بأسلوب مقزز ينم عن إفلاس وسقوط مَرِيعَين قامت مجموعة من النفر في محافظة الضالع الأبية الرائع أبناؤها، بإحراق الكمية الخاصة بالمحافظة من صحيفة "أخبار اليوم".. على مدى يومين على التوالي طبعاً هذا العمل الإجرامي الذي يصادر الكلمة وحرية التعبير بالعنف والترهيب، سبقه حملة تحريضية قادها النائب "صلاح الشنفرة" في سابقة خطيرة لتبني نهج الإرهاب الفكري من قبل شخص أو أشخاص يقولون إنهم متمسكون بالنهج السلمي لتحقيق أهدافهم ومطالبهم كما تزامن مع هذا التحريض حملة لتهديد أصحاب المكاتب والأكشاك في عدن ولحج والضالع، وكذا الباعة المتجولين..
شخصياً أرى في هذه الحادثة جريمة تعكس مدى الفشل الذي وصل إليه أولئك النفر، عوضاً عن أنهم أثبتوا للجميع أنهم غير مؤثرين وليس لهم أي قاعدة سوى ممن هم على شاكلتهم، الذين لا يؤمنون بحرية الكلمة والتعبير، ولا يمتون للحراك السلمي الجنوبي بصلة، كون من يحرض على العنف ضد الكلمة والقلم لا يمكن أن يكون يوماً ممثلاً وحاملاً لأي قضية كانت سياسية أو اجتماعية أو حقوقية، كون اللجوء للعنف ومواجهة الكلمة بالإرهاب والتقطع والإحراق يعكس العقلية الاستبدادية والنزعة التسلطية القمعية كما يعد عملاً مداناً من كافة الأطياف السياسية والشرائح الاجتماعية وهذا ما عبرّ عنه الأمين العام للحراك الجنوبي العميد/ عبدالله حسن الناخبي، والعميد الدكتور/ عبده المعطري ـ الناطق باسم المجلس الأعلى للحراك ـ والزميل/ أحمد حرمل خلال اتصالي بهم مساء أمس الأول، حيث أكدوا أن إحراق الصحيفة وحملة التحريض ضدها أمر ترفضه جميع مكونات الحراك السلمي، مؤكدين إدانتهم للحادثة..
قيام مجموعة أشخاص بإحراق صحيفة "أخبار اليوم" يومي الثلاثاء والاثنين ذكرني بحوادث مماثلة كانت تقوم بها نقاط تفتيش وقوات النظام البائد ضد الصحيفة، لوقوفها ومساندتها للثورة الشبابية الشعبية السلمية، من يقفون وراء هذه المهمة القذرة لم يكتفوا بهذا بل ذهبوا إلى إرهاب البسطاء وذوي الأكشاك والمكاتب والباعة المتجولين، وتكليف قلة من المأجورين لإطلاق رصاص على مقر الصحيفة وفرع مؤسسة "الشموع" بمحافظة عدن ـ التي احتضنت كل الاختلافات والتوجهات على مر التاريخ ـ..
النظام عندما كان يلجأ إلى هذا الأسلوب القذر والإجرامي القمعي ليمنع وصول الصحيفة إلى بعض المحافظات والمديريات في إطار سعيه لحجب الحقائق عن المواطن اليمني، ومحاولة منه لإخفاء الجرائم التي كانت ترتكب بحق شباب الثورة في جميع الساحات.
أدرك جيداً أن إحراق صحيفة "أخبار اليوم" لا يعدو عن كونه تصرفاً فردياً من قبل أشخاص لا أعتقد أنهم يريدون أن يخدموا الحراك، بل على العكس فإنهم بهكذا تصرف يعملون ضد الحراك والقضية الجنوبية.
ومن هنا أقول لمن يحرض باستخدام العنف لمواجهة الكلمة والقلم وحرية التعبير: إن مسلحي أنصار الشريعة والقاعدة لم يقوموا بهكذا إرهاب فكري ولم يصادروا الكلمة، لأنهم يدركون أن هذه التصرفات ستنعكس عليهم سلباً ولا تخدم التنظيم، فكيف بشخص مثقف ومتعلم ويحسب نفسه على تيار منفتح أن يلجأ إلى أسلوب لا يستخدمه سوى قطاع الطرق.. كما أقول له إن الصحيفة لن تذهب إلى الجمهورية التي في رأسك بل ستدخل إلى المحافظات اليمنية شمالاً وشرقاً وجنوباً وغرباً، وإذا كان لديك خصومة مع أحد وتصارع من أجل الزعامة، فالزعامة والقيادة لا تجتمعان مع النزق والانفعالية والضيق بالآخر ومصادرة حقوقه، وضيق الأفق والرؤية وإقصاء من تختلف معهم، فهذا فكر وثقافة عقيمة دمرت الكنائس على رأس قسيسيها.
وأدعو هؤلاء بألا تسيئوا للحراك بهذه التصرفات الصبيانية الطائشة التي تقزمكم أمام أي مشروع يستند على قضية حقة.
إبراهيم مجاهد
بهذا تحرقون الحراك!! 2390