لطالما قرأتم أو سمعتم عن مجزرة (حماه) التي وقعت في عام 1982م والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة السورية، حيث تم إبادة تلكم المدينة إبادة جماعية على يد الجزار الراحل حافظ الأسد..
وبعد كل هذه السنين التي مرت من الجراح الذي لم يؤول أحد أن يبلسمه ولا حتى التحدث عنه خوفاً من أن يحولوه إلى حماة 82 أخرى، إذا بالجزّار الابن يسلك نفس المسلك، ولكن هذه المرة ليس بحق حماة وحدها ولكن بحق السوريين أجمعين.. ففي مطلع العام الماضي 2011م خرج السوريين في مدينة درعا، مطالبين بإصلاحات ولم يلتفت إليهم أحد لتتحول تلكم المطالب البسيطة إلى احتجاجات ومظاهرات واعتصامات يومية مطالبة برحيل النازي بشار الأسد وشرذمته القليلون الذين أنهكونا بقوميتهم الكاذبة منذ أمد.. لم يواجه النازي بشار الأسد هذه الموجات البشرية المزعجة بالنسبة له ولأمثاله من القتلة والفاسدين بمسؤولية وعقلانية، لكنه انتهج أو اختار اختياراً صعباً ليحاورهم بلهجة السلاح والقتل وإراقة الدماء، حيث ارتكب فيهم أبشع أنواع القتل والجزر التي يتعوّذ منها الشيطان نفسه..
لم يقف أحد أمام بشار الأسد لينصحه أو ليوقف نزيف الدم الذي يُراق في سوريا، إنما وقفت بجانبه إيران التي تحرضه وتدعمه ضد شعبه الأعزل وروسيا والصين اللتين استخدمتا حق الفيتو ودعمنه بالسلاح مقابل مصالح دنيئة..
حتى الأم التي ديدنها دوماً الخوف على ولدها وتقديم النصائح له والخوف على مصلحته لم تكن هنا هي تلك الأم الحنونة، إنما كانت في حضرة النازي بشار تمثل دور الأم المجرمة التي لا تخاف الله ولا يهمها مصلحة ولدها بعد أن ظننا أنها ستنصحه بتقديم استقالته أو الكف عن قتل الناس، فقد تلقى بشار الأسد نصيحة من أمه بأن هذه الاحتجاجات تذكرها بأحداث حماة وقالت له: إذا أردت الخلاص فاسلك مسلك أبيك.
تريده أن يقتل الشعب كما قتله أبوه، من قبل وها هو بشار ينفذ وصية أمه الخائنة، فانظروا إلى هذه الأم المدرسة كيف توجه ولدها للرشاد والهداية.. قلّل الله من الناصحات أمثالها.. فأين من وقفوا ضد القذافي معمر والساعدي ولده وسيف الإجرام؟ أين من أخرجوا أحدهم مقتولاً والآخر مصاباً والثالث معتقلاً؟ أم أن العادلة والتدخل العادل محرم على سوريا بسبب عدم امتلاكها للنفط؟ إذا كانت الحبيبة سوريا تمتلك من النفط ما تشبع به جوع بعض الدول لرأيناهم هبوا لنصرتهم وداسوا الفيتو تحت أقدامهم ولشهدت لهم الجموع بحدثاً مهماً ولكي لا تكون نظرتنا بعيدة سيجبرون المتمردتين الصين وروسيا التخلي عن حق الفيتو ونصرة الشعب السوري ولرأينا العجب من عشّاق النفط والملهوفين عليه أليس صحيحاً؟.
صرخة:
إن إخوانا في سوريا يوجهون صرخة مدوية لشرفاء العالم يقولون فيها أين الضمير الإنساني وأين حقوق الإنسان؟ أين النخوة يا عرب؟, أين النصرة يا مسلمون؟.. في سوريا النظام النازي لا يفرق بين رجل أو امرأة ولا طفل أو شاب ولا شيخ أو رضيع، جعل حياتهم كلها عبارة عن بكاء ومناشدات واستعطاف إن لم تكن سفكاً للدماء وتقطيعهم إرباً إرباً، حيث قد تعبوا من هذه الأعمال ويئسوا منها كما ييأس المتكلم من ردة فعل أصحاب القبور.. فما أنتم مقررون؟.
رسالة:
إلى إخواننا في سوريا الحبيبة، سوريا الجرح النازف، ثقوا بنصر الله.. من كان يصدق أن زين العابدين هارباً وحسني مبارك وأولاده في السجن والقذافي مقتول وعلي مخلوع؟ ليريكم من آياته.. فقد نصركم الله في مواطن كثيرة.. وأراكم ما تحبون..
يا أيها الأبطال : اعلموا أنه قد حسم أمركم يوم أن أخركم وجمعكم على غير موعد ليقضي أمراً مفعولاً.. وما كان ليضيع صبركم ولا دماء شهدائكم، فاصمدوا ولا تتولوا، فيستبدل قوماً غيركم.. والله لن يضيع عمل عامل منكم..
أيها الأحرار: لا تنتظروا النصر من سوق عكاظ ولا النخاسة ولا الأميركان أو الناتو، ولكن كونوا واثقين بنصر الله ولا يحزنكم ولا تظنوا أن تأخر النصر هو بسبب وقوف إيران أو روسيا أو الصين ضدكم فهم يعلمون أن قوة الله لا تردها أي قوة في الأرض وأنتم تستمدون قوتكم من قوة الله والله معكم ولن يتركم أعمالكم..
رجاء:
اللهم إن إخواناً في سوريا يشكون إليك ضعف قوتهم وقلة حيلتهم وهوانهم على من قتلهم، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وربي وربهم إلى من تكلهم إلى إيران تتجهمهم أم إلى روسيا والصين ملّكتها أمرهم أم إلى سوق عكاظ يحقق مصالحه بهم إن لم يكن بك غضب عليهم فلا يبالون، غير أن عافيتك هي أوسع لنا ولهم.. نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل علينا وعليهم غضبك أو ينزل علينا سخطك، لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك.
استراحة:
هذه دمشقُ وهذه الكأس ُوالرّاحُ
إنّي أحبُّ وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا السوري لو شرّحتم ُجسدي
لسـالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحـتُم شراييني بمديتكـم
سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
ختاماً:
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يخارج إخواننا وأحبابنا السوريين مما هم فيه ولا تنسونا من خالص الدعاء وصلوا على النبي.
sadam.alhorybi@gmail.com
صدام الحريبي
صرخة من أرض الشام 1921