الشباب اليمني إعجاز حقيقي، قدم بروح متوثبة حياته من أجل المستقبل حقيقة،رفض البقاء في الآسن الرتيب واستطاع أن يدخل الوطن مرحلة جديدة تعبر عن فضاءات رحبة تحقق غايات طالما كانت انتظاراً..
والشباب اليمني قدم لوحة عز لا نظير لها بإصراره على انتزاع النصر من براثن السلطوي القامع، وقدم ذات النصر إهداءً للوطن كله،ومازال في ذات البعد الإستراتيجي ينحاز للمستقبل.. هذا الشباب (فتحٌ مبين) لنا لولاه لكان مسار الحياة أعوجاً ومملاً وقابلاً للخنوع والاستسلام والهزيمة، لكنه الشباب التواق لأن يكون في مستوى التحديات يقبل بالجديد القادم الرائع ويرفض السكون والانتظار الباهت الذي يشل الحياة ويرهق الإنسان.
شباب إرادته أن يكون الوطن قابلاً للتفتح والمعاصرة والفعل المنتمي إلى المعنى العميق لما هو إنساني.. وإذاً هو يختار بعناية المواقف الصحيحة ويضع نفسه في مستوى التحدي ويضحي من أجل الوطن معافى وخالياً من الفساد والإفساد والارتهان فيما لا يجدي.
شباب يوقن أن القادم أفضل، لذلك لديه قدرة على التشوف إلى المستقبل والتبصر في الموقف،ولديه قناعات إيمانية في أن المعاصرة لا تقبل التأجيل لما ينبغي أن يكون،وأن ثمة ما هو ملح لابد من إنجازه وهو اليمن مواطنة متساوية وطاقات خلاقة مبدعة متجددة وإرادة واعية وشراكة مجتمعية.. بهذه الروح المنتصرة للحياة،يفخر الوطن بشبابه، يرى فيهم المنعة والحصن الحصين من كل شيطان رجيم ينتج ادعاءات ومزايدات تريد جر البلاد إلى الانقسام والغرق في المصالح الذاتية والأنانية المفرطة.
وإذ يقول أحد السلطويين السابقين :نعم للتداول السلمي للسلطة مكرهاً لا بطل وبعد كثير من العبث والفوضى وإراقة الدم والوصول بالوطن إلى حافة الانهيار..يقول الشباب :نعم للوطن ونحن من انتزع بيرق النصر ليعطيه للقادم والأروع،ونحن مفخرة اليمن حين كاد أن يتلاشى وتضيع منه المفاخر،ونحن دونما من أو أذى من صنع الفرح وحدد بوصلة القادم الرائع أمناً واستقراراً وليس ادعاءً ومصادرة حقوق آخرين حتى في اللحظات الأخيرة.
هكذا إذ لا يعترف السلطوي القديم بالشباب ساعة حفل وهم الذين راهنوا على الوطن مجداً وتجدداً، يقول الشباب:دونما من أو أذى قمنا بواجبنا وما يمليه علينا ضميرنا وحددنا أين مكمن الخلل وخرجنا بصدور عارية نرفض الدكتاتور ونعلن أننا نريد الحياة خالية من الخداع والغش واحتكار السلطة.
هم الشباب إذاً وليس غيرهم من لهم الفضل في الثورة منتصرة والوحدة الوطنية متجذرة، هم الشباب وليس السلطوي القديم الذي أتقن فن صناعة التناقضات وأنتج وطناً شاحبا تاعباً.
ووحدهم الشباب المرابطون في الساحات من احترفوا الديمقراطية بمعانيها الرائعة وجسدوها بتفانٍ لا أحد سواهم يقدر عليها، ليكون المثمر إزاحة القديم البالي والبدء بيمن جديد.
بهذا المعنى نرى إلى الوطن بشبابه أنه تجليات تدهش كل من يتابع ملحمة الخلود وهي تفسح السير لنا جميعاً نحو الأفضل،دونما مراوغة وزيغ أبصار وادعاءات نصر وهمية لا وجود لها.. الشباب..الشباب من لهم الفضل في هذا الانتصار الأكثر من رائع،وحدهم نحني هاماتنا لهم،ونرفض أي مصادرة لحقوقهم الثورية، وحدهم أنجزوا هذا النصر وفتحوا للأبطال الميامين الجيش اليمني الحر أن يقول : نعم للوطن خالياً من التسلط والقمع،نعم للثورة بأهدافها النبيلة، نعم للوقوف بانحياز تام إلى مطالب الشباب وطموحاته الكبيرة المعبرة عن نبض كل اليمانيين ولا وألف لا لمصادرة حقوق تاريخية.
وإذاً لا يمكننا أن نرى إلى الذي يريد أن يصادر تاريخاً إلا أنه انتهازية مضافة بلون باهت،يريد أن يحقق شيئاً من ذاتية لم تعد كما هي تقدر على شيء تصادره.. بهذا المعنى النصر للوطن في شبابه وجيشه الحر الأبي، وليس لمن يريد الفعل المناسباتي مطرزاً بالديمقراطية ادعاءً، بعد أن قمعت زمناً طويلاً وكانت مجرد ديكور،حتى أعلن الشباب أن الثورة باتت رهاناً حقيقياً في أن يكون الوطن فرحاً ودعاءً خالصاً بالتقوى والإيمان.
الشباب الذين استشهد الكثير منهم وشرد من شرد وعذب الكثير منهم وجاعوا وعانوا التعب وبرد الشتاء وحر الصيف ولم يهنوا أو يستكينوا أو يضعفوا بل زادوا وثوقية بهذا النصر.. الشباب من خلقوا مساحات عطاء واسعة تنبض حرية وتؤكد للأحرار الثوار في مواقعهم كحراس أمناء لهذه الثورة،أنهم يقفون حيث المجد وأنهم يحددون بالضبط مساراً للتاريخ يحفل بالإبداع والحرية والقدرة على التكوين بشروط المعاصرة
وإذاً من هذا الشفاف الجميل قدم الشباب تاريخاً حين بهت السلطوي وبرز طلع نضيد، وتكون رقي حضاري ينحاز وفاءً للشهداء الخالدين المخلدين،الذين قدموا أرواحهم من أجل الوطن،ومن أجل انتقال من البائس إلى المدهش،ومن الأفول إلى السطوع،ومن التعالي إلى المتواضع البسيط، المعير الآخر انتباها،المعبر عن نقاء الروح،وجمال المعنى لكلمة (ثورة.ثورة(.
الشباب ومعهم الأحرار من الجيش اليمني الحر، لولاهم لما كان هناك تداول سلمي للسلطة ولما غادر المغادر وحضر الرئيس التوافقي بما يمتلكه من قوة صاعدة، هم الشباب يقولون له: بورك فيك قائداً للوطن بهامة مرفوعة وآمال متحققة.
هؤلاء الشباب هم الحاضر وكل المستقبل،هم نحن طموحاً تحقق وأمنية فينا طالما رجوناها حتى أتاها الشباب فتموضعت، وهي الآن نوراً ساطعاً فينا وبيننا.. الشباب الذين نرفض بأي معنى من المعاني أن يصادر تاريخهم وشرف انتمائهم إلى الحرية في مراسيم، وحفل لا معنى له إلا أنه استفزازي لا يستقيم مع عام من النضال والتضحيات الجسام من أجل يوم تاريخي عظيم.. الشباب هم من أنجزه وقد رفضوا الشخصنة والذاتية،وتوحدوا في الفعل الثوري.
لذلك نرفض نحن معهم من جديد شخصنة الحدث والنصر ومصادرته كتاريخ.ونرفض تحت أي معنى إحتفائية ليس الشباب فيها،وإلا نحن لسنا أوفياءً للأبطال والشهداء بل نخون دماءهم الزكية،إذا قبلنا بشيء يسير من احتفائية لم تكن منطلقة من الاعتراف الضروري باستحقاق الشباب لهذا النصر.. على هذا الأساس لا نقبل أيضاً بأي زحف سري أو علني نحو قهر إرادة فخر الوطن،وهم الشباب، وحتماً لن تقهر هذه الإرادة، لأنها عطاء وقوة وطموح وتوقد وإصرار وعزيمة وفي الشباب كل هذه المعاني وهو من يمتلكها بإرادة متوثبة تحقق الصعب.
وإذاً ليكن الوطن شاباً يافعاً كما نريد وتداولاً سلمياً للسلطة تحرسه العناية الإلهية والأحرار في مواقعهم والشرفاء قي مواقفهم والشباب في ميادين الفعل الخلاق.. فبورك في وطن شبابه حراسه وبانوه.
محمد اللوزي
بورك وطن شبابه حراسه وبانوه 2013