصيلاتها.. فإن على الحكومة الجديدة ونائب الرئيس واجب حماية دار الحديث وطلاب العلم ومشايخهم من البغاة الحوثيين الذين يودون استئصال السنة من صعده والاستئثار بها لتكون مركزاً للمد الشيعي في جنوب الجزيرة العربية والمنطقة وهم يسعون وراء ذلك منذ اندلاع ثورتهم الخمينية التي أتى بها الغرب بهدف شق صف المسلمين وصرفهم عن قضيتهم الأساسية المتمثلة بتحرير بيت المقدس واستعادة الأراض العربية المغتصبة من قبل الصهاينة, ولم يكن وجود.. أو بالأحرى تأسيس دار الحديث بدماج على يد الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في مطلع ثمانينات القرن الماضي بالنسبة لهم إلا كالشوكة في الحلق, فقد نغص هذا التواجد حياتهم وعمل على تأخير تمددهم الرافضي في المنطقة، مما دفعهم لمحاربته بكل الطرق والوسائل التي تكشف حقد القوم ونواياهم الخبيثة, إلا أن الفرصة لم تكن مواتية لنزع فتيل الاقتتال الطائفي كما هي اليوم بعدما أشتد ساعدهم واستشرى وجودهم نتيجة لحماقات النظام وسياساته التمزيقية الرعناء, ولذلك ومن أجل تفويت الفرصة على من يراهنون على نجاح المشروع التخريبي الإيراني في بلادنا أتمنى من حكومة الوفاق الوطني أن يكون من ضمن أولوياتها تحييد المماحكات السياسية والخلافات الثورية عن الاقتتال الدائر في صعده والحصار المطبق والتحرشات المتكررة على طلاب دار الحديث، كما أتمنى أن يكون لدى هذه الحكومة مساحة كافية للتسامح بعيداً عن تصفية الحسابات وعدم الخوض فيمن وقف معنا ومن وقف ضدنا في ثورة الشباب كيما يتمكنوا من وأد الفتن في مهدها وعدم الانجرار خلف سياسات النظام البائدة التي كادت أن تقذف بالوطن إلى مستنقع الصوملة والاقتتال الطائفي .

          والله من وراء القصد

ALMONEF86@YAHOO.COM