عام مر على بداية الربيع العربي ولم تتضح الرؤية بعد، صحيح هناك انجازات باهرة تحققت، خصوصاً في المشهد التونسي ويشكك البعض فيما يحدث في مصر، فهناك من يتحدث عن ثورة مضادة استطاعت أن تخترق أوساط الشباب وتحاول أن تفسد على الأشقاء في مصر فرحتهم بإجراء أو لانتخابات تشريعية نزيهة نوعاً ما وإن كان فعل التزوير وضياع بعض الأصوات ما يزال ماثلاً وكما شاهدنا مثلاً في إحدى المحافظات في القاهرة عدد المقترعين يتجاوز الــ"450" ألف ناخب وناخبة وبعد الفرز لم تكشف اللجان سوى عن ثلثي الأصوات فقط ولم تظهر بقية العدد أين ذهبت أصواتهم ولماذا لا يتم تجاهل مثل هذا الفعل وكما أسلفنا لا يوجد حزب حاكم يحاول أن يستحوذ على بقية الأصوات، لكن العقلية السلطوية ما تزال معشعشة في رؤوس البعض أو أن أمراً ما دبر بليل..
لذلك لا يهم هذا كثيراً بحسب القوائم المتنافسة طالما والأحزاب المتنافسة أخذت حقها أو جزءاً كبيراً من حقها، الأمر الآخر ما حدث في اليومين الماضين في مصر يثير الحيرة والاستغراب أيضاً، خصوصاً فيما يتعلق بالتعامل اللانساني من قبل الجنود مع المواطنين المصريين وبتلك الطريقة الهمجية وكثير من الناس شاهدوا الجنود وهم يضربون الناس بالعصي وبتلك الوحشية والهمجية وهذا ما يؤخذ على الجيش المصري أو قوات الأمن لأن منظراً كهذا الذي رأيناه يدفع الناس للخروج وبقوة ويقود الناس للتذمر ثانية، فلم تكن محاكمة أركان النظام المخلوع إلا لاستخدام الأمن القوة والقتل بحق المصريين وتكميم الأفواه ومشاهد كتلك ـ حسب اعقنادنا سوف تقلب الطاولة على الجميع وبلا استثناء ألم تقم الثورة على الظلم والفساد؟..
الأمر الثالث يا ترى من سمح بصعود تلك الأعداد الكبيرة إلى سطح إحدى المباني العالية ومن زودهم بالحجارة والطوب وبتلك الكميات الكبيرة لتقوم بقذف المتظاهرين؟الا يثير مثل هذا الأمر العديد من التساؤلات المشروعة؟ ثم إذا كانت هناك ثورة مضادة وكما يروج عبر بعض وسائل الإعلام ألا ينبغي أن ينتبه المجلس العسكرية المصري لذلك ويمارس صلاحياته في إطار القانون ويعلن ذلك؟ أم أن هناك من يدفع الأمور للمواجهة والعودة إلى المربع الأول وإن كان هذا وبحسب كثير من المحللين يعد من المستحيلات لأن الخوف لم يعد وارداً في نفوس المواطنين ومهما كانت التضحيات، بل لقد واجه الشباب الرصاص الحي وكل أدوات القتل بما في ذلك الحجارة والجمال والبغال والخيول ونعتقد أن استخدام الترهيب والقتل لن يجدي نفعاً، لم يعد أمام المجلس العسكري إلا أن يذعن للأمر الواقع ويسلم السلطة للقوى المدنية ويحافظ على ماء الوجه فقد كان أنموذجاً رائعاً للجيش الوطني الواعي وحاز على إعجاب المواطنين العرب بل ومواطني العالم أجمع.. ثم لله الأمر من قبل ومن بعد!
abast66@hotmail.com
عبدالباسط الشميري
الربيع العربي والثورة المضادة! المشهدين المصري والتونسي "انموذجاً" 1806