لا يخفى على أحد الحدث التاريخي الذي قام به العراقي منتظر الزيدي قبل سنوات قليلة، حيث ودّع ـ ذلكم الإعلامي ـ الرئيس الأميريكي السابق جورج بوش بصورة غير متوقعة، فقد حاول منتظر الزيدي أن يودع بوش بأي شكل من الأشكال، لكنه وجد القلم والكتابة وغيرها عاجزة عن تنفيذ الوعد الحر ولما ـ أيضاً ـ وجد الزيدي الإعلام بكل أشكاله ووجد مهنته الإعلامية لا تستطيع التعبير لجأ إلى الحذاء عله يستطيع إيصال رسالة الحب والتقدير من منتظر الزيدي لبوش.ذلكم الحذاء الذي دخل المزاد ـ كما أعتقد ـ نجح في اختياره الزيدي وأبدى مؤخراً ارتياحه من حذاءه الشريف الذي استطاع أن يوصل رسالة صاحبه وأن يودع الصديق الحميم لبعض الزعماء العرب آنذاك جورج بوش غير أن الحذاء أبى أن يلامس ـ أبدا ًـ أن يلامس جسد المستعمر للعراق ـ بوش ـ لأسباب لا نعرفها وإن كان الحذاء يعقل أو يسمع لسألناه عن عدم ملامسة جسم بوش..
ولما كانت الأمور كذلك أعلن الكل وبالذات وسائل الإعلام ـ التي تخلى قليلاً عنها الزيدي لقضاء مهمته ـ بأن ذلكم الحذاء دخل التأريخ وبكل فخر برغم أنه لم يلامس جسد بوش الذي ظن البعض من العرب والمسلمين أنه معصوم من الإهانات والعياذ بالله، فما بالكم لو لامس الحذاء الجسد؟ وهذا الحذاء كرموه الأحرار وفعلوا له ضجة طويلة وعريضة فما بالكم بصاحبه؟؟ البعض سيستغرب ـ قليلاً أو كثيراً ـ عن سبب كتابتي عن حذاء منتظر وتوقيت كتابته فأقول بأن السبب هو التذكير فقط بأن الإنسان عندما لا يحترم نفسه لا يحترمه الناس أياً كان مرؤوس أو رئيس، رجل أو امرأة ولكن عندما يعرف الإنسان معنى الإنسان ويبدأ باحترام نفسه قبل توجيه الآخرين ممن بإمرته أو موظفيه مثلاً هنا يعرف الكل ما له وما عليه وساعتها سيعم الخير بكل شيء بإذن الله وسنقول بأن هذا الإنسان كرم عقله..
وفي نفس السياق دعوة لكل حاكم أن يتقي ـ أو يقي نفسه ـ رشقات الأحذية ويحترم نفسه لكي يحترمه شعبه أيضاً وعلى الوزير أن يحترم نفسه ويتقي رشقات
الأحذية كي يحترمه موظفوه وأيضاً على الكل أن يحترم نفسه ويتقي رشقات الراشقين لأن اليوم أصبح الرشق بسيط لأنه حق من الحقوق في حال الخروج عما تطلبه الشعوب من مسؤوليها ومن لم يحترم نفسه، فالرشق أولى به وقد لا تكون طريقة الزيدي هي الوحيدة للرشق ولكن هناك طرق كثيرة تؤدي نفس المدلول ولذلك أحببت أن أنبه وأُبين بأن منتظر الزيدي حذاؤه أدخله التأريخ وعلى كل شخص أن يحدد مكانه، إما أن يدخل التأريخ كحر شريف مشهود له بالنزاهة
وإما أن يدخل من الباب الخلفي المظلم مهاناً مرشوق بحذاء أحد المظلومين..باختصار إما أن يكون كمنتظر أو كبوش وأما أدراكم ما حصل ببوش؟؟
وقفة
ما يستطيع عقلك إدراكه والاقتناع به تستطيع تحقيقه...
صدام الحريبي
اتقوا رشقات الراشقين! 1766