لمن قالوا الثورة سُرقت، وأن تضحيات الشباب ودمائهم الزكية ذهبت سدى.. لمن قال أن المبادرة الخليجية اجهضت ثورتكم، وأن التوقيع على الآلية التنفيذية والمبادرة قطع الطريق أمام تحقيق واستكمال أهداف الثورة.. لمن ذهب يخون القوى المؤيدة للثورة، ويتهمها بمصادرة ثورة الشباب.. لمن يحاول أن يفت في عضد الثورة ويقول للشباب: مساكين ثلة من المسيرين ليس بيدهم قرار، وليسوا سوى ظاهرة صوتية وكتل بشرية يتم تحريكها بالريموت كنترول من قبل قوى سياسية وعسكرية وقبيلة دون إدراك من شباب الثورة إلى أين سيذهبون..؟
لمن خرج يتنطع علينا ويقول: هذه ليست ثورة والمبادرة الخليجية والآلية التنفيذية، والمجتمع الدولي يتعاملون مع ما يحدث في اليمن على أنها أزمة سياسية بين الحاكم والمعارضة، ليس للشعب والشباب فيها ناقة ولا جمل.. واستدل بالتوقيع على تسوية لن يكون للشباب فيها أي تمثيل، حتى في حكومة الوفاق.
لكل من شكك ويشكك في عجز شباب الثورة عن انتزاع جميع حقوق الشعب واستردادها من فم الأسد أياً كان حجمه وسعة كرشه، وعدد مخالبه.. لهؤلاء نقول: هاهم الشباب بل الحياة كلها قادمة عبر "مسيرة الحياة" قاطعة مئات الكيلومترات ترجلاً رغم قدرتهم على الوصول في نصف ساعة عبر الطيران أو خلال خمس ساعات على متن أضخم السيارات دون أن يتكبدوا عناء ومشقة السير على الأقدام ويقطعوا "260" كيلو متر ليصلوا إلى صنعاء بين البرد وتحت حرارة الشمس، ناهيك عن الاعتداءات التي طالت وقد تطال طهر ونقاء شباب ليس لهم هدف سوى تحويل هذا الوطن مساحة وقطعة واحدة تتسع للجميع يحكمها العدل والمساواة والحرية والكرامة، شباب قطعوا عهوداً على أنفسهم أن يدكوا أعتى قلاع الظلم والطغيان مهما كانت تحصيناتها، أو حاولوا أن يحيطوها ببضع بنود في مبادرة أو آلية تنفيذية، ليٌمنَي الطاغية نفسه ومن معه بأنهم سيفلتون من عدالة السماء، وغضب الشعب..
الشباب من خلال "مسيرة الحياة" العطرة، والماطرة بزخات روح الشباب جاءوا ليؤكدوا للجميع أنهم لن يبصقوا على الشاشات حين يستمعوا إلى المتنطعين، كما قال الشاعر فاروق جويدة، بل جاءوا ليثبتوا للجميع أن سلميتهم الثورية وصمودهم الأسطوري هو من سيتحول إلى طوفان يوثبون به أمام كل من باع الأرض والعرض وحول البلاد والعباد إلى غنيمة وتقاسمها مع ثلة من المجرمين وقاطعي الطريق، جاءوا كسيل ليجرف أولئك القتلة والقناصة إلى حيث يجب أن يكونوا وراء تلك القضبان..
نعم إنها مسيرة حياة الثورة جاء شبابها سيراً على الأقدام ليثبتوا للجميع أنهم من يضبطون إيقاعات الثورة، ويسيرون على مهل وبكل صبر لتحقيق جميع أهدافهم النبيلة مهما حاول المرجفون أن يضعوا من موانع وحواجز، فهاهي مسيرة الحياة قد تجاوزت كل نقاط التفتيش والحواجز والموانع الأمنية والعسكرية، وكسرت كل القيود، مسيرة الحياة قادمة من تعز، من تحت رصاصات الموت خرجت تبعث الحياة والأمل للجميع والتأكيد على أن الثورة ستنتصر، وجاءت المسيرة ليدرك الجميع أن ذلك القصف الإجرامي والعشوائي الذي نفذته آلة القتل للنظام في تعز لن يثني أبناء هذه المحافظة تعز شريان وسيدة الثورة، وكل شباب الثورة أو تخيفهم أو ترعبهم، بل على العكس ستزيدهم إصراراً على المضي قدماً نحو تحقيق أهداف ثورتهم كاملة، التي طالما حلموا بها مع زملائهم الشهداء والجرحى، والمعاقين في الليل والنهار داخل ساحات الحرية وميادين التغيير، وهذا هو ما سيتحقق قطعاً بإذن الله، لأن مسيرتهم تنشد الحياة الحرة الكريمة والعدالة والمساواة، تنشد التغيير الشامل، والديمقراطية، تنشد دولة القانون، تنشد الحب والسلام والأمن والاستقرار، لأنها تنشد الحياة نفسها، لذا فتعز هي روح الثورة وشباب هذه المسيرة ومن هم في جميع الساحات هم الثورة وجذوتها التي ستظل تتقد حتى تتحقق كل أهدافهم من الإسقاط إلى المحاكمة لكل رموز هذا النظام.
× مرايا
رغم الدلالات والمعاني التي تحملها مسيرة الحياة وما لها من بعد ثوري وسياسي واجتماعي وثقافي، إلا أن الإعلام المرئي المحسوب على الثورة لم يعطها أبسط حقها في التغطية التي ترقى إلى مستوى مسيرة تبعث الروح والحياة من جديد إلى ثورة الشباب، فتعساً لكم في تلكم القنوات التي أثبتم أنكم والإعلام الرسمي "مافيش حد أحسن من حد"..
ـ يحيى محمد عبدالله صالح"معروف طبعاً" ظهر مؤخراً في تسجيل مصور يلقي كلمة أمام منتسبي الأمن المركزي، وكشف لهم عن مخطط ومؤامرة لاجتثاث قوات الأمن المركزي "حولة هذه مؤامرة".. طبعاً المهم ليس في هذا الاكتشاف وإنما في اللغة التحريضية التي حملتها كلمة "يحيى" والأجمل أيضاً من تلك الكلمة قراءة يحيى رسالة "يا يحيى قلهم وانقلهم"، كما أن الشيء الخطير في كلمة العميد يحيى محمد تلك المفردات التي توحي بالإعداد لمخطط انقلابي على نائب الرئيس وعلى انتخابات فبراير القادم..
إبراهيم مجاهد
الثورة.. مسيرة حياة 2391