;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

إلى روح شهيد الحرية.. جمال الشرعبي 2073

2012-03-20 06:49:54


الشهيد ضوء الوطن، حريته، نبل الهدف، آيات الكرم، لولاه لم يكن للتراب معنى، ولا الزهرة قابلة للتفتح، لذلك هو معجون بطين الحب والتقوى وينتمي إلى كل ذرة رمل، يعيش فينا وبيننا وندرك معنى الجمال والسمو من خلاله .
الشهيد نبراس الأمة، وفاتحة الزمن الرائع، وبوابة الحرية الكبير، نستمد منه عافيتنا، نشعر أننا بشر أحرار، ندرك معنى الانتماء إلى الوطن والوفاء لأهله.. لذلك يظل تاريخاً من الزهو الجميل، وكتاباً مفتوحاً تقرأه الأجيال، تستلهم منه معنى الحياة كرامة وحرية.
الشهيد وحده من يسجل معاني المجد والخلود ويفتح أفقاً واسعاً لنمضي إلى حيث نريد، منه نتعلم كيف نعيش الحياة خالية من النكد والاستبداد وقمع الآخر، فلولاه لم تكن الحياة حياة ولا الإنسان إنساناً، هكذا هو نبض الوطن، ومدار تكوينه، وفصوله الأربعة وسنواته التي تجود بالحب والخير العم .
الشهيد الذي يعلمنا كيف نتهجى الوطن نبلاً، وكيف تكون الشهادة سمواً وروعة وخفق بنود ورايات نصر لا تحصى، وانتصارا ضد الاستبداد والقهر والظلم والطغيان،والشهيد وحده من يقدم ما لا يستطيع أحد أن يقدمه، روحه وحياته لينتمي إلى الخلود، ويصعد إلى أعلى العليين.. هو إذا من يقدم ما يرنو إليه كل إنسان من حياة كريمة، وحده من يستطيع أن يأتي بهذا وأكثر لتكون السعادة ملء الوطن، ويكون للطفل حقوقه غير منقوصة، وللمريض دواءه، والإنسان يحفل بالجميل، الشهيد من يعلمنا الحكمة في الوطن والقدرة على الاستبسال ورفض الطغيان مهما كان مصدره، هو قوة حياتنا إلى ما نريد وسفرنا بوضوح إلى معالم النهوض بحرية وأمان ورخاء وكثير من الجمال والدهشة، لنقدر من خلاله أن ندرك كم نحن سعداء،! وكم كان معناً وفياً وسيظل رمزاً خالداً لا يقبل المحو، ولا يرضى بغير أن نكون على موعد مع الحب والخير.

الشهيد الذي يعرف معنى الوطن تضحية وفداءً وروحاً تلهم الإنسان معاني الدهشة، وتفتح له أزمنة بلا حدود، فيها يكون الانتصار حافلاً بالمواقف الخلاقة، والقدرات الإبداعية، وتجليات القادم، وهو أكثر من قصيدة، وأجمل من زهرة، وأروى من نبع لا يكف عن الجريان، هو إذاً الذي نراهن من خلاله على مستقبلنا، هو الغيم الذي يهطل سخاءً وخيراً وبركة، وهو جنة الله في الأرض .
الشهيد روح الأمة، تاريخها الفذ، عنوانها المتألق، أحلامها النبيلة التي تتموضع باقتدار كل الشرفاء، وهو النجم الذي يهدي الساري إلى ما ينبت العز، والسماء الضحوك، والليلة القمراء، والعناقيد تتدلى، هو الطير يحلق بحرية في لأفق، والأمل يزداد حضوراً، والفرح البكر .
الشهيد الذي لولاه لم نكن نحن نحن، ولا الوطن وطناً، ولا الحرية واقعاً، لذلك ليس سواه أجمل العناوين، ويظل الأبهى على الدوام، وهو يقدمنا كما يجب إلى القادم ..فيا لهذا الشهيد ما أروع تجلياته وقد صار نبع الحياة التي ترفل وتزهو حين قدم مالا يستطيع أحد عليه سواه، .ياله من بطل وإيماني يقدر على الانتصار بكل ثقة ودونما أدنى تردد، ويحفل بنا أكثر من ذاته، يريدنا أن نكون فيقدم روحه لنبقى في وطن الحرية ومشعل الفخار .
الشهيد اقتدار صعب، واجتراح المعجزات، والفتح المبين.. يا الله ما أروع هذا الذي يطل علينا كل حين ليرى ما تمناه لنا وقد تموضع وصار كما يهوى.. لذلك وفاؤنا للشهيد أن نكون أنقياء أتقياء، أن نعشق الوطن ونزرع الخير، كما نحرص عليه، ونطرد الفساد والسلبي والقهر والاستحواذ، ونؤمن أن في القادم ما يستحق أن نعمل من أجله.. الوفاء إذاً للشهيد بمزيد من الإصرار على الانتصار بمساحات الوجدان كلها، شعراً وموسيقى ورسماً أنيقاً وريشة جمال وحقلاً وافراً بالغلات ومدرسة ومصنعاً ومستشفى، وما نستطيع عليه ونمضي إليه ونتقن احترافه، من أجل كل الوطن يبقى في مستوى الأمل الذي أراده الشهيد ونريده نحن، ماءً ورونقاً .
الشهيد الذي استطاع أن يخرج الوطن من حالة الارتهان، إلى الانطلاق، إلى فتح معالم القادم، وكل قادم له دهشة.. الشهيد إذاً محراب الوطن وراياته الخفاقة، وشمسه المشرقة.. يا له من رائع، وهو يتصدر المواقف البطولية ويجعل الوطن يثب نحو العليا، ويغيب عنا لنحضر نحن، ويبقى في قلوبنا رمزاً قدسياً لا نستطيع مغادرته ولا نقبل سوى أن نكون كما أراد، وهنا فقط يكمن الانتصار العظيم الذي احتفى به واستشهد من أجله وانطلق إلى عالم الخلود مسجلاً أروع التضحيات وأغلاها وأكثرها سخاءً.

هذا الشهيد قوت الأرض، وروحها القوية، سنابلها، وميادين فرحها، وعظمة التوق إلى الآتي، وهو النبل والكرم والإخلاص وأكثر من هذا هو النبت الطيب في الحقول والمياه في السواقي، وهو الحلم الجميل، وبسمة الأطفال، وشعلتنا التي تضيء لنا معالم الطريق على الدوام، هو الحب كله وأسمى من الحب، إنه نسيم الوطن الذي يهب علينا، وصباحه الأغر، وليله المطرز بالنجوم .
الشهيد لطالما كان وما يزال وسيبقى إنساناً معانيه عظيمة ومدهشة، لذلك هو الإيمان أن للأرض أسرارها وهو (نصر من الله وفتح قريب).
فطوبى لوطن رزق بالشهداء لينتصر الحق، طوبى لحياة مقاصدها نبيلة صاغها الشهيد بدمه، لنبقى نحن أصحاء نفسياً وبدنياً وبدون أي قوى استبدادية، وليبقى رهاننا على الفرح الإنساني النبيل والثقة بالله كبيرة وعرى الحب لا تنفصم..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد