يبدو أن لوبي الفساد و الإفساد الذي دمرّ البلاد وأفقر العباد طوال ثلاث قرون من الزمن لا يزال مصراً على البقاء من خلال البحث عن مخرج ينجيه من الأمر الواقع الذي فرضته الثورة الشعبية التي انطلقت منذ أكثر من عشرة أشهر.
لقد حاول خلال الفترة الماضية من خلال وسائله المختلفة أن يخدع الداخل و الجارح بأن ما يحدث في اليمن مجرد خلاف شخصي بين أشخاص معدودين على كرسي الحكم، لكنه لم يفلح لأن الشعب اليمنى قد فاق وصار على درجة كبيرة من الوعي.
فالشعب اليمنى عندما خرج إلى ميادين الحرية والتغيير وقدم التضحيات كان يعرف جيداً لماذا خرج وماذا يريد، من هو عدوه الحقيقي، لذلك لا يمكن أن يسكت أو يستكين حتى يقضي على هذا العدو اللدود الذي أذاقه مرارة الحرمان وجعله من أفقر شعوب الأرض رغم أنه غني بالخيرات، وهذا ما يحب على لوبي الفساد أن يدركه جيداً فلا داعي للمكابرة والعناد ومواجهة التحدي بالتحدي لأن ذلك لم يجد، فالشعب سوف ينتصر حتماً لأن أرادة الشعوب من إرادة الله تعالى التي لا تقهر.
إن ثورة المؤسسات التي انتشرت في كل مؤسسات الدولة كانتشار النار في الهشيم بشكل عفوي دون تدخل من أحد ما هي إلا دليل واضح على إرادة الشعب وإصراره على القضاء على عدوه الذي يعرفه جيداً، هذه الأحداث أثبت أن الثورة الشعبية التي هي امتداد لها لم تكون ضد أشخاص تنتهي بتغير هؤلاء الأشخاص إنما هي ثورة ضد منظومة الفساد والإفساد، لن تتوقف إلا بالقضاء عليه.
على لوبي الفساد أن يعلم جيداً أن لله سن في الكون، هذه السن لا تتغير ولا تتبدل ومن هذه السن سنة التغيير فدوام الحال من المحال، فقد طال بهم الأمد هم يمارسون الفساد بكل أنواعه ينهون ثروة الشعب دون حسيب أو رقيب، والآن جاءت ساعة المحاسبة ( ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار).
فقد جاء اليوم الذي تشخص فيه الإبصار، لأنه لا يزال أمامكم متسع من الوقت لكي تقذوا أنفسكم وتنجوا بجلودكم، فمن حسن حضكم أنكم في شعب طيب متسامح يمكن أن يعفو، لكن التمادي في الغي و الإصرار على الضلال وتجاهل إرادة الشعب سوف تكون عاقبته وخيمة، فقد يدفع الشعب ضريبته، لكنه حتماً سوف ينتصر لأنه صاحب حق وصاحب قضية عادلة.
تيسير السامعى
يا معشر الفاسدين أن أرادة الشعب من أرادة لله 1888