حمل السلاح الظاهرة خطيرة انتشرت بشكل فظيع في الآونة الأخيرة، لا يمكن لأحد تصور آثارها وما قد تخلفه من مشاكل جسيمة على الوطن والمواطنين فآثارها السلبية تزداد يوماً بعد يوم وخاصة في المدن، وقد أصبح التدهور الأمني الذي تمر به البلد منذ انطلاق الثورة أصبح تربة خصبة لبعض الفئات المارقة التي تتاجر بأرواح الأبرياء فتنشر الخوف والرعب بين المواطنين, وما هذا الإنتاج فعل قبيح تسيره فئات معادية للوطن والمواطنين.
فمنذ نشوء الثورة وتربص المتربصين تزداد وتتسع بطرق منظمة وممنهجة بهدف خلخلة الأمن والسلم الاجتماعي وكذلك وضع الأحجار أمام حكومة الوفاق لعرقلة مسيرتها الأمنية والتنموية، والسؤال الهام الذي يطرحه كثير من الناس هو: لماذا نحمل السلاح؟هل لقتل بعضنا البعض؟ أم أن هناك عدواً يقبع خلف الجدار أم أننا غزوة أو في غابة تسكنها الوحوش الفتاكة؟ إنني عندما أرى أناساً يحملون السلاح أتألم على الحال الذي وصلت إليه البلد، فعندما تتجول في الشوارع ترى من يحملون الأسلحة وبأشكال مختلفة وكأننا في ساحة حرب! والمشكلة أنه حتى من لم يبلغ سن الرشد وقد أصبح السلاح كاللعبة في أيديهم.. هذه مصيبة كبرى لها نتائج كارثية لا تحمد عقباها،إن الجهل المتفشي واللاوعي هما السببان الرئيسيان في هذه الظاهرة الخطيرة فلو وجد التعليم الصحيح والوعي بين الناس لما حدث هذا الأمر على الإطلاق.
الغريب في الأمر أن السلاح هذه الأيام أصبح لدى بعض من الناس كتاج العروس (زينة)يفتخرون به وكأنهم ـ بحملهم للسلاح ـ يمشون على ظهر القمر, ولا يعلمون أنهم حقراء بأعين الناس يبغضونهم بقلوبهم قبل ألسنتهم.
والعجيب أيضاً أن الشرطة وأفراد الأمن يقفون مكتوفين الأيدي حيال هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي، فلا تعمل لها أي اعتبار فيتبادر إلى الذهن علامات استفهام! ما سبب عدم الاهتمام واللامبالاه، لماذا لا يقومون بدورهم الوطني الذي يحملونه في أعناقهم؟ لقد أصبح صوت الرصاص هذه الأيام نغمات يترنم بها عديمو الضمائر فأزيز الرصاص لا يتوقف ليل نهار كأعمال عبثية أو احتفالات التي أصبحت لها نغمات جديدة، فبعض المواطنين لم يكتفوا بالألعاب النارية الأقل ضرراً بل يلقون الرصاص المصبوب في الهواء ولا يأبهون إلى أين ستسقط، فكم من أرواح بريئة راحت ضحية هذا الفعل اللا إنساني المشين,فنحن نقدر أولئك الأشخاص الذين يرفضون هذا العمل وينكرونه فنحن نكن لهم كل الشكر والاحترام فهم ليسوا قلة,والسؤال المحير الذي يبحث عن إجابة: هل ستنتهي هذه الظاهرة أم أنها بداية لحلقات متسلسلة؟.
نتمنى أن تنتهي وبأسرع وقت وعلى الشرطة والأمن بالدرجة الأولى مكافحة هذه الظاهرة الخطيرة والحد من انتشارها وأن يؤدوا أماناتهم على أكمل وجه كحامين للوطن والمواطنين.. وفي الأخير لنعمل معاً ولنقول بصوت عالٍ..لا لحمل السلاح...لا لترويع الآمنين...لا لقتل الأبرياء؟
سليمان عياش
ظاهرة حمل السلاح... من يوقفها?? 1896