;
زكريا الكمالي
زكريا الكمالي

هااابي متارس!! 2234

2011-12-21 05:01:41


"انتهى العام التراسي"، انهارت متارس العاصمة صنعاء, وذهب "المترّسون" لقضاء إجازتهم الشتوية, بعد عناق حار, ودموع أحّر, على أيام وشهور قضوها معاً, وكأنهم في "ستار أكاديمي ".
غادرتنا المتارس دون أن نحتفل بها.. كان سكان صنعاء يخططون للاحتفال: "هابي متاااارس, بابا علي جاي وجايب لك معه شوالة", لكن " يأتي الرُباح بما لا يشتهي السكان".
انتهى الموسم, على عكس ما كنت أتمنى.. خاتمة غير موفقة، كنت أتوقع أن يتم الإعلان عن جائزة "أفضل مترس" في العاصمة, أو أطولها.. أن تحضر قناة "ناشيونال جو جرافيك", لتوثيق اللحظة, وتسجيل برنامج العام: "تفجيرات مترسيّة", على غرار حلقاتها الشهيرة "تفجيرات هندسية", لتتأكد أن خبراء الديناميت, لن يكون بمقدورهم زحزحة 10 شوالات في صنعاء, وأن الملاعب والفنادق التي يقومون بتفجيرها في كافة مدن العالم, يتكفل بها مسلح يمني, في نصف ساعة فقط.
تجربة المتارس مذهلة, ولا يعقل أن تنتهي بهذه البساطة: يأتي "شيول" ويهدم المترس على من فيه، تفاخر كتب التاريخ بأن اليمنيون "صُناع حضارة", ومن الواجب أن تشعر بالزهو أيضاً أنهم " نُصّاع حضارة"، شيّد الأجداد سد مأرب, وشيّد الأحفاد سدود وخنادق في شوارع مأرب وعمران وهائل والزبيري.
يكفي أننا هزمنا الصين في صناعة المتارس, وربما كنا سنسمع في الأيام القادمة أخباراً تقول: "ميناء عدن يُصّدر 10 طن من المتارس إلى سوريا والبحرين", والسفير الصيني يوقع اتفاقية تؤامه مع اليمن في بناء المتارس، الصين التي صنعت حتى "الجنبية" اليمنية, ركعت أخيراً, وباتت تستفيد من خبراتنا.
" المتارس", كانت الاستثمار, الذي سيقفز باليمن إلى مصافي الدول الترابية الكبرى, لكنها أزيلت بقرار طائش.. خسرنا آلاف الأفواج السياحية التي كانت ستقصد البلاد, لالتقاط الصور التذكارية مع أضخم متارس في العالم، كانت صنعاء ستنافس نيويورك وسنغافورة على قائمة المدن الأكثر تأثيراً لكن الحلم " تطيّن ".
أتخيل كيف ستكون حياة سكان العاصمة, وكيف سيتأقلمون مع شوارع دون متارس, ويمرون فيها دون تفتيش، كان المترس عذر من لا عذر له عندما يتأخر عن البيت والعمل، حاجز صد منيع يدفئ جدران المنازل من ضربات صقيع، قصور طينية يقطنها قناصة, مثلها مثل بيوت القش في الساحل التهامي.
المتارس علمت الناس عدم القيادة المتهورة للسيارات, والمرور في الليل دون إضاءة، كانت الدليل الوحيد للزائر الغريب في عاصمة غير مخططة حضرياً, ولا أرقام لمنازلها مثل المدن العربية، يشرح الناس في صنعاء منازلهم, لضيوفهم الغرباء مرة واحدة : "بيتنا جمب المترس 7 دور, أو خلف المترس الدّبل", ولا يتوهون, فكيف سيصنعون الآن؟.
المتارس هي الحاجة الوحيدة التي بناها نظام صالح ومعارضوه, دون دعم من البنك الدولي, أو نفقة فاعل خير، لم يتم ابتزاز المانحين, ولم تُجمع النفقات من الأهالي, فلماذا نتبرأ منها؟ المتارس كانت للجميع, والتفتيش فيها مجاني.
* ستنتهي هذا الأسبوع حملة إزالة المتارس لكن , من سينسى " مترس الحصبة العظيم" القريب من اللجنة المتفحمة للحزب الحاكم، إذا نجحت اللجنة العسكرية في إزالة كافة متارس العاصمة, فإن ذلك المترس, الشبيه بـ"معبر رفح" يحتاج لأسابيع حتى ينهار.. مترس مشيد بأحدث الوسائل المترسية العظمى.
الخوف فقط, أن نسمع في الأيام القادمة عن " حملة العودة الى المتارس ", بعد انتهاء العطلة القتالية, وتقوم برعايتها جهات مانحة, مثل حملة العودة إلى المدارس في صنعاء وعمران وصعدة وحجة.
الأمر ليس ببعيد، خاصة وأن اللجنة العسكرية, لم تشاهد – حتى يوم الاثنين – من المتارس سوى "قُطم"، هناك "متارس بشرية", ليست من اختصاص اللجنة, وإنما من تخصص " عزرائيل ", وهي الاختبار الحقيقي لنجاح حملة التطهير، ستذهب المتارس الترابية, إلى أقرب مكب نفايات خارج العاصمة, وسيبقى مهندسوها الذين لن يتورعوا في الاستفادة, مستقبلاً, من خبرات دول الخليج في تشييد الأبراج, وبمواصفات عالمية.. المتارس مثل الأنفلونزا إن عادت للإنسان, تكون قاتلة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد