اعتقد جازماً أنه لا يوجد يمنى حر شريف يحب الخير لوطنه من المهرة إلى صعده يرفض الوحدة ويريد الانفصال، فالوحدة كانت ولا تزال في وجدان الإنسان اليمني شيء مقدس، وما شاهدناه خلال السنوات القليلة الماضية من دعوات انفصالية ورفع للأعلام الشطرية ومطالبات بعودة البراميل من جديد من بعض إخواننا في محافظات جنوبية لم تكون إلا مجرد لردة فعل لممارسات الانفصالية التي مارسها نظام علي صالح ضد أبناء هذه المحافظات المتمثلة بالتهميش والإقصاء ونهب الثروة ومصادرة الأرضي وعدم الإصغاء للمطالب المشروعة التي طالبوا بها بطرق سلمية حضارية في بداية انطلاق الحراك الجنوبي، لكن انطلاق الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام قبل عشرة أشهر جعل السواد الأعظم منهم يتراجعون عن هذا المطلب وينضمون إلى ركب الثورة لأنهم يدركون أن المشكلة ليست في الوحدة، إنما المشكلة الحقيقة في النظام الذي حولها إلى مشروع شخصي وقد واستبشر اليمنيون خيراً بذلك واعتبروه أول منجز من منجزات هذه الثورة المباركة.
ألا أن هناك مجموعة من السياسيين الذين نصبوا أنفسهم زوراً وبهتاناً أوصياء على أبناء الجنوب لم يعلموا بحقيقة ذلك ومازالوا يعيشوا في وهم العودة إلى زمن التشطير من جديد ربما لتحقيق بعض المصالح الشخصية أو خدمة لأجندة لا تريد الخير لليمن أو أنهم لم يدكوا حقيقة الشعب اليمني، خصوصاً أبناء المحافظات الجنوبية الذين هم أكثر حباً وعشقاً للوحدة.. هذا ما وجدته خلال السنوات التي عشتها في مدينة عدن أيام دراستي الجامعية.
كما أنى اعتقد جازما أيضا انه لا يوجد يمنى لا يؤمن أن القضية الجنوبية قضية عادلة وأن أبناء المحافظات قدموا دولة وافتقدوا كثيراً من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها في ظل هذه الدولة حرموا منها في ظل دولة الوحدة وعندما خرجوا إلى الشارع يطالبون بحقوقهم بطريقة سليمة حضارية وجدوا تعاطفاً كبيراً من كل أبناء اليمن حتى عندما رفعوا أعلام التشطير وطالبوا بعودة البراميل من جديد كان الكثير من أبناء الوطن لا يلومونهم في ذلك لان الكل يعرف الممارسات الانفصالية التي مارسها النظام ضدهم.
لكن الآن بعد أن دخلت اليمن عهداً جديداً وتشكلت حكومة الوفاق الوطني و بدأ كابوس نظام على صالح يتأهب للرحيل والزوال إلى غير رجعة بعد أن فجر الشعب اليمنى ثورة سلمية أبهرت العالم وجعلته يقف إجلالاً واحتراماً لهذا الشعب أطن انه لا يوجد مبرر لأحد إن يطالب بالانفصال وعودة التشطير من جديد والذي يدعو لذلك لا يريد مصلحة الشعب اليمنى ولا يريد الخير له إنما يسعى لتحقيق مآرب شخصية أو خدمة أجندة تسعى إلى تدمير اليمن لان الأصل هو الوحدة والتشطير هوا الاستثناء والشعب اليمن موحد مند قديم الزمن و التشطير حدث في زمن قصير نتيجة لعوامل سياسية وعندما انتهت هذه العوامل عادت اليمن إلى أصلها موحدة والتاريخ يشهد على ذلك.
لذلك أتمنى من الإخوة الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الجنوب بغير حق أن يراجعوا حساباهم حسناتهم وأن يكفوا عن الدعوات الانفصالية التي لم يعد لها مبرراً ولم يعد لها أي قبول عند أخواننا وأبناء المحافظات الجنوبية قد رأيناهم في ساحات الحرية التغيير هم يحملون علم الوحدة ولا زلت أتذكر يوم أن جاء وفد من أبناء المحافظات الجنوبية إلى ساحة الحرية بتعز، لقد قدم الوفد في ذلك اليوم هدية لأبناء تعز كانت هذه الهدية هي أطول علم الوحدة تعبيراً عن حبهم لها.