على مدى ثلاثة عقود ونظام صالح المنتهية صلاحيته يقود البلاد بسرعة متناهية نحو الهاوية، أو كما وصفها الشيخ الراحل/ عبدالله بن حسين الأحمر، إلى نفق مظلم لا نعرف نهايته، وإن وجد شيء من الضوء في نهايته فلا يبشر بخير في عهد هذا النظام، كون ذلك الضوء قد يكون ناجماً عن وادٍ سحيق أو قطار قادم بسرعة الضوء ليجرف كل ما أمامه..
من هذا النفق المظلم والثلاثة العقود ـ أي الرقم "3" ـ تتكشف مدى العلاقة الحميمية بين هذا النظام والتنظيم الإرهابي "القاعدة والسرق والمجرمين"، فعناصر هذا التنظيم اكتسبت خبرة جيدة من النظام في التعامل مع الأنفاق المظلمة.. حيث أنه وبقدرة قادر نسمع بين الحين والآخر أن مجموعة من عناصر هذا التنظيم الإرهابي تمكنوا من الفرار من أحد السجون اليمنية المنيعة، عبر نفق مظلم لا يعرفه سوى الرئيس "الشر" في وثلة من قادة ومسؤولي الأجهزة الأمنية وتلك السجون..
من ذات النفق المظلم الذي فر من خلاله عناصر تنظيم إرهابي، ثلاث مرات من صنعاء ثم حضرموت ولن تنتهي على ما يبدو في منصورة عدن ـ يخرج علينا مجموعة من الشباب على شريط فيديو مسجل، يقصون لنا نحن الشعب ـ الذي إذا سجن أحد منا في قسم علاية، أو لدى عبدالله قيران لن يتمكن من الخروج أو الهرب وهو بريء أصلاً حتى بمساعدة العوبلي ـ يخرجون يقصون علينا قصة الهروب والفتح العظيم وكيف أن الرب الذي يطيعونه سهل لهم الأسباب وسخرها لهم حتى تمكنوا من إنهاء عملية الحفر الشاقة دون مساعدة وزارة الأشغال أو مصلحة الطرق، أو حتى مقاول من الباطن، المهم الرب ساعدهم وألان لهم الأرض الصلبة، وفتت لهم الصخرة الصماء، حتى أنه في آخر عملية هروب جاء مجموعة من الجن حفروا من خارج سجن المنصورة بعدن حفرة عمقها أكثر من متر ونصف ويا سبحان الله كانت الحفرة موازية تماماً لذلك النفق المظلم الذي تم حفره من داخل السجن، كما تزعم الأجهزة الأمنية في عدن حتى اللحظة، وبقدرة قادر أيضاً سخر لهم الرب باص نقل "وسط" وسيارة "كورلا" لحظة خروج السجناء الـ"16" الذين تمكنوا من الفرار من سجن المنصورة كثالث عملية هروب عبر نفق مظلم من داخل السجون اليمنية..
من الرقم ثلاثة يجب علينا أن ندرك أن ثمة علاقة تتضح أكثر وأكثر من خلال ثلاثة عقود لحكم نظام عمل على توسيع دائرة الفقر والجهل والتعذيب والإقصاء والتهميش والتضييق على الشعب حتى أوصلنا إلى أفقر بلد عربي في الشرق الأوسط، في حين عمل عكس ذلك مع السرق والمتقطعين و المجرمين وأوجد لهم المخارج والمنح والهبات حتى باتوا ينفذون كل جرائمهم وهم على يقين مسبق بأنهم سيتمكنون من الإفلات من عدالة القانون عبر نفق مظلم يجيد النظام الساقط العبور خلاله وبيده مشكاة يضيء بها فقط لأولئك المجرمين كي يتمكنوا من الهرب دون السقوط في وادٍ سحيق أو الاصطدام بذلك القطار المسرع، وجعل بقية الشعب في مواجهة إحدى الخيارين إلا أن ثورة الشباب المباركة والتضحيات التي قدمت، أضاءت لليمن الأرض والإنسان مشاعل الحرية والكرامة ليغدوا الشعب نحو الغد المشرق الذي لا مكان فيه للقتلة والمجرمين.
* مرايا:ـ
وزير الداخلية المقال قام آخر أيامه بصرف وتوزيع وتمليك جميع السيارات الجديدة التابعة للداخلية، وتكرم بها للمدراء والوكلاء، والعساكر مساكين صرف لهم رصاص..
من عملية النهب المنظم هذه كمثال أتساءل هل سيكون هناك شرفاء في وزارة الداخلية ممن لديهم سيارات أصلاً سيعيدون هذه السيارات التي صرفت لهم مؤخراً كونها أموال دولة وليست هبات مصرية، وتم نهبها في ظروف ولأسباب نعرفها جميعاً؟! أم أن جميع من صُرفت لهم سيتجردون من جميع الأخلاقيات ويميتون ضمائرهم، ويصدقون أنفسهم الأمارة بالسوء بأن عليهم أن يكونوا حمران عيون سرق؟.
إن فكروا بعقلية الفيد، الله أسأل أن يجعل لكل من أخذ سيارة من الداخلية أو الخارجية أو أي مرفق من مرافق الدولة وهو يمتلك أصلاً، أن يجعل لهم في كل "زغط" وشارع حادث مروري، وألا يتمكنوا من بيعها في أي معرض أو من أي شخص.
إبراهيم مجاهد
نفق السقوط والهروب 2679