اتقوا غضب الشعب هذا الذي يئن من سياط الجوع وهي تلسعه وتدعوه لأن يخرج عليكم شاهراً سيفه بفعل مسرحياتكم العبثية ووعودكم التي تبقى على الدوام مؤجلة.. إتقوا فتنة تصيب النظام ومفرداته أنتم ولن تغادر منكم أحداً، إذا ما بقي الأمر على ذات الفوضى والتنصل من عهود قطعت على أمل أن يظل للفساد رايته المرفوعة..إتقوا أيها النواب المؤتمريون زحف الجماهير من ساحاتها إلى عقر داركم العامرة بما لذ وطاب والتي تستفز الفقراء وتجعلهم يخرجون عن طورهم إلى مستوى لايسركم أبداً، فأنتم اليوم تعبثون بالحياة، تحولون أصابع الديمقراطية إلى القبض على الزناد،وترهقون الإنسان المتطلع إلى الحياة،وتجسدون الفوضى كما هي الآن رعباً وتعطيل وطن.
وإذاً أنتم غرماء للشعب في الدرجة الأولى،أنتم من تستحقون الثورة طوفاناً يعصف بتماديكم وكراهيتكم لوطن المحبة الذي تتوق إليه الجماهير وتحلم به خالياً من عقربتكم وأمراض التسلط والديكتاتورية التي يحرسها نواب برلماننا اليمني الذين يغتصبون الشرعية ويبسطون عليها كأرضية في محافظة ما،ولا شرعية لهم وقد انتهت من سنوات بانتهاء المتفق عليه،وهم الآن شهود الزور الحقيقيون الذين يتطاولون على ثورة وتاريخ ويهزأون بأمم وشعوب،ويخلون بمواثيق على مرأى ومسمع العالم قاطبة.. هؤلاء الذين ألفوا أكل الثريد من عرق البسطاء الناخبين لهم،وهؤلاء الذين لاهم لهم إلا كيف يمارسون خرقاً للدستور، والذين أعينهم تفيض حقداً وهم يفكرون كيف يربحون قضيتهم على حساب الجماهير التي لايرجون لها سوى الاستبدادي القاهر والذين كانوا إلى قبل ثلاثة أيام مع التوافق لانتخاب رئيس للجمهورية اسمه عبد ربه، ولأنه عبد لربه فقط أغاضهم كثيراً برفضه التدجين والسيطرة، فانقلبوا على العهد والوعد، غير مبالين بلؤم لائم وثورة جائع،وظنهم أنهم يقدرون على ذلك، ولايدركون أن الجماهير التي أرهقوها من وطأة المعاناة وكثرة الظلم لم تعد تبالي بشيء قدر رغبتها للنيل من جلاوزة السلطان ومن يسير في فلكه من نواب برلمان همهم كيف يرضون معبودهم ويجعلونه قاهراً على الشباب في ساحات التغيير الملاينية، فكأنهم نواب صمموا خصيصاً لصناعة الأزمات وإفساح المجال للطغيان، وقد تمادوا كثيراً في إلحاق الأذى بأمن واستقرارالبلد وإتاحة الفرص زمناً غير قصير للفاسدين بحمايتهم من أي مساءلة من خلال تعطيل أهم صلاحيات البرلمان وهي الرقابة في المقام الأول على أي خرق يمس الدستور والقانون والمال العام.
وإذاً على النواب الذين يتحدثون عن تأجيل الضروري ويقفون ضد التوجه لانتخاب رئيس للجمهورية توافقي لإنقاذ البلاد ـ عليهم أن يتحملوا مسؤولية إغاضة الملايين العريضة التي ستجعلهم يعيشون يوماً يشيب فيه الولدان،وقد وصل بهم الحال إلى حافة اليأس.
ويا هؤلاء "النواب" إنكم تقامرون بما وصلتم إليه من ثراء وثروة وبيوت عامرة وماكسبتموه بطرق أنتم أعلم بها بفعل بقائكم في ذات الموقف المنحاز للإستبداد في أسوأ صوره، وأنتم بهذا تخلقون تذمراً واسعاً يحيط بكم ويتطور إلى مستوى لا ترجونه، وإنا نخشى عليكم غضب الشعب الذي باسمه تغتصبون السلطة، وتتقاسمون الغنيمة،وتأكلون المال أكلاً لما، في حين ملايين الشعب يعيشون تحت خط الفقر،ولم يعد بمقدورهم الإنتظار طويلاً لفرج أنتم تقفون أمامه سداً منيعاً من أن يكون..
ويا هؤلاء النواب لم تعد لكم أية مشروعية في البقاء وعليكم أن تدركوا أن أي قرار تتخذونه ليس له من معنى كونه فاقد الشرعية، فأنتم لم تعودوا ممثلين للشعب وتمثلون مصالحكم بعد أن تجاوزتم الفترة الزمنية التي تخول لكم اسم نواب.. أنتم الآن في قهر حقيقي للشعب واغتصاب لاستحقاق وطن يريد نواباً يعبرون عن ضميره وينتمون إليه وليس لكم معنى قبلتم أم رفضتم، وأن تمنحوا برلمانكم إجازة أو تقولون سمعنا وأطعنا،أو تخرجوا من القاعة زرافات ووحدانا أو تدخلوا إليها طوعاً أو كرهاً، ليس لكم مشروعية تعادل مثقال ذرة،كي ترفعوا أصابعكم المغمسة بدم الشهيد وشهادة الزور وكثير من الإفك على وطن..
وإذاً أنتم سر البلاء بالتوافق واللاتوافق،بالرغبة في،والرفض أيضاً، أنتم نكد الدنيا التي لا تطاق وقد خرجتم من جراب الحاوي ثعابين ترقص لتلدغ.. أنتم الرافضون لنا،لتاريخنا،وثورتنا،وراياتنا،،وإن الذي بيننا وأنتم لم يعد قابلاً للمهادنة،وليس سوى النصر حليف الأحرار ومعهم شعوب العالم الحر..
لذلك أيها النواب المنتهية صلاحيتهم، كونوا بشراً مرة واحدة،واخرجوا من قوقعة السلطان،وقولوا نحن لسنا نحن، ولانمتلك ذواتنا مادمنا على غفلة نسير في فلك الأمير،وبسمه نذبح تاريخاً ونسد أفق مستقبل.. أيها النواب الخارجون عن مشروعية أن يكونوا صالحين لصوت واحد، ما بالكم يستبد بكم الظن، أنكم قادرون على هزيمة شعب ؟ولماذا أنتم من مكايدة نحس على الوطن،وعويل وصراخ ليبقى الوفيرلكم؟ ما بال ذلك الذي صرخ بقلع العداد فكان نقمة،يظن أنه قادر على المحق ولن يكون سوى مشعل فتيل لثورة كلها غضب في وجه الطغيان، ونحن نرى ذلك الصبح أوليس الصبح بقريب ؟!.
فتحروا نجمة الصبح وهي تبزغ من قلوب وأفئدة كل اليمانيين،وتأكدوا أنكم في مركب صعب مع ربان سفينة يمخر عباب بحر لجي في ليلة ظلماء بنفسية محبطة، وليس لكم من مخرج وقد أجهز من قلع العداد على ما تبقى من شراع إنقاذ لتدخلوا في وجع حقيقي طعمه أنتم، أما الجماهير الهادرة الغاضبة،فهي إن لم تعش المستقبل فهي ترفض الظلم بكل تأكيد،ولايعنيها لحظة أن تبقى في هذا البلاء الذي تنجزونه يومياً باسم الشعب الذي تمثلونه على حد قولكم،وأنتم لاتمثلون سوى صاحبكم ومصالحكم معه التي تتنامى في أتون الأزمات.. لذلك الجماهير أرادت نفسها،أن يكون الوطن قابلاً للتمرد على الاستبداد وذلك حق مشروع بعد أن فقدتم رشدكم ودخلتم بحرابكم إلى مواقع البؤس تريدون تعميمه وظهرتم كبيادق في رقعة شطرنج.
وإذاً ليس سوى التمثل بقول الشاعر:
فإما حياة تسر الصديق ×× وإما ممات يغيض العداء
هذا هوسيد المرحلة،حين لاتوافق سواكم أنتم،وحينها ستكون الكلمة الفصل للعالم الذي طالما حذركم من مغبة التمادي في إلحاق الأذى والضرر بالمنطقة،عبر فوضاكم، وقد دعاكم إلى تسوية أنتم في الأساس لا تستحقونها،لولا التنازل الكبير الذي أنتم الآن بشعار (لن نهزم من قلة)ترفضونه لتفتحوا غصباً أبواب رياح التغيير تقتلع من الجذور كل هماز مشاء بنميم.. ولن تغني حينها كثرتكم ولن يفيد من دعا إلى قلع العداد فكان قلع النظام،بأي مما تسعون إليه من حراب بأيديكم وتنقلبون على نعمة كنتم فيها فاكهين،وذلك ما يلوح في الأفق،ولن تقووا أبداً على ذلك، فاتقوا وطناً يخرج الآن من حلكه ليرى النور الذي ناضل من أجله طويلاً محطماً تماثيل تفننتم في نحتها من قوت الشعب وأحلام المقهورين بقيم العدل،وهي منحوتات تتلاشى عند أول صيحة تدرككم وتجعلكم تعرفون معنى (أنا الشعب زلزلة عاتية)..
ويبقى في هذا السياق القول للسواعد الفتية:أيها الشباب لايحطمن ثورتكم غوغاء البرلمان ودعاة الإستبداد، كونوا قوامين على ثورتكم بما تستحق من قوة إيمان وعمق معرفة بما يحاك ضد المستقبل...أيها الشباب أدخلوا في السلم كافة من بوابة واحدة بعيداً عن التعصب والتمترس،إلا ضد الظلم والبغي الذي مرتعه وخيم،وهو أمر يستوجب الدراية بالآتي،وقد أخذته العزة بالإثم سلطان زمانه فلم يعد يرى غير ما يلقيه من كلام عنوة على مسامع الذين يريدون الوطن نصراً مؤزراً ولن تنالوا النصر إلا بالعزيمة والتقوى...
أيها الشباب في ساحات التغيير وحدكم من يقوى على إحباط المؤامرة وتلقين الفساد درساً قاسياً في كيفية النزاهة والأمانة والمصداقية، وسيعرف حينئذ الذين أرادوا موقف الأمس الرافض للتوافق على المرشح الرئاسي الأخ عبد ربه هادي منصور،أن مناوراتهم التي أرادوها رسالة للنائب عبدربه من كبيرهم، أنه من يدفع به للأمام ويعيده إلى الخلف،ليست سوى إفلاس سياسي كبير أماط اللثام عن بطل المسرحية ليبدو مهرج السلطان في لعبة(نواب ولكن)..
محمد اللوزي
لنواب السلطان نقول.. 1933