;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

وثيقة العهد والاتفاق وضياع الفرصة التاريخية لبناء الدولة 2512

2012-03-15 07:10:33


في بادرة رائعة وخطوة متقدمة أحسن فيها الإخوة الأعزاء في إحدى الصحف عندما بادروا إلى إعادة نشر وثيقة العهد والاتفاق التي توافق عليها اليمنيون في 1994 م قبيل اندلاع حرب صيف 94 التي لا تزال آثارها في قلوب اليمنيين حتى اليوم.
لقد سمعت عن هذا الوثيقة كثيراً لكنى لم أقرأها أو اطلع على مضامينها، لأنها صدرت وأنا لازلت طالباً في الثانوية العامة وأعيش في قرية نائية، لكنى عندما اطلعت عليها يوم السبت الماضي شعرت بالأسى والحزن وقلت في نفسي كم نحن اليمنيين تعساء، لقد أضعنا من بين أيدينا فرصه تاريخية لبناء دولة حديثة بعيدة عن هيمنة الفرد وسلطان العائلة لو تمسكنا بهذه الوثيقة وعملنا جميعاً على تنفيذها وتطبيق بنودها..
لقد تضمنت الوثيقة معايير الدولة المدينة التي ننشدها اليوم ونسعى من أجل تحقيقها وأبرز ما جاء فيها الحكم المحلى كامل الصلاحية أو ما يسمى بالفدرالية من خلال تقسم الجمهورية من 4إلى7 وحدات إدارية تسمى المخاليف، يقوم الحكم المحلى فيها على قاعدة الانتخابات المباشرة ومبدأ المشاركة التبعية، وإعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة على أسس وطنية بعيدة عن كل المؤثرات والانتماءات الأسرية والمناطقية والسلالية والمذهبية وتحديد الفترة التي يقضيها القادة في الوظائف القيادية وتشكيل هيئة وطنية من الكفاءات الوطنية للإشراف على الإعلام الرسمي تحل محل وزارة الإعلام ضماناً لخدمتها لصالح المجتمع بعيداً عن التحيز لأي طرف سياسي، إضافة إلى استقلالية السلطة القضائية وانتخابات بالقائمة النسبية وغيرها من المعاير التي كانت كفيلة بجعل اليمن نموذجاً لدولة ديمقراطية على مستوى المنطقة.
أحسست وأنا أقرأ الوثيقة أن حرب صيف 94 ما قامت إلا من أجل وأد هذا الوثيقة والقضاء مضامينها حتى لا ترى النور، وأكبر دليل على ذلك انه بعد انتهاء الحرب وانتصار احد الأطراف المتمثل بما كان يسمى آنذاك بالشرعية تم إغفال هذا الوثيقة ونسيانها وكأنها لم تكن، بل وصل الأمر إلى أن الحديث عنها جريمة..
 كان يفترض من الطرف المنتصر لو كان محباً للوطن ويسعى لخيره وتقدمه العودة بعد انتهاء الحرب إلى العمل من أجل تطبيق بنود هذا الوثيقة التي أجمع عليها اليمنيون، لكن للأسف الشديد عمل على طمسها تماماً وتغييب مضامينها، والذي يثير الدهشة والاستغراب كيف سكتت القوة السياسية لاسيما تلك التي كان لها قوة في الشارع تستطيع الثأئير؟! كيف أضاعت فرصة تاريخية مثل هذه كان كفيلة بتغير حياة اليمنيين نحو الأفضل؟.
 لقد دفعنا ثمن ذلك غالياً ومازلنا ندفع بسبب هيمنة الحكم العائلي الذي تفرد بالسلطة بعد حرب صيف 94 وحول البلاد إلى مليكة خاصة له، نهب الثروة وصادر الحقوق وهمش الكفاءات طوال أكثر من 15 عاماً بسبب غياب الرؤية الحقيقة لبناء الدولة الحديثة التي كانت سوف توفرها هذا الوثيقة في حالة إذا كان اليمنيون حافظوا عليها وعملوا جميعاً على تنفيذها واعتقد أن ما تضمنته هذا الوثيقة هي نفس المطالب التي انطلقت من أجلها الثورة الشعبية التي لا يزال شعاعها مستمراً حتى اليوم...
أتمنى من القوة السياسية الثوار في الساحات العودة إلى الوثيقة الاستفادة من مضامينها العمل على أن تكون أرضية للحوار القادم. أيضاً البحث عن الأسباب الحقيقة وراء فشل هذا الوثيقة وسبب تغييبها ومن الأطراف الحقيقة وراء ذلك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد