اليد التي من المفترض أن تبنى وتصنع أصبحت حاضرة في كل خلاف لتهدم وتقتل وتخرب وتصفع وتصفق لانتصار العضلات وكأن استمرار الحياة لا يتم إلا بالعيّبطة.
عندما يتعطل عقل المرء يستخدم عضلاته وهذه الأيام المناسبات التي تحضرها العضلات أكثر من المواقف التي تحتاجها العقول لأن الطيش يكون هو السيد والعنترية تتحدى حضور العقل فكثير ما يغيب عنها العقول وقد لا يوجد أحد مننا يستخدم عقله أكثر من عضلاته أو على الأقل أكثر من " المفرزة " واستحضار الغضب دون جدوى وذلك على الأقل، ومهما حضر تدخلت أطراف وحالت دون العضلات والحقد تفشل فرض العقل لأن لا تزان لدى الأغلبية منا فيبقى الحقد لدى أمراض النفوس دفينا ومتربصاً بالخصم حتى بعد الصلح " صلح أصلحك الله والصدر يغلي " طبعا وليس صلحا والصلح خير.
أصبحت لغة الذراع والعضلات هي التي تحكم بدلاً من لغة العقل والاتزان.
الواهمون يعتقدون أن هذه الوسيلة السلبية هي التي ستقودهم لاستمرار الحياة وأن الحياة أصبحت كالغابة البقاء للأقوى ولا يعلمون أن في الغابات يسقط العشرات من الحيوانات يومياً قتلى نتيجة قوانينهم العنيفة.
وعلى الرغم من أن الله أراد للغابات أن تكون هكذا، ولكننا كمجتمعات بشرية حيث العقل والحكمة لا نحتاج لقوانين الغابات لتطبيقها بل هناك قوانين إلهية وضعها الله لنشر الأمان والاستقرار بينا ونشر الحب والمودة وهذا هو من تستمر بهم الحياة .
كما أعطى لنا عقولاً لنشكل بها حياتنا بشكل أفضل وعلى طريقتنا التي تريحنا وهذا من نعم الله علينا تغير الطباع جائز ولكن تغير الأخلاق والقوانين الإلهية والثوابت الروحانية غير جائز بالمرة .
نحن في أشد الاحتياج لثورة مجتمعية ننتصر بها على كل الأفكار والسلوكيات العشوائية التي أصبحت وللأسف من رموز مجتمعاتنا، نحتاج لثورة تقودنا نحو العودة لأخلاق ديننا وأخلاق عقيدتنا التي خلقنا الله لتطبيق قوانينها ودستورها الرحيمة بالمجتمعات البشرية.
نحتاج لهذه الثورة قبل أن تشرب أجيالنا القادمة من نفس الكأس الذي شربناه من أجيالنا السابقة مجنون من يريد أن لا يعيش حياته بقوانينها الإلهية المحكمة والعدالة والمنظمة لطبيعة الأمور والعلاقات والمحددة للغايات والأهداف السليمة والايجابية .
مجنون من يستطيع أن يسير الحياة بعقله هو، عفواً بذراعه أو بعضلاته، مجنون من ينسى أن هناك إله وضع له خطوطاً للسير عليها ووضع لك خطوطاً حمراء، حذرك من تجاوزها .
معتوه من يتصور أن عقله هو فقط الحاكم ولو حتى لحكم نفسه العقل للاختيار السليم والتفكير الناضج، فالله وضع كما وضع لك أشياء إجبارية وضع لك أشياء اختيارية يكون لك حق الاختيار المناسب لك.
وهنا دور العقل الذي خلقه الله من أجله، الاختيار السليم نحو أفضلية التقدم والمستقبل المشرق استخدام، العقل وبصورة ناضجة هو طريقنا الوحيد للسير نحو حياة أفضل وخاتمة بيضاء.