بعد إقرار قانون الحصانة المعدل بنسخته الجديدة من قبل حكومة الوفاق وموافقة البرلمان عليه والتوافق على مرشح رئاسي واحد هو المشير عبده ربه هادي منصور لانتخابات 21 فبراير 2012م ـ لم يعد هناك حسب اعتقادنا مجال للمزايدة ورفع شعارات تتناقض ومبادرة الخليج العربي التي أقرها البرلمان وبالإجماع.. لسنا مع إسقاط حق أحد ولا ضد أحد لكننا نريد أن تتكاتف الجهود لبناء اليمن ورفض كل الأعمال المسيئة للوطن، فمن الآن وصاعداً لا ينبغي أن يظل البعض يتحدث عن سياسات أو مطالب تحققت وفي منظور البعض تعد منقوصة.. صحيح هناك بعض الأهداف لم تتحقق لكن هل نظل رهائن للماضي ونكابر ونقامر والوقت يمضي وبأيدينا جميعاً أن نغير أشياء كثيرة لو بدأنا في تحويل الانتكاسات إلى انتصارات برفض كل مظاهر التخلف والوقوف بوجه كل الأعمال الطائشة التي يحاول أصحابها إدخال الوطن في أتون حروب هامشية إما تحت مسميات القاعدة أو أنصار الشريعة أو ما يطلق عليه البعض مشروع الانفصال أو حروب الحوثي المكررة المتتالية والتي ثبت أنها لا تهدف إلا للتوسع والتمدد وفرض الأمر الواقع على المواطن القريب منهم سواء في صعدة أو في حجة أو في الجوف أو في عمران وليس أدل على ذلك ما تقوم به تلك العناصر من أعمال إرهابية مثلها مثل القاعدة في رداع أو ما يطلق عليهم أنصار الشريعة أو الشرعية بالأصح، لكن المخرج أرادها أن تكون مطابقة للدعاوى والمخاوف التي يطلقها البعض، فما يحدث اليوم في الوطن من محاولات لإثارة النعرات الطائفية أو القبلية أو المناطقية أو الانفصالية ما هي إلا حركات مفضوحة ومكشوفة للعيان ولا تخدم سوى النظام المفلس الذي سقط بالفعل ومات وشبع موتاً ومن يحاول إنقاذه أو خدمته بطريقة أو بأخرى من تلك المسميات فعليه أن يبحث له عن ساحة أخرى لا تنتمي إلى اليمن، لأن الشعب اليمني بكل فئاته وتكويناته لم يفسح المجال للنظام وأزلامه بفتح ساحة حرب وكان كلما حاول النظام أن يفتح ساحة للحرب أغلقها الشعب اليمني على طول وعرض المساحة الجغرافية للوطن والكل تابع ما حدث في تعز وفي أرحب وفي صنعاء وفي عدن وفي كل محافظات الجمهورية، لكن بعد انتهاء اللعبة وخروج النظام السابق عن الخدمة وبطريقة سلسة نوعا ما عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي كان يظن النظام أنه سيكون بمقدوره الالتفاف عليها معتمداً على الفترة ثلاثة شهور التي أعطيت له، لكن بفضل الله ثم بجهود أشخاص غلبوا مصالح الوطن على مصالحهم ومصالح أحزابهم وتنظيماتهم وأيضاً لا ننسى الجهد الدولي والإقليمي وخصوصاً من قبل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ جمال بن عمر ـ تجاوز الوطن عقبات كثيرة وعظيمة. ونستطيع القول أن اليمن اجتازت مرحلة الخطر ونكاد نقترب من الحل النهائي ومن تابع جلسة مجلس النواب الأخيرة التي حضرها دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ/ محمد سالم باسندوة والدموع التي سقطت أثناء إلقاءه كلمته لم تكن إلا من أجل الوطن ومن أجل هذه الأرض الطيبة التي تنكر وجحد لها الرئيس السابق صالح وبصورة لم يكن أحد منا يتوقعها أو يتخيلها مجرد التخيل.. لذلك هي دعوة صادقة للجميع في هذا الوطن أن يلتفوا حول الحكومة والوطن وأن لا يسمحوا بأية أعمال قد تعكر صفو الحياة سواء في المحافظات اليمنية البعيدة عن العاصمة أو القريبة، في أبين أو في رداع أو في صعدة أو في حجة أو في الجوف أو في شبوة أو في أي مكان من وطننا الحبيب، الشعب اليمني عانى الويلات وذاق الأمرين في سبيل الوصول إلى حل متوازن يجنب اليمن ويلات الصراع والحروب والانفراج الذي بدأ اليوم تتمنى أن تعكر صفوه أمثال تلك العناصر التي تتسلم مقابل ما تقوم به من أعمال خارجة عن القانون هنا أو هناك ولا يعنيها الوطن لا من قريب ولا من بعيد وهي تخدم أجندات محلية أو إقليمية أو حتى دولية، كل ما يعنينا نحن أن نحمي بلادنا من الإنزلاق نحو الفوضى والاحتراب ونجنب الوطن والمواطن ويلات حروب نحن في غنى عنها.. ما حصل كان استثنائياً وما تحقق هو الممكن، فلا يحاول البعض اللعب بالنار أو البحث عن المستحيل، الوطن بخير في حال تغلبنا على كل الظروف واتجهنا صوب العمل والإنتاج وما أجمع عليه الناس فهو الأصل والحل ومن شذ شذ في النار وللحديث صلة..
Abast66@hotmail.com
عبدالباسط الشميري
دموع باسندوة وجحود صالح! 2266