قد يكون من الصعوبة بأي حالٍ من الأحوال التوقع ما ستؤول إليه الأوضاع المحلية والمعقدة بعد تسلم الحكومة الجديدة مقاليد الأمور، والبدء بإعادة أو عودة الحياة الطبيعية إلى البلاد، ولو بشكل تدريجي على أقل تقدير، عودة الخدمات الأساسية من كهرباء وماء ومشتقات نفطية ديزل، عاز، بنزين، وفتح بعض الشوارع المغلقة، وترشيد الخطاب الإعلامي المتشنج، طبعاً بين أطراف منظومة الحكم في البلاد..
أما الشباب في الساحات فالأمر حسب اعتقادنا مختلف ويحتاج إلى بدء حوار حقيقي معهم لتنفيذ مطالبهم المشروعة التي لا تقبل التسويف أو الانتقاص منها لأن الوضع القائم في البلاد لا يحتاج لمزيد من التسويق والمماطلة فخسائر اليمن الاقتصادية تتضاعف وقد تجاوزت الـ"17" مليار دولار، بل فاقت كل التوقعات، والاقتصاد اليمن وكما هو معروف، كان أصلاً يعاني قبل ثورة الربيع العربي وكان قاب قوسين أو أدنى من السقوط والحال لا يخفى على أحد لكن دعونا من كل هذا وعلينا حقيقة الانتقال إلى المربع التالي..
قد يقول قائل لكن مطالب شباب الثورة لم تتحق بعد، نرد بالقول هذا صحيح أن كل مطالب شباب الثورة لم تتحقق، لكن جزءاً منها تحقق ولم يبق إلا الجزء اليسير منها نتمنى فعلا أن تكون تلك المطالب حاضرة في الواقع ولا أحد بمقدوره الالتفاف عليها إطلاقاً، لأن الشباب خرجوا إلى الشارع قبل خروج المعارضة وبدون إذن من أحد، لم يتدخل في ذلك لا الحزب الحاكم ولا أحزاب المعارضة، لذلك لن تكون الكلمة الأخيرة إلا للشباب في تحديد أولويات المرحلة القادمة وما يمكن أن يكون عليه اليمن الجديد الذي لا يعترف إلا بجهود وإبداعات الشباب وكل فئات الشعب الذين يعملون من أجل اليمن، لا من أجل فرد أو فئة أو حزب أو طائفة أو مجموعة أو عائلة أو.. أو.. الخ!.
اليمن يحتاج الآن للعمل المخلص والجاد وبعيداً عن المزايدات والمناكفات، اليمن بحاجة لأن يشمر الجميع عن سواعدهم في مرحلة البناء وتغليب ويبدأوا مصالح الوطن العليا على مصالح الجماعات والفئات..
علينا أن لا ننظر إلى الخلف، بل الانطلاق نحو المستقبل، والمستقبل وحده كفيل بإعادة الاعتبار لهذا الوطن المكلوم ولن يكون ذلك ما لم تتظافر الجهود وتتشابك الأيدي لخدمة اليمن.. وليكن شعارنا القادم كلنا في خدمة الوطن ولا صوت يعلو فوق صوت اليمن!!.
وللحديث صلة
Abast66@hotmail.com