;
سامي  الأثوري
سامي الأثوري

الجمهورية.. إفاقة متأخرة!! 1474

2012-01-04 03:48:42

                                                    
وحده الاعتراف بالخطيئة يقود إلى الرشد والإصلاح ، وتلك قضية لا أعتقد أن أحداً ، مهما بلغت درجة جحوده قادر على أن يجد سبيلا لإنكارها, والجمهورية ( الصحيفة ) ليست استثناء في ذلك، وإن أدركت ذلك متأخرة.

بشجاعة يجب أن تعترف الجمهورية اليوم أنها أرادت تكفير خطاياها اللاتي اجترحتها في الماضي غير البعيد، وغير الخفي أيضاً، في وقت كنا أحوج فيه إلى كلمة حق غير مرتعشة, تفضح الظلم وتعري الظالمين.

إلى وقت قريب جداً كانت الصحيفة تطالعنا كل صباح بمانشتات عريضة وسخيفة حد القرف، وبعيدة كل البعد عن الواقع ..كان الواقع يقول ـ مثلاً ـ إن أربعين عاما بعد الثورة لم يتحقق فيها شيء ذو بال وتقول الصحيفة إن ما تحقق من إنجازات كبير, بل ويفوق الخيال، قرأنا ذلك في غيرما عدد تصريحاً أو تلميحاً .. وكان الواقع يقول: إن هناك تزييفا لإرادة الشعب وقلباً للحقائق وديمقراطية مزيفة من خلالها ينتج الحاكم نفسه من جديد بطريقة الراسخون بالسياسة والتزوير وحدهم دون غيرهم يعرفونها؛ والصحيفة لا تعدم أخباراً عن الصحة عارية وتحليلات براقة كاذبة وتحقيقات مخادعة في تبرير تلك الخطيئة، الواقع يقول إن الشعب ما فتئ يعاني المرض وشظف العيش والحرمان والجهل والأمية؛ والصحيفة تصور لنا كما لو أننا في أحسن حال وفي حياة نحسد عليها، هذا عدا عن اتهامها للآخرين وتخوينهم ونعتهم بكل أوصاف السوء، بطريقة فجة وبعيدة عن المهنية والاحتراف.

أجل! تلك بعض خطايا الجمهورية ( الصحيفة ) وهي خطيئة أو خطايا لا مناص من الاعتراف بها كأولى خطوات الرشد الإصلاح.

مشكلة الإعلام الرسمي أنه لا همّ له إلا الرقص على أوجاعنا, وتلميع الحكم وأنه يريد انتعال الناس، يريد أن يطأطئ القائمون عليه رؤوسهم إذعاناً له، يريدهم أن يكونوا خداماً ببابه، وأما نقل أوجاع الناس وتعرية الظالمين وفضح الفساد ـ في نظرهم ـ خطاً يجب ألا يكون.

ربما تكون الجمهورية معذورة في ذلك أو نستطيع أن نلتمس لها عذراً كناطقة باسم الحكم، وتلك سنة درج عليها الإعلام الرسمي, وبخاصة في مجتمعاتنا العربية. من يستطيع قبل ثورات الربيع العربي ـ مثلا ـ أن يذكر صحيفة رسمية أو أي وسيلة إعلامية أخرى ـ رسمية أيضاً ـ لا تقدس الحكم ولا تسبح بحمد الحاكم ويصل الحال ببعض الإعلاميين الصغار( إن شئتم ) أن يكتشفوا ـ في لحظة تجل ربما ـ أن الدماء الزكية التي سالت وغارت بعيدا في الأرض عبارة عن بويا ( طلاء ) وأن جثث الشهداء جيء بها من ثلاجات المشافي وهي جثث لضحايا حوادث مرورية ...أجل وصلت الخطيئة بالبعض إلى هذا الحد من الإسفاف والتملق الرخيص العاري عن ذرة من الحياء أو تأنيب الضمير.

خجلين كنا ننتسب للإعلام الرسمي، وشخصياً لم أكن أتشرف بالانتساب لمؤسسة الجمهورية للصحافة قبل أعدادها الأخيرة، وأما اليوم فإن ثمة شعوراً غير عادي يخالطني كأحد المنتسبين لها، اليوم أشعر ـ كما بقية الزملاء ـ أننا لسنا خداماً للحاكم يحركنا بالريموت كنترول كيفما شاء، اليوم عرفنا للحرية طعماً وعرفنا كيف تكون المسؤولية، وعرفنا أنه بإمكاننا على الأقدام أو على الأيدي نعود ! يخالجني شعور أن لدى قيادتنا في المؤسسة من الشجاعة وصحوة الضمير ما يكفي لغسل كل الأدران والخطايا التي غرقت فيها المؤسسة منذ زمن ليس بالقصير.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد