لم يعد الإسلاميون ذلك المصطلح المخيف الذي ظل إعلام الدكتاتوريات العربية تروج له كفزاعة والحقيقة أن الحكام في بلداننا العربية كانوا لا يفرقون بين الغرب وشعوبهم، فيعكسون الطرح الغربي على الشعوب العربية المطحونة بالظلم والفقر والتراجع المستمر.
من مفاجآت الربيع العربي الذي منح الشارع العربي الحيوية والتفاؤل وأبرز قوى ما كان لها أن تبرز في عهد الدكتاتوريين العرب؛ حيث نجد أن أصحاب الشعار التاريخي المعروف (الإسلام هو الحل) هم من اكتسح الساحة السياسية في مصر في المرحلة الأولى رغم كل الحملات ضدهم من العلمانيين، فيما القوة الثانية التي ظلت عازفة عن السياسية تتفوق رغم قصور الخبر السياسية الحزبية، حيث برز السلفيون إلى الساحة السياسية.
لقد بدا أن عروش السلطة في الوطن العربي باتت من نصيب الإسلاميين وذلك لفشل النظم العلمانية في تحقيق الطموحات العربية للشعوب وأهمها الإذعان لقوى الغرب وإذلال شعوبها لإرضاء هيمنة الخارج الطامع بثروات الأمة العربية والتقاعس في قضية فلسطين، ناهيك عن إفقار الناس وظلمهم وفي المقابل كان السلفيون قد نجحوا في كسب حب الناس لمن يرفع شعار الإسلام والشريعة.
كما أن الشعوب أدركت أن الديمقراطية الحقيقية حل للراهن، فلما قبل الإسلاميون بالديمقراطية اختارهم الناس.
ويمكن القول إن بسبب تبني الإسلاميين (شعار الحرية) والناس في توق شديد للحرية، اختارهم الناس في مصر وتونس.
إن انتصار الإسلاميين في الانتخابات ليس راجعاً إلى تنازلات دينية معينة، بل راجع إلى تشوق الناس إلى حكم الإسلاميين الذين اثبتوا في زمن الخلافة أنهم وحدهم القادرون على إعادة الاعتبار لهذه الأمة وجعلها دائماً في تقدم وازدهار يملؤها العدل والانتصار.
إيمان سهيل
مفاجآت الربيع العربي 1977