الشعب اليمني جزءٌ من الشعوب العربية التي فرحت بشهورها التي انتفضت فيها ضد الحكام العرب وفرحت أيضاً بالأيام والشهور التي انتصرت فيها على الحكام وأسقطتهم ولليمنيين في شهر فبراير حكايات وذكريات ومسرات وانتصارات، فيوم 3 فبراير 2011م كان يوماً تاريخياً عظيماً، حيث نَفّذَت المعارضة اليمنية الشجاعة فيه ما دعت إليه سابقاً بما سُمّيَ بيوم الهبة الشعبية فخرج الشعب إلى الشوارع في جميع عواصم محافظات الجمهورية مطالبين بإسقاط النظام وكان لهذه الهبة صدى كبيراً، حيث كانت بمثابة زلزال على الحاكم ونظامه جعلته يوجه على الفور بإلغاء الانتخابات البرلمانية التي كان قد دعا لإجرائها في 27ابريل/ من العام الماضي، كما أصدر خطابه الذي أعلن فيه بأنه لا توريث ولا تأبيد ولا تمديد ولان الشعب اليمني لم يعد يثق به لكثرة مراوغته وكذبه فلم يصدقه وما هي إلا سبعة أيام مرت على الهبة الشعبية حتى أعلن الشباب ثورتهم السلمية في 11/فبراير/2011م فشهر فبراير حَظيَ من بين الشهور الميلادية الاثنى عشر بشرف عظيم، حيث اندلعت فيه الثورة الشبابية السلمية الشعبية وخرج الشباب بصدورهم العارية إلى الشوارع التي جعلوا جزءً منها ساحات للاعتصام وميادين للحرية ونصبوا الخيام فيها وأقاموا المهرجانات والاحتفالات والأندية والمسيرات طالبوا فيها بتحقيق أهدافهم ومنها رحيل الحاكم وإسقاط الفاسدين من نظامه وبهذه الثورة حلت الفرحة والسعادة في قلوب اليمنيين ذكورا وإناثا صغارا وكبارا وجعلوا يثنون على شهر فبراير ويثمِّنون ساعاته وأيامه ولياليه ويتبادلون فيه التهاني والتبريكات وأصبح اليمنيون يفرحون في جميع أيامه الـ (29) وكأن كل يوم منه عيد من الأعياد الإسلامية كعيد الفطر وعيد الأضحى المبارك فأيامه وان كانت اقل عددا من بقية الشهور الميلادية الأخرى لكنها أيام ليست كالأيام وساعات أضفت على الشعب الخير والسلام وفي شهر فبراير تخلى اليمانيون عن الخوف والصمت والانكسار ولم يعد يُرهِبهم الحاكم بمعسكراته وفرض الحصار، لأن ما يقوم به ليس عمل الأخيار بل عمل الفاسدين ضد الثوار وببركة هذا الشهر العظيم الذي لم يقتصر دوره وذكرياته على الهبة الشعبية وانطلاقة الثورة فيه بل تحقق الانتصار وتحدد الوعد فيه بخروج الحاكم من السلطة خروجاً نهائياً في 21 منه وبذلك تنقشع سحب الظلام التي طالما خيَّمت على شعبنا وامتنا اليمنية لعقود من الزمن فها هي الثورة اليمنية التي اندلعت في 11/ فبراير يجني الثوار ثمرتها ويحققون أول هدف من أهدافها وبهذا الحدث التاريخي يدخل اليمنيون عهداً جديداً ومن حقهم اليوم أن يفاخروا بما صنعوه وحققوه من منجز عظيم، لأنهم نالوا استقلالهم وانتزعوا حرياتهم من نظام الفرد والأسرة الحاكمة وأعلنوا عن نظام جمهوري حقيقي وبأهداف جديدة هي أهداف الثورة الشبابية السلمية، فما هي إلا أيام وساعات تُعد بالأصابع حتى يطل علينا فجر يوم 21/فبراير الذي سيكون مشرقاً عَبِقاً، بل إن نسيمه وهوائه نقياً وصحياً وشافياً لمن كان به علة أو مرض مزمن، فلا يحتاج المريض أو العليل السّفرَ إلى الدول الشقيقة أو الصديقة للعلاج في مشافيها وإنما عليه أن يصحو مبكراً في ذلك اليوم ويبدأ يومه بصلاة الفجر مع جميع أفراد أسرته البالغين سن التكليف بالنسبة للصلاة والسن القانوني بالنسبة للانتخابات وبعد صلاة الفجر عليه أن يرفع يديه إلى السماء والله سريع الاستجابة قال تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ) وببركة يوم 21فبراير سَيَشفِي الله أمراضك ويحقق مطلبك وينصرك على عدوك ويفرج همك ويزيل غمك ويصلح أولادك لاسيما إذا كان دعاؤك ينبعث من قلب مفعم بالإيمان والتقوى والصدق والإخلاص وهذا الدعاء سيكون من مظلوم، لأن غالبية الشعب مظلومون ودعوة المظلوم لا تُرد وليس بينها وبين الله حجاب إذن فكيف لا يكون يوم 21/فبراير مباركا واليمنيون يهبون إليه من كل حدب وصوب نحو صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد لليمن الجديد في طوابير مرتبة متنافسة يحاول كل يمني أو يمنية أن يحظى فيها بالاقتراع قبل غيره لينال هذا الشرف العظيم فيُرضِي بذلك ضميره ثم مجتمعه ووطنه ولا أعتقد أن يتوانى أحد رجلاً كان أو امرأة ومن فاتته المشاركة في الانتخابات فقد حرم الخير والسعادة ومن حق كل من يعرفه أن يعزيه لان التاريخ سيُخلّد ذلك اليوم ويسطرها بأحرف من نور فهي فرصة سانحة لن تعوض، فانا وأنت وهذه وتلك جميعنا ولدنا في ولاية (صالح) ونشأنا وتربينا وكبرنا وهرمنا وشابت رؤوسنا وحُرِمنا حقوقنا ولم يترك (صالح) السلطة إلا بثورة ضده وضد نظامه أثمرت تغييره في هذا الشهر المحبب إلى قلوبنا وبالذات في اليوم الخالد منه، فليحرص كل اليمانيين على المشاركة وليمدوا أيديهم لبعضهم البعض مباركين ومهنئين لدخولهم في عهد جديد لبناء اليمن الحديث.
أحمد محمد نعمان
أتَدْرُونَ مَا هَوَ شَهْرُ النَّصْرِ وَاليَومُ الخَالِد؟ 1835