قبل سنوات قليلة وأنا في الإعدادية كانت مدينة الراهدة من ضمن المدن التي يُمارس فيها الظلم ومن أبرز المظالم نقل المدرسين من المدارس القريبة إلى أخرى بعيدة بسبب انتماءاتهم السياسية، فكانوا ينادون كل الجهات لإنصافهم وبالذات مجلس النواب حيث طالب أصحاب المظالم بإرسال لجنة للتحقق مما يحدث في المدينة وظل الموقوفين من المدرسين والمبعدين يعاملون على إنزال هذه اللجنة وظل المجلس يتوعد بإرسال اللجنة المنتظرة التي صرّح أنه قد شكلها حتى نسيَ الناس هذه اللجنة لتصبح مجرّد أكذوبة صغيرة من كذبات النظام السابق بعد كل الخسائر والأتعاب وعبارة عن سراب كان يراه المظلومين من بعيد بمثابة ماء سيرويهم من العطش السياسي الذي أضر بهم.. ما جعلني أتذكر هذا هو أنه قبل أيام وقع خلاف بسيط في ساحة التغيير بصنعاء فإذا بمجلس النواب - بعد أن ظننا بأنه قد تحلل كما تتحلل التماسيح وغيرها لما شهدناه من هذا المجلس من صمت إزاء الجرائم التي كانت ترتكب - بكل ما أوتي من جرأة مذمومة ومخالفة للقانون واستفزاز للثوار وبسرعة فائقة تجاوزت المعقول يشكل لجنة ويكلفها بالنزول إلى الساحة لتقصي الحقائق... أي حقائق ؟ وكأن الساحة السلمية تحولت إلى معركة حروب وهم سيضعون حل لهذه الحروب..ولله في خلقه شؤون !!!ومع ذلك نقول أين كان مجلس التقصي في أحداث مجزرة جمعة الكرامة وأحداث أرحب ونهم وأبين وعدن وحضرموت وغيرها؟.
أين كان هذا المجلس العاجز في محرقة ساحة الحرية بتعز وفي مجزرة 11/11 التي راح ضحاياها الشهيدات العزيزات تفاحة وزينب وياسمين؟ بل أين هم ممن يضربون اليوم أبراج الكهرباء؟ لم يكن موجوداً مجلس (التقصي ) في هذه الأحداث ولن تجده أبداً، إنما نلاحظه مجهزاً بكل عتاده في خلاف بسيط ليس القصد منه الصلح وإنما التفرقة وبث روح الكراهية والنزاع بين الثوار ولكن نقول لهذا المجلس هيهات أن تنجح في خلق النزاعات في الساحات التي لا يهمها أمرك لأنك لست ممثلاً للشعب..وهنيئاً لهذا المجلس الذي تحوّل من مجلس للدفاع عن حقوق الشعب إلى مجلس إقصاء الوطنيين وتقصي حقائق وهمية ليس من وراء إثارتها إلا الفتن.. متناسياً هذا البرلمان الغير شرعي أن هناك من أعضاءه من هم متهمون بقضايا كثيرة هي من تنتظر التقصي.. ومن أهمها جمعة الكرامة التي راح ضحيتها الكثير من شهداء الثورة ومحرقة تعز ومجزرة دوفس (أبين ) وغيرها..ولذلك فإن شباب الثورة من خلال بيانهم يعلنون عدم التعامل مع هذا المجلس الفاقد للشرعية أو من سيأتي من جهته، كما يطالبون رئيس الجمهورية النظر في قضية هذا المجلس الذي لم يعد يمثل الوطن ولكنه أصبح مصدّراً للخلافات..مع احترامنا للوطنيين الذين هم من أعضاء هذا المجلس ولكن القرار ليس بيدهم ..
استراحة
الفاشلون يقولون بأن النجاح هو مجرّد حظ!!
ختاماً
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يجعل لنا برلماناً يمثلنا لا يمثّل بنا أو علينا إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء وصلوا على النبي..
صدام الحريبي
أهلاً بمجلس التقصي 1757