يوم الجمعة الماضية جمعة (صناعة التاريخ) خطب بنا في ساحة الحرية (الراهدة) الأستاذ القدير/ عبده حسان، وفي الخطبة شدد الأستاذ على ضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي ستجري في 21من فبراير الجاري - إن شاء الله - كما حث الثوار على وحدة الكلمة وعدم الاستماع للأصوات المريضة التي تريد شق صف الثوار في الساحات بل وشق اليمنيين بشكل عام فقال: لأجل اليمن.. ولما قال هكذا ركزت ماذا سيقول بعد هذه العبارة يعني أيش الذي نفعله لأجل اليمن فأوصلها قائلاً: لأجل اليمن ضع بصمتك في الانتخابات، ساعتها فقدت السيطرة على نفسي وكادت المظلة أن تسقط من يدي إلى الأرض مارة بالأستاذ القدير تعرفون لماذا؟؟. لأني كنت أحد الشباب المعارضين للانتخابات الرئاسية القادمة وكنت أتوعد بعدم المشاركة فيها وتوعية الناس بالابتعاد عنها وعدم الالتفات لها، كونها توافقية ولا تزيد ولا تنقص ولما سمعت كلام الخطيب بأن المشاركة فيها إنقاذ لليمن وبناء لليمن الجديد الذي ينشده اليمنيون منذ سنوات بدأت أعي أهمية الانتخابات وأنه إذا لم تتم فإنها ستكثر المشاكل والفتن التي كادت اليمن أن تتفتت بسببها فأدركت خطورة ما كنت أفكر فيه من عدم المشاركة وحث الناس على ذلك وعرفت قيمة أن أستشير من هم أكبر مني وأعرف بما سأفعله وتذكرت أنه ليس كل ما يفعله الإنسان صحيحاً وأن هناك من يخطئ وهناك من يصيب والعكس وإنه لا بد علينا تقبل انتقادات وآراء الآخرين البناءة وعدم التعصب للرأي مهما كان، كما يجب أن نسمع لكل الشرائح ولا نطنشهم وآراءهم...
فهي دعوة لكل يمني ويمنية يحب الوطن ولكل من يريد أن يتجمل للشهداء ويحافظ على عدم ضياع هدفهم الذي خرجوا من أجله ولا يخونهم ولكل من يريد بناء اليمن الجديد والخروج به من المشاكل والفتن التي عصفت بالوطن نحو الخراب والدمار ومن يريد أن يفتدي وطنه بكل ما يملك أن يشارك في الانتخابات الرئاسية القادمة التي رأى الكثير من العلماء والبسطاء والسياسيين والأكاديميين والمثقفين بأنها المخرج الوحيد لما نحن فيه، فهي والله أول هدف نفي به مع الشهداء الأبرار والجرحى والمعاقين فوفاء للشهداء والجرحى والمتضررين ولأجل اليمن "ضع بصمتك في "21" فبراير"..
استراحة
أعقد العزم مقدماً أن تواصل حتى تنجح مهما كانت الصعوبات ..
ختاماً
نسأل من الله أن يجعل الانتخابات تجري على خير إن شاء الله ولا تنسونا من خالص الدعاء..
حين تصبح ملائكة الرحمة..( شياطين عذاب)؟
سليمان عياش
تلك القلوب الرحيمة والصدور الرحبة, تلك الأرواح المرهفة والأنفس الودودة اللطيفة, تلك الأيادي البيضاء النقية الحنونة, الشموع التي تنير الظلام وتبعث لنا البسمة من جديد,إنهم ملائكة الرحمة ويا له من وصف تطيب لسماعه الآذان وتترنم به الألسن, ولكن في مقابل هذا كله هل من الممكن أن تتحول ملائكة الرحمة إلى شياطين عذاب؟ أم أن هذا ضرب من المستحيل فقط على هذا الكوكب قد يحدث هذا وأكثر, ونأخذ على وجه الخصوص بلدنا اليمن أنموذجاً لهذا الموضوع المهم.
إن الطبيب الذي يحمل أمانة تنوء بها الجبال، عندما يخون يصبح شيطاناً رجيماً خالٍ من أي إحساس أو شعور يحدث، هذا عندما يخلع اللباس الأبيض لباس الرحمة ويلبس اللباس الأسود لباس العذاب,والقصد هنا هو البعض وليس الكل، فهناك من هم قدوة في أعمالهم ولكنهم قلة, وبالاستناد إلى الشواهد والأحداث التي حدثت وتحدث كل يوم نقترب من الحدث لنعرف مجرياته بحقيقتها،.لقد أصبح المال هذه الأيام غاية كبرى لذوي النفوس الدنيئة,وحتى لو كان الوصول إلى هذا الهدف بسلم من جثث الأبرياء, إن خيانة الأطباء ليست خيانة سهلة، فبين أيديهم أرواح بريئة آمنة, فلقد تحولت المستشفيات اليوم من عملها الإنساني السامي إلى عمل تجاري بحت أساسه المال والربح لاغيرو للأسف الشديد, فعندما يذهب المريض إلى المستشفى لتلقي العلاج وإن كان مرضه بسيط فإن بعض الأطباء يصدمونه بكذبهم وافتراءاتهم فيظهروا له عشرات الأمراض, ويحملونه من الأدوية ما لا يطيق, وعندما يخرج من المستشفى وكأنه خرج من السوق حاملاً كيلوهات من الأدوية المتنوعة,فبعض المستشفيات –للأسف الشديد- قد وصلت إلى حد كبير من السخرية واللعب بأرواح الناس, واللهث وراء المال، فعندما يدخل المريض إليها فلا يخرج إلا وجيبه فارغ, وخال تماماً من أي نقود, بل قد يصل الأمر إلى بيع كل ما يملك وليتها كانت فائدة من هذا كله أو على الأقل الاهتمام والرعاية الكريمة, فحتى بعد أن يموت المريض فرضاً عليه أن يدفع (في زمن العجائب)فبفعلهم هذا قد تخلوا عن كل مبادئ الإسلام والأخلاق والعادات والتقاليد,هذه الوقائع حدثت وليست افتراءات ومن لم يصدق فعليه البحث واستفسار الناس.
وفي هذا الصدد نأتي بشهادة واقعية حدثت في اليمن, فقد أخبرني أحد الأصدقاء أنه لما مرض أبوه لم يترك مستشفى إلا وذهب إليه ولكن محاولاته كلها باءت بالفشل, فعندما يذهب إلى طبيب يخبره أن هذا الدواء ليس لهذا المرض ولابد من الفحص من جديد ليعطيه من دوائه السحري وهكذا, فقرر أن يسافر بوالده إلى الخارج عله يجد ضالته, فكانت وجهته مصر الشقيقة, ولما وصل إلى عند الطبيب سأله عن والده وعن الفحوصات والأدوية, فأظهر له بعض الفواتير والأدوية, فانصدم الدكتور عندما رأى الأدوية وأمره أنها ليست مفيدة بل مضره وخاصة لمرض والده, وأمره برميها في سلة المهملات أو إرجاعها إلى حيث اشتراها,وبعد الفحوص أعطاه بعض النصائح وكذلك بعض الحبيبات والحقن, يقول صديقي إن والده تحسن يوماُ بعد يوم حتى شفي بإذن الله, وما هذه القصة إلا بعض من كل ما حدث ويحدث.
وفي الأخير نأمل من الأطباء أن يقوموا بدورهم الإنساني وكذلك المستشفيات وأن يكون همهم الأول الإنسان وليس المال.
S_ayyash66@yahoo.com
sadam.alhorybi@gmail.com
صدام الحريبي
لأجل اليمن.. ضع بصمتك 2046