;
سليمان عياش
سليمان عياش

الحراك السلمي ونقيضه!! 1961

2012-02-16 03:42:33


إن الحراك السلمي تتأصل فيه السلمية بقدر ما هي متأصلة في ثورة الشعب السلمية, وكما هو أمتداد لثورة الشعب ضد من ظلمه وسلب حقه ,ومادام أن للحراك نهجاً سلمياً يسير عليه نحو استرجاع الحقوق المنهوبة, على الجميع الاعتراف بحقوقه وتحقيق مطالبه شريطة أن تكون المطالب تحت سقف الوحدة اليمنية التي أصبح النقاش أو الحديث عنها أمراً غير مقبول.
إذاً لا ضير إن كان هناك تنظيم يسعى وبالطرق السلمية نحو استعادة الحقوق وتحقيق المطالب المشروعة وعلى الحكومة الجديدة جعل قضيتهم على أولوية اهتماماتها وأن لا ترميها خلف ظهرها كما فعل سلفها.
ومن الأحداث الأخيرة التي تكاد أن تضيق بها الصحف والمواقع الإلكترونية وكل وسائل الإعلام أولها كان ظهور فيروس (البيض) الذي أصبح دمية تحركها أيادٍ في قم وجنوب لبنان, والذي أصبح يهرف بما لا يعرف, ونحن نقول له ولأزلامه إن اليمن أصبحت محصنة ولديها مناعة قوية ضده وضد كل الفيروسات الصفوية, إنه وبكلامه الساذج لن يستطيع أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء, وليضرب رأسه بعرض الحائط.
ومن ناحية أخرى برزت جريمة أخرى وهي حرق ساحة الحرية في كريتر عدن مما يبرز بدوره عدة تساؤلات: من المسؤول؟ وما الهدف؟ وما سبب هذا التوقيت؟ وما موقف الحراك السلمي من هذه الواقعة؟.. ومن منطلق آخر ترأى للعيان إجابات بصيغة تساؤلات: هل أصبح الحراك السلمي (عراك مسلح)؟ أم أن هناك فئات من بقايا النظام تديره؟ وهل أصبح الحراك خاتماً في يد بقايا النظام؟.
إن مثل هذه الأسئلة المحيرة تعيد للأذهان الهدوء الذي ساد المناطق الجنوبية خلال أشهر الثورة، ما سبب عودة الدعوات الانفصالية وفي هذا الوقت بالتحديد –اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة- لماذا غاب الحراك عن المشهد السياسي طيلة أشهر الثورة؟.. إن مثل هذه الشواهد تعطي كل ذي عقل ولب إجابات كافية عن ما يجول في خاطره من أسئلة محيرة, والحقيقة الواضحة تقول إن هناك علاقة وطيدة بين بقايا النظام وجزء من الحراك إن لم يكن كله.
إن تحول الحراك السلمي إلى حراك مسلح والتصعيد الخطير الذي يقوم به الحراك كإحراق ساحة الحرية بعدن أمر غير مقبول، لا يمكن السكوت عنه أو تجاهله ولن تقف الأيدي مكتوفة حيال أعمال إرهابية ونشر الخوف والفوضى في عدن وفي كل المحافظات وعلى حكومة الوفاق التصدي لمثل هذه الأعمال الخارجة عن النظام والقانون .
إن انحراف الحراك عن مساره السلمي ليصبح اليد الطولى لعصابات مارقة داخل وخارج الوطن أمر مرفوض لن يستمر، ولأن الحراك قد أصبح كالريموت كنترول لبقايا النظام وأزلام إيران وحزب الشيطان, ومن جانب آخر فإن كان الحراك السلمي بريء من هكذا أفعال ولا صلة له بها، فهذا أمر محمود وسنتفاعل مع مطالبه حتى تحقيقها وكما قلنا آنفاً بشرط أن تكون المطالب تحت سقف الوحدة, وإن كان الحراك مسؤولاً عن حرق ساحة الحرية بعدن فإن هذا الفعل قد جعله على شفا جرف هار ولا يمكن لأحد الاعتراف به وبمطالبه محلياً ودولياً.
إذاً إن كان هناك حراك سلمي صادق في مطالبه لا تقوده أيادٍ خفية، فعلينا أن نؤمن بأن القضية الجنوبية ستكون الأولى في الحل، لأن حلها أصبح أمراً حتمياً لابد منه لإعادة الحقوق إلى أصحابها, ومن جهة أخرى على الحراك أن يعلم أن الانفصال أمر غير مقبول ومجرد التفكير فيه أضغاث أحلام، فالانفصال تلزمه الاستحالة, ومن يريد الانفصال فعليه أولاً فصل الحليب عن الشاي.
S_ayyash66@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد